البريد الخامس:سوء الخاتمة

السلام عليكم

ازيكوا اخباركوا ايه

عاملين ايه فى المذاكرة شدوا حيلكوا

امتحان الراوند قرب

النهاردة يا جماعة القصة مش عادية

وهى مشكلة لشاب ولكنها عجيبة وغريبة بس فى نفس الوقت صادقة يعجز خيال اى مؤلف عن تاليفها

وياريت يا جماعة تشاركونا فى حلها

وجزاكم الله خيرا

القصة يا جماعة لشاب فى الثلاثينيات من عمره

كان طالبا جامعيا مستهترا لا يشغله من الحياة هو و أصدقائه سوى ما يشغل بعض الشباب اللاهي من قصص المغامرات الغرامية.. و ارتداء أشيك الملابس و ركوب أحدث السيارات، فكانت النتيجة ان تعثروا في الدراسة و استنفذوا مرات الرسوب و فصلوا من الكلية فالتحق هو و زميله الانتيم بمعهد متوسط على امل الحصول على شهادته و الانتساب لاحدى الكليات الجامعية، سعيا و راء تحسين صورتيهما السيئتين امام أسرتيهما، و نجحا بالفعل في ذلك و التحقا بالكلية و نجحا في السنة الأولى، ثم نجح كاتب الرسالة في السنة الثانية اما صديقه الانتيم فقد تعثر مرة أخرى في دراسته لأنه انصرف عنها الى علاقة محرمة نشأت بينه و بين سيدة متزوجة لم يصرح لكاتب الرسالة باسمها و اكتفى هو بأن يحذره من ان يكتشف زوجها أمره و من خلال أحاديث صديقه المستمرة عن هذه السيدة المتزوجة بدأ الشك يساور كاتب الرسالة في انها احدى قريباته المقربات، و ألح على صديقه في ان يكشف له عن شخصيتها لكنه رفض باصرار فبدأ كاتب الرسالة يراقب صديقه خفية ليتأكد من صدق ظنونه..الى ان جاء يوم و رأي سيارة صديقه تقف على مقربة من بيت قريبته، ثم رآها تأتي اليه و تركب بجواره و يمضيان معا فتتبعهما بسيارته فاذا بهما يتوقفان امام عمارة حديثة في أحد ميادين مصر الجديدة.. و ينزلان من السيارة و يدخلان "كافيتريا" بالدور الأرضي من العمارة.. و وقف يفكر ثائرا ماذا يفعل هل يفاجئهما داخل الكافيتريا و يفجر فضيحة مدوية فيصفع قريبته و يضرب صديقه الذي خان صداقته؟ ام ينتظر خروجهما و يفاجئهما بظهوره امامها.. فلا يدع لأحدهما مجالا للانكار؟ و لم يطل به التفكير كثيرا.. فلقد احس فجأة بالأرض تميد تحت قدميه ثم رأي العمارة التي تقع الكافيتريا أسفله تنهار كلها في لحظة مأساوية نادرة و تتحول في لمح البصر الى جبل عال من الركام و الأنقاض و التراب فوق كل من كانوا بداخلها، فاصابه الذهول و فقد القدرة على الكلام و الحركة و التصرف، و لم يدر بنفسه بعد ذلك الا مريضا بالاكتئاب النفسي و ملازما للفراش لأكثر من عام عولج خلاله من الاكتئاب و ما زال يتردد على طبيبه النفسي ليعالج ما بقى من آثاره حتى الآن.

و لا عجب في ذلك فقد شهد لحظة قدرية فاجعة هي لحظة زلزال 12 اكتوبر عام 1992 في الساعة الثالثة و 35 دقيقة بعد الظهر، و شهد انهيارة عمارة الموت الشهيرة بمصر الجديدة.. و شهد دفن عدد كبير من رواد تلك الكافتيريا المشئومة " الأرنب الضاحك" تحت الأنقاض..، و لقد قامت قوات الانقاذ وقتها باخراج عدد كبير من السكان احياء، و انتشلت جثث عدد كبير من الضحايا، و خرج من هذه العمارة حيا بعد ثلاثة ايام الشاب أكثم الذي تحققت له معجزة البقاء على قيد الحياة بعد وفاة زوجته و طفلته و أبويه الى جواره.. و لم يتم التعرف على شخصيات بعض الضحايا الذين كانوا بكافتيريا الدور الارضي من هذه العمارة فدفنوا بمقابر الصدقة و مجهولي الهوية.

اما لماذا قرر كاتب الرسالة ان يروي هذه القصة المفجعة بعد اكثر من ثلاث سنوات من وقوعها، فلأن أسرة قريبته لم تعرف حتى الآن شيئا مؤكدا عن مصيرها الدامي و ما زال زوجها و ابنتها يعتبرانها مفقودة، و ما زالت ابنتها الشابة تأمل في ان تكون فاقدة الذاكرة او العقل في مكان ما، اما والد صديقه فما زال يعذب نفسه بالاحساس بالذنب عن انه مسئول عن مصير ابنه "المفقود" لأنه كان قد ضاق قبل 5 ايام فقط من الفاجعة باستهتاره فطرده من البيت، و لم يره بعدها و ما زال يتعذب باحساسه بأنه قد أعان أقداره المجهولة عليه.

ويسال كاتب الرسالة الشاب بعد ذلك، هل يصارح أسرة قريبته و والد صديقه بما جرى لهما و كان شاهد عيان عليه في لحظة درامية نادرة؟، و هل يكشف لهما ما كان من أمرهما معا مما جمع بينهم و رشحهما لهذا المصير المؤسف؟

ام انه يخبى عنهم ما راى ولا يفضحهما؟

يا سيدى انا لا ارى اى فائدة من المصارحة الا تشويه صورة السيدة امام ابنتها الصغيرة واهلها قد ماتا فبم تنفع المصارحة وانا شخصيا الوم راوى القصة لان عليه واجب النصح والزجر لصديقه بغض النظر عن شخصيةالسيدة التى ارتبط معها بتلك العلاقة الاثمة دع صورة صديقك وقريبتك كما هى فى عين اهلهما واترك حسابهما على الله ...المهم ان تعتبر بما حصل لهما ولا ترجع لطريق الفساد مرة اخرى