الغموض أهو سمة عمق وجمال ام تخبط وخبال

بسم الله الرحمن الرحيم
فى الحقيقة انوى الان ان اتكلم عن الغموض من حيث معناه واسبابه على غير سابق تحضير فليعذرنى كل قارئ على جهلى فيما سأكتب وتخبطى وغموض لفظى فربما كان تطبيقا عمليا لاحد اسباب الغموض.
ودافعى للكتابة تعليقات على خربشات سابقة كتبتها ونشرتها فى غير مكان فاستحسنها الناس غير انه قد غمض عليهم قصدى جميعا اللهم الا واحدا اصاب فى رميه فعزمت ان ابحث عن سر الغموض وخصوصا انى انوى ان اثنيها بنشر خربشة عن العقل والحيدة عن فهم مقصدى تجلدنى لذا كانت هذه الخربشات
فانى فى الحقيقة مكثت فترة غير يسيرة كلف بقراءة ما صعب مبناه وخفى معناه من كلام الشعراء والادباء والكتاب والفلاسفة ظانا ان الغموض هو دليل البلاغة فلما استبان لى ان البلاغة تكمن فى سهولة اللفظ بلا ابتذال وسفور المعنى بلا سطحية زهدت فى تلك الكتابات وعلمت يقينا ان الغموض غالبا هو دليل عجز وفقر واكتشفت ان مما يمدح به الشعراء سهولة اللفظ ومنه وصف عمر بن الخطاب لشعر زهير بقوله لا يتبع حوشى الكلام وقوله لايعاظل
وقبل ان احمل على كل متصف بالغموض على ان افرق بين الغموض الحقيقى والغموض المتوهم
فالغموض الحقيقى اما ان يكون بسبب عجز الكاتب عن الاحاطة بجوانب الموضوع محل الدراسة وفشله فىالاخذ باطراقه وغالبا سببه دخوله فى غير مجاله دون ان يملك من الادوات ما يلزم لذلك ومثاله كتابات الصحفيين فى غير مجالاتهم فتخرج غامضة فاضحة لجهالاتهم وهذه النوع هو اقبح الانواع وكاتبه متعالم لا يدرك حجمه الحقيقى وتلك قاصمة الظهر
ولست اورد له تطبيقا لانى لا احفظ مثل هذا الهراء

والنوع الثانى من الغموض ما قصد به الاغراب وبيان التفرد والقدرة على توليد غريب المعانى واستخدام مهجور الالفاظ واشهر مثال له على مر تا ريخ العرب ابو علقمة النحوى اذ نراه يسأل خادمه مرة أصعقت العتاريف_قاصدا اصاحت الديكة؟ وفيها طرفة ليس هذا محلها ومنه ايضا اصرار بعض الكتاب على استخدام كلمات اقل شهرة ك(اوركيد النيل) للدلالة على ورد النيل او استخدام تعبيرات قديمة لم تعد معروفة كالعقل الهيولى مثلا

والنوع الثالث من الغموض ما كان سببه الغموض فى اصل النص والمجال موضع الدراسة والبحث التعبير عن غامض متقلب لا يكون الا بلفظ لا يقل عنه غموضا وضبابية والا لفاتنا الكثير من الصواب ومثاله الشهير علم الفلسفة وعلم النفس ونظرياته المختلفة ومنه قول ابن سينا فى الالهيات مثلا عن الموجود....(ان الوجود للشىء قد يكون بالذات مثل وجود الانسان انسانا او بالعرض مثل وجود زيد ابيض والامور التى بالعرض لا تحد فلنترك الان ذلك ونشتغل بالموجود والوجود الذى بالذات.فاقدم الموجودات بالذات هو الجوهر وذلك لان الموجود قسمين احدهما:الموجود ى شىء اخر ذلك الشىء الاخر متحصل القوام والنوع فى نفسه وجودا لا كوجود جزء منه من غير ان تتضح مفارقته لذلك الشىء وهو الموجود فى موضوع والثانى الموجود من غير ان يكون فى شىء من الاشياء بهذه الصفة فلا يكون فى موضوع البته وهو الجوهر)وكما نرى ان النص فيه نوع من الغموض والاستعصاء فى الفهم تختلف درجته بدرجة معرفة الشخص للموضوع محل البحث تتنوع درجته مع بقاء اصل الصفة وهى الغموض وهو ما يميزه عن النوع التالى
النوع الرابع من الغموض الغموض لا لعيب فى الكاتب والا المكتوب وانما لقصور القارئ وضيق عقله عن استيعاب المكتوب لانه لا يمل من الادوات ما يؤهله لفهم ما يقال ومنه غموض الشعر العربى على كثير من الناس والعيب فيهم
وايضا محاولات غير المؤهلين قراءة صحيح البخارى وشرحه وبيان غرضه وقصده فى ترتيبه وتبويبه وقد قيل قديما لا يستقيم البخارى لغبى لا فيه
ومن ارف ما ادلل به على هذا النوع عجز الكثيرين عن فهم المقطع التالى رغم ابتعاد الشيخ عن غريب اللفظ ومهجوره و حيدته عن غامضه وديجوره
واخر الانواع الغموض المتوهم وهو توهم بعض النقاد غموضا فى ما هو ظاهر جلى مبالغة منهم فى ادعاء فهم النص ومعرفة قصد الكاتب واشاراته ويحضرنى الان موقف حصل مع صاحب رواية العجوز والبحر عندما زعم بعض النقاد غموض النص ووجود اشارات خفية فيه وتعسف فى تأويل الرواية على غير مراد كاتبها فما كان منه الا ان رده واعلن فساد قوله
وجملة القول ان الغموض قد يكون لعيب فى الكاتب من ضعف احاطة وغيره او فى المكتوب من صعوبه فى اصله ونحوه او عيب فى المتلقى لقصر ادراكه وسوء تفسيره وهو فى الجملة ليس وسيلة للتفاخر وفضيلة بل للمعايرة وبيان قلة
الحيلة ذلك ان قصد كل متكلم ايصال فكرته فان عجز فليس ثمة مفخرة
ويقولونsimplicity is the end point of civilization
فالكاتب الحق يستطيع توصيل مراده وان صعب مجال كتابته عن الفهم وهو فى الامر ذاته لا يعمد الا التسطيح والتعميم بل يقف على قنطرة من الغموض والتعقيد من ناحية والسذاجة والسطحية من ناحية اخرى ويعبرها فى ثقة ليصل
الى عقل المتلقى ليؤدى الاديب مهمته التى يكتب لاجلها كما قال تشاردز(يخذلنا الشعراء او نخذلهم اذا كنا لا نجد انفسنا قد تغيرنا بعد قراءة شعرهم)ولا شك ان ذلك لا يكون بغير فهم دقيق لمرادهم فى وضوح وجلاء
واختم بقول الحكيم فى كتابه فن الادب -واظنه حقا مسك الختام-فن الادب هو اقصر الطرق واكثرها تاثيرا على الجمهور لكنه فى الوقت ذاته ملئ بالتحولات والمعوقات والصخور فيا سعد من جازها ليلقى بافكاره بكرا بين يدى قارئه)
اعتذرا واجب: اعتذر لكل قارئ عن ضعف لغتى وعدم قدرتى على ترتيب فكرتى فانى قد كتبتها ارتجالا ولعل القارئ لا يعدم فائدة اذا اعتبرها مثالا للنوع الاول من انواع التوهم

موضوع مثير للذهن

ممممممممممممممم
عن نفسي مش بحب أي حاجه زايدة عن حدها لأني معتقده في أن خير الأمور الوسط
يعني بحب الغموض الغير متكلف والزايد ...الغموض الذي بيدفع للتفكير والتفكر
بحب الفلسفة والتدقيق بطبعي بيبعث في نوع من المتعة و تفتح لي طريق الابداع
و
بحب الحاجه اللي اكتبها تكون عميقة الفكرة بسيطة في أسلوبها ....ده لحد دلوقتي ..وبالطبع الواحد كل مابيقرأ أكتر بيحس انه مابيعرفش يكتب حاجه أصلا...
.لكن في القراءة ممكن أنوع بين أنواع الغموض اللي أقبلها والتي لا أقبلها يعني على سبيل المثال اللي جبت سيرته قريب ..فاروق شوشة مثلا فيه تركيبات جمل فوق بعضيها مش فاهمها وأشعار زمان طبعا طبعا ده لمحدودية إلمامي باللغة العربية وليس عيبا فيها......بس بآخد منها مايفيدني واللي مش فاهماه بحاول افهمه مافهمتوش خلاص بقى
لكن بستمتع أكثر كل ماكانت الحاجه جميلة وبسيطة وعمييييييييييييقة