بكره أحلى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بكره أحلى

إلى العلم والأخلاق نسعى .......... يلا نخلي بكره أحلى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالخميس يوليو 30, 2009 7:38 pm

السلام عليكم ترحيب

دي حلقات لاقيتها ....هي عجبتني جدا.....يارب تعجبكو
مش هطول عليكو
يلا نبدأ على طول


الحلـــــــقة الأولـــــــــــى
ـــــــــ*×*ـــ((1))ـــ*×*ـــــــــ


اسمي مرام، في العشرين من عمري،
طالبة في كلية الطب البشري...
دخلت عالم الكلية مند سنتين، فتغيرت أشياء كثيرة في حياتي,
هل كبرت؟؟
ربما! لكنني واثقة أن النضج الفكري ليس له علاقة جد وثيقة بالسن...
ربما حصلت تحولات في حياتي و هو ما جعلني أحس بالاختلاف

نعم، تغير المحيط
تغير الأصدقاء و الأصحاب
فقدت البعض و كونت صداقات جديدة...
الحياة لا تتوقف و العمر يمضي...

لكن ليس كل هدا مادعاني إلى كتابة مذكراتي!
صحيح أن كل تفاصيل حياة مهمة و لها قيمتها الخاصة بالنسبة إلي
فأنا أرى أن كل شخص مميز بالفطرة، لأن الله عز و جل خلقه مختلفا عن غيره من البشر
لدا فكل فرد استثنائي بمجرد وجوده و اكتسابه لكينونة مستقلة و...
يبدو أنني سأبحر في الفلسفة

دعونا نعود إلى موضوعنا...
اممم، ما الدي دعاني إلى كتابة مدكراتي؟
نعم...
إنه إحساس مختلف بنفسي...
إحساس بكوني قد ألعب أدوارا هامة في مستقبل بلدي و أمتي...
ليس أن أكون محط الأنظار و حسب، لكن أن يكون لي تأثير في الناس من حولي
أن أصنع تغييرا في حياة كل من يلتقي بي
جميل أن تدرك قيمة نفسك، لكن الأجمل أن ينضاف إليه إحساس غيرك بقيمتك...
هدا لا يعني أنه لم يحس أحد بقيمتي حتى اللحظة!!
فأنا محبوبة من أهلي و إخوتي و رفيقاتي و أساتدتي و و و...

لكن، ماهي إضافتي إلى كل هؤلاء؟؟

اليوم، اليوم فقط أحسست بأنني قادرة على الإضافة
شعور يملأني سرورا و يملأ كياني حتى ما عاد يضاهيه شعور آخر

إحساسي بأن الله يستخدمني لخير عباده و لا يستبدلني...
هل جربت هدا الإحساس؟
جرب و لن تندم...
...........................................................................................
ـــــــــ*×*ـــ((2))ـــ*×*ـــــــــ

كنت دائما أتطلع إلى أن أكون دات نفع للآخرين
لكنها ظلت أفكارا نظرية أكثر منها تطبيقية إلى حد... إلى حد يوم من الأيام
فنحن تقريبا طوال دراستنا نأخد من الجميع و لا نعطي شيئا!
نأخد من آبائنا و أمهاتنا، وقتهم و جهدهم و مالهم و حنانهم و رعايتهم...
نأخد من الأساتدة و المعلمين و المدربين طاقاتهم و معرفتهم... و صبرهم و سعة صدورهم
كما نأخد من الطبيعة من حولنا ثرواتها الطبيعية، و نلقي بفضلاتنا فيها (ليس نوعا من العطاء المستحب )

و نقول في كل يوم : أريد أن أكون إيجابيا!!
أما آن لهاته الشعارات التي نتغنى بها، كشباب مثقف، ليلا و نهارا دون أن نبدي حراكا، أن تتحول إلى واقع، إلى حقيقة ملموسة، فنعطي شيئا؟؟

و الحقيقة أنني لم أكن أختلف عن الجميع في التشدق بالشعارات البراقة، و إلقاء الكلمات الرنانة على أسماع زميلاتي، فينظرن إلى فصاحتي و أفكاري الإبداعية بإعجاب ثم أنظر إلى نفسي و أقول : كفاك نفاقا!!

إلى أن جاء يوم...
كان دلك مند حوالي أسبوعين، كنت جالسة في المكتبة العمومية، أطالع مجلدا ضخما من المصطلحات الطبية المعقدة، التي لم أتعود عليها بعد... حين تناهى إلى مسمعي أصوات تتحدث بصوت عال غير بعيد عني.
رفعت رأسي في انفعال واضح : يا عالم ياناس، أريد أن أركز!! ألا تكفيني المعادلات المعقدة و التركيبات الغريبة التي أكتشفها كل يوم في جسمي، فتشعرني تارة بالغثيان و تارة بالفزع و أخرى بالدهشة و الحيرة أمام عظمة الخالق، ليأتي بعض المشوشين و يفسدوا علي محاولاتي المتكررة و غير المجدية للتركيز !!!!

طبعا لم تنبس شفتاي بكلمة مما ورد سابقا، بل اكتفيت بالعض على شفتي و التمتمة في حنق : لا حول و لا قوة إلا بالله!!

التقطت أدناي كلمات استرعت انتباهي، فما لبثت أن تركت ما بين يدي، و نسيت أصلا أي مصطلح كنت بصدد المراجعة، و رحت أتابع الحديث باهتمام...

كانت الفتاتان تجلسان غير بعيد عني، مما جعل الحوار مسموعا تماما من حيث أجلس...
كان الحزن الشديد باديا على إحداهما، و كان في صوتها غصة، تغالب دموعها بصعوبة فيخرج صوتها مبحوحا...
ـ ... المرض في وضع متقدم، و الطبيب يقول أنه إن لم تجر العملية في أقرب وقت فحياتها ستكون مهددة!!
ـ يا حبيبتي يا نهى، شفى الله أمك و عافاها! إن شاء الله بعد العملية ستكون بخير، لا داعي للقلق، و احمدي الله أنكم اكتشفتم المرض قبل فوات الأوان...
ـ المشكلة ليست هنا يا حنان! المشكلة أن العملية بااااهظة الثمن جدا!! و لن يكون في مقدور أبي أن يوفر ثمنها بسهولة... و أنت تعلمين أن مصاريف الكلية ليست بالقليلة عليه، و مصاريف إخوتي الصغار أيضا... أبي مهموم جدا هاته الأيام، حاله النفسية أسوأ من وضع أمي الجسدي، إحساسه بالعجز يقهره! كما أنه لا يجد من يقرضه المبلغ...

تنهدت الفتاتان في حرقة...
و سرحت ببصري للحظات و قد استولت علي حالة من الدهول
أين الإيجابية يا مرام؟؟ أين روح المبادرة؟؟
و وجدتني أقف فجأة وسط القاعة بحركة مفاجأة أوقعت الكرسي و جعلت كل العيون تتوجه نحوي في دهشة
فنظرت حولي في خجل، ثم جمعت أدواتي على عجل و خرجت من القاعة لا ألوي على شيء...

إنها فرصتك يا مرام... فرصتك ليستخدمك الله فلا تضييعيها...

..................................................................................................................

ـــــــــ*×*ـــ((3))ـــ*×*ـــــــــ

خرجت من قاعة المكتبة و قد اعتملت في دهني أفكار كثيرة...
أولا : من واجبي كمسلمة مثقفة واعية ... أن أفعل شيئا لمساعدة الأخت نهى في مرض والدتها
ثانيا : أنا لا أعرف نهى هده، و لا أعرف كيف يمكنني أن أساعدها!!
ثالثا : أنا في حيرة من أمري و لا أدري من أين أبدأ، لكن يجب أن أفعل شيئااااااا
رابعا : يجب أن أحل النقاط الثلاث الأولى قبل المرور إلى غيرها

دخلت إلى غرفتي و أنا لم أكف طوال الطريق عن التفكير...
مع أن مندوبا رسميا عن ضميري المهني، أقصد الدراسي، كان يحاول أن يفسد علي هدوئي و يحول نظري إلى المجلد المرمي على الفراش بين الفينة و الأخرى ليدكرني باختبار بيولوجيا الخلايا بعد يومين

لكنني شخص يعرف أولوياته جيدا
و أعلم أن المجلد لن يضيع إن انا تركته مهملا على فراشي بعض الوقت، في حين أن حياة والدة نهى في خطر محقق...

وجدتها!!
طرت إلى حاسوبي و تسمرت أمامه لبضع دقائق، و أصابعي تعالج الأزرار تارة، و تقرص على الفأرة تارة أخرى و عيناي مشدودتان إلى الشاشة أتابع نتاج عملي في رضا...

دخلت أمي إلى الغرفة، فناديتها في حماس لتنظر إلى الشاشة
كنت قد انتهيت من إعداد القصاصة الاعلامية...
(( المسلم للمسلم رحمة...


إخوتي، إحدى زميلاتنا بالكلية تمر بظروف قاهرة و في حاجة إلى تعاونكم لانقاد والدتها من الموت...
ندعوكم إلى التبرع جميعا بمبالغ صغيرة من مصروفكم اليومي علنا نسد من حاجتها جزءا نثاب عليه في الدنيا و الآخرة...))

و في خلفية القصاصة لم أنس أن أضع صورة لأم تحضن ابنتها و الدموع على خديهما... تعبت كثيرا حتى عثرت على الصورة المناسبة على شبكة الأنترنت
ابتسمت أمي وقالت :
ـ من هي هاته الفتاة؟
ـ نهى...
خمنت أمي قليلا في حيرة...
ـ هل حدثتني عنها من قبل؟
ابتسمت و قلت :
ـ ليس كثيرا، و لكننا سنصبح مقربتين أكثر في الفترة القادمة...
لم يبد على أمي أنها فهمت الكثير، لكنني عاجلتها قبل أن تخرج من الغرفة
ـ أظنني في حاجة إلى زيادة صغيرة (أقصد كبيرة نوعا ما ) في مصروفي لأقوم بطبع القصاصات و توزيعها على الزملاء في الجامعة، ثم للمشاركة بمبلغ صغير في الحملة
***بارك الله فيكى يا مرام***




ترحيب ترحيب ترحيب


عدل سابقا من قبل Snow_white في الخميس يوليو 30, 2009 9:11 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
firing_dragon
عضو ممتاز
عضو ممتاز
firing_dragon


المساهمات : 661
تاريخ التسجيل : 07/01/2009
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالخميس يوليو 30, 2009 7:43 pm

جميلة بس فين الباقي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهي دي من تاليفك ولا ايه؟؟ولا ده موقف واقعي؟ولا ايه؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالخميس يوليو 30, 2009 7:46 pm

لأ هي مش من تألفيفي rendeer مش عارفة واقعية ولا إيه؟؟؟بس ممكن هي مش خيالية...ممكن تحصل ف الحقيقة انا وجدتها في أحد الجروبات.....الباقي قادم بإذن الله

انتظرونااااااااا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالسبت أغسطس 01, 2009 2:41 am

ترحيب ترحيب ترحيب
تابع الحلقه الرابعة والخامسة
أنا قلت اجيبهم بسرعة وماطولش عليكو بقى صفاره

ـــــــــ*×*ـــ((4))ـــ*×*ـــــــــ
التقيت صديقتي و أختي في الله راوية أمام باب الكلية...
نظرت في فضول إلى حزمة الأوراق التي أحملها و سألتني مشيرة إليها
ـ هل توزعين منشورات يامرام؟! هل جننت؟؟! ممنـــــــــــــــــوع في الكلية!!
ـ اششش... ليس الأمر كما تظنين، أنا في مهمة!
ـ مهمة؟؟
ـ و في حاجة إلى مساعدتك أيضا... سنقوم بوضع المنشورات في أدراج الطلبة، لا نريد أن يلحظنا أحد...
ضحكت ساخرة و قالت
ـ كيف تريدين أن لا يلاحظك أحد و أنت تحملين هاته الرزمة؟

انتبهت حينها إلى حقيقة الوضع، فأخفيت القصاصات في حقيبتي الدراسية، و مددت واحدة لراوية لتفهم الموضوع...
ـ أفهم من القصاصة أنك تنوين جمع مبلغ من المال لمساعدة إحدى الطالبات لمعالجة والدتها...
هززت رأسي موافقة و ابتسامة تعلو شفتي
ـ لكنك في نفس الوقت لا تريدين ان يلاحظك أحد و خاصة صاحبة الموضوع...
ـ نعم...
ـ لكن إلى من سيقدم المتبرعون المبلغ!؟؟ فالقصاصة لا تنص إلى الطرف الدي يجمع المال!!!!

صحيييييييح
يا لدكاء حبيبتي راوية
ـ لست أدري ما كنت سأفعل من دونك يا راوية! أنت أروع صديقة في الدنيا!!

نمر إدن إلى النقطة الرابعة :
رابعا : نحتاج طرفا موثوقا منه يلعب دور الوسيط لجمع المبلغ
خامسا : يجب أن يكون معروفا في الكلية حتى يقصده الجميع بدون تردد
سادسا : علينا استئدانه قبل توزيع المنشورات ليكون على علم بالعملية...

ـ ما رأيك في الدكتورة منى؟ إنها محبوبة من الجميع، و مكتبها معروف حيث تستقبل الطلبة، و لا أظنها تمانع
قبلت صديقتي الحبيبة راوية في امتنان و قلت :
ـ هيا بنا نكلم الدكتورة منى!!

كانت الدكتورة منى بالفعل في مستوى تطلعاتنا و تقبلت المهمة بترحاب كبير و كانت أول المساهمين بمبلغ محترم حتى انها تكفلت بتوزيع عدد من القصاصات على الأساتدة و الدكاترة لحثهم على المساهمة في الحملة...

انتظرنا بداية الحصة، حيث دخل الطلبة إلى قاعات المحاضرات، و لم يبق أحد في الساحة، فانطلقت رفقة راوية بسرررررعة إلى مكان الأدراج، و رحنا نرمي بالقصاصات داخل الأدراج بسرعة البرق... فعلينا أيضا أن نلحق المحاضرة

الحمد لله، انتهينا، فلننتظر النتيجة الآن...
............................................................................................................

ـــــــــ*×*ـــ((5))ـــ*×*ـــــــــ
جلست في قاعة المحاضرة و انا مشغولة البال...
يا الله... كم سيكون عدد المتبرعين يا ترى؟ كم سيكون المبلغ؟
يا لحظك يا مرام... كلما تبرع واحد كانت لك حسنات إضافية دون أن ينقص من حسناته شيء!!
((الدال على الخير كفاعله))
و أنت دللت على الخير و شجعت عليه...

ما أحلى الاحساس بالإيجابية... ما أحلى إحساس الفرد بانتمائه إلى المجموعة
ما أحلى الأخوة في الإسلام، حيث لا يؤمن أحدنا حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه...
و وجدتني أعانق راوية في سعادة ناسية أننا في قاعة المحاضرة

ـ مرام!! هل جننت؟؟ الناس ينظرون إلينا! أنت مثيرة للشبهات... مادا دهاك؟؟
ـ أحبك في الله يا راوية!!
نظرت إلي كمن ينظر إلى مجنون يخشى ردة فعله العصبية
ـ أحبك الله الدي أحببتني فيه، لكن ما لزوم العناق في قاعة المحاضرة؟؟
ـ التعبير عن الحب ليس مرتبطا بمكان و لا زمان

هزت كتفيها في يأس
ـ لا حول و لا قوة و لا بالله... أرجو أن تشفي بسرعة من مرض الحب المفاجئ لأنني لا أريد أن أتعرض إلى المزيد من المواقف المحرجة بسببك

وقفنا في وسط الساحة نراقب جموع الطلبة بعد أن عثر كل منهم في درجه على القصاصة الإعلامية، و قد تجمع بعضهم في حلقات يتناقشون المسألة...
اقتربت منا سهير، طالبة في الصف الرابع و هتفت
ـ هل قرأتما القصاصات؟ جميل... الآن ستدهبان أمامي إلى مكتب الدكتورة منى... هيا، هيا بلا تأخير!! الجميع يجب أن يشارك... إنها حالة إنسانية...

ثم انطلقت إلى المجموعات الأخرى المتفرقة في الساحة تحثهم على التبرع، و بالفعل كان عدد منهم يتوجه إلى المبنى المقابل حيث مكتب الدكتورة منى...
نظرت إليها و على شفتي ابتسامة سعيدة...
إنها تنال نصيبها من الحسنات هي الأخرى، الحمد لله أنها لا تنقص من حسناتي شيئا و لا من حسنات المتبرعين...
ـ كم أحبك في الله يا سهير...
نظرت إلي راوية مبهوتة و تنهدت
ـ يا إلهي، ها قد عادت إليها حمى الحب!!


تم جمع المبلغ، و قد ساهم الكثيرووون و خلال أيام قليلة تمكنت أم نهى من إجراء العملية...
لم أكن إلى جانب نهى حين تسلمت المبلغ من الدكتورة منى و هي في غاية التأثر و الحيرة، لكنني أتخيل دموعها التي كانت تسيل على خديها بغزارة في عدم تصديق... فتسيل دموعي في فرح حقيقي

أنا و بكل فخر صنعت الحدث بتوفيق من الله تعالى
و الله إنه شعور لا يعادله شعور
أن يستخدمك الله لتيسير شؤون عباده
اللهم استخدمني و لا تستبدلني و وفقني إلى ما تحبه و ترضاه...

اليوم كنت في زيارة والدة نهى رفقة بعض الأخوات...
جميعنا لم تربطنا بها صداقة سابقة... لكنها الأخوة في الله
فالحمد لله على نعمة الإسلام...

إنها الخطوة الأولى... لقد أيقنت بأنني قادرة على أن اكون فاعلة و إيجابية في محيطي، و لا تزال أمامي خطوات كثيرة لتحقيق الحلم...



حلوة ولا إيه؟؟؟؟؟
ومازال للمسلسل بقية.........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
dr.no
عضو ممتاز
عضو ممتاز
dr.no


المساهمات : 205
تاريخ التسجيل : 24/01/2009
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالأحد أغسطس 02, 2009 8:01 pm

اعتقد ان مرام دى تبقى سنو


فعلا قصة حقيقية والله اعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 04, 2009 2:32 am

سنو مين؟؟؟؟؟؟؟ Very Happy ده كان حصلي الشرف والله.....بس انا مش.هي دي قصة لاقيتها عالنت وعجبتني فقلت اجيبهالكو

وبعدين دي لسه هتقلب بفيلم عربي كمان شوية....فربنا يكرمكو ماتعتقدوش اني هي..... bounce bounce bounce

.................................................................................................................................................
ندخل بقى عالحلقة 6 وال7

ترحيب الحلقة ال6
مثل كل فتاة مسلمة أحلم ببناء بيت مسلم متين البنيان
أحلم بالزوج الصالح، و الذرية الصالحة و الوئام و الانسجام...
أحلم برجل يملأ حياتي بهجة، أكون له أمة مطيعة فيكون لي عبدا ملبيا...
يعينني على طاعة الله و يأخذ بيدي إلى الفردوس الأعلى...
يااااه، أيقظوني، فإنني قد أغرق في مثل هذه الأحلام، أحلام اليقظة!!

كانت هذه الأحلام تراودني، و لازلت، مذ وعيت أهدافي في الحياة و حصرت محاورها.
و كان يوم... أحسست فيه أن أحلامي قاب قوسين أو أدنى مني...

كان ذلك منذ بضعة شهور، كنت في قاعة المكتبة (غريب أمري، كأن كل مذكراتي تبدأ في قاعة المكتبة!! أرأيتن كم أن العلم يفتح الأبواب، واظبن على الذهاب إلى المكتبة العمومية و ستتغير حياتكن إن شاء الله، مثلما تغيرت حياتي...)
كان في الكلية عدد من الطلبة الأجانب، بعضهم فلسطينيون و لبنانيون مسيحيون. بل أن بعضهم يحاول التبشير في الكلية و دعوة الشباب المسلم إلى المسيحية المحرفة. و المصيبة هي أن بعض الشباب المتذبذب يستجيب إلى الدعوة فيغير دينه، لأنه أصلا لم يكن يطبق الدين الإسلامي على أسس صحيحة...
و لا حول و لا قوة إلا بالله...

المهم كنت يومها في المكتبة، و كالعادة كانت هنالك أصوات تتعالى بحوار بدا ساخنا...
رفعت رأسي في سخط، ألا يحلو لهم الكلام إلا في المكتبة؟؟ هناك ساحات مخصصة لذلك، كما أنهم يختارون الطاولة المجاورة لطاولتي...
لا بأس يا مرام، صبرا جميلا، و الله المستعان على ما تصفون... كم أحب دعاء سيدنا يعقوب.
لا سبيل إلى التركيز على الجهاز العصبي، أعصابي أصلا لم تعد تستحمل, فلأنظر فيما يتحدثون و هل يستحق الموضوع كل هذه الضوضاء...

انتبهت إلى أن أحد الشباب يتكلم بلهجة لبنانية واضحة... ثم سمعته يهتف بكلمات مثل اليسوع و التضحيات الجسيمة و... لم أعد أحتمل!
وقفت من مكاني إلى حيث تجلس المجموعة، حيث توسط المبشر مجموعة من الشباب و الفتيات يشرح لهم نظريات دينه المحرفة!!
لم أستطع تمالك نفسي، فاقتربت لأدخل في النقاش :

ـ يبدو أن الحوار شيق هنا... دعونا نستفيد!!
تطلع إلي الشاب في دهشة و قد استفزه منظر حجابي الذي يغطي صدري و كتفي :
ـ أهلا بك يا أختي، إن كنت مهتمة باليسوع، تفضلي و شاركينا!!
ـ بالطبع مهتمة، و إلا لما كنت تركت مراجعتي و انضممت إليكم!

أحست المجموعة الجالسة حوله بأن حربا على وشك أن تشب بين الإسلام و المسيحية في ساحة الوغى، أقصد المكتبة... فأخذ المجتمعون يتسللون رويدا رويدا من الحلقة ليتركوني قبالة الشاب و كلانا يتطلع إلى الآخر في هدوء مستفز...

طيب قمت بمهمتي و فرقت الناس من حوله، الآن يجب أن أنسحب لأنه ليس من اللائق أن أجلس إليه وحدنا، ثم ماذا سيقال عني أنا المسلمة الملتزمة إن رآني أحدهم أحادثه؟ أنه نجح في تنصيري؟؟

ـ أظن أنه علي أن أذهب الآن...
رمقني بنظرة فاحصة :
ـ ظننتك متحمسة للحوار، ثم إن لدينا متسعا من الوقت للحديث بهدوء و ترو بما أن المجموعة انسحبت... أم أنك لا تثقين في متانة حججك، فتفضلين الانسحاب!

إنه يحاول إغاظتي!! اشتعل وجهي، و تصاعدت الدماء إلى رأسي و هممت بأن... و لكن ...

هممت بأن أصرخ في وجهه و ألقنه درسا في احترام الدين الإسلامي ... لكن مرت بذهني فجأة آية كريمة أحبها : ((لو كنت فظاغليظ القلب لانفضوا من حولك)) و ((وجادلهم بالتي هي أحسن))...
فأخذت نفسا عميقا للسيطرة على انفعالي ثم قلت في ثقة :
ـ ليس من خلق رسولنا الكريم أن يرد على استفزازات المشركين، و نحن نسعى إلى أن نكون على خطاه، لذلك لن أرد عليك ... كما أنني آسفة لأنه يجب أن أنصرف فليس من خلق الفتاة المسلم أن تجلس لمجادلة الرجال دون حياء، لكن إن شئت يمكننا أن ننضم جلسة نقاش يحضرها الشباب المسلم لتبادل الأفكار...
حينها سمعت صوته من خلفي يقول في صلابة و حزم :
ـ أنا أول المشاركين في الجلسة إن شاء الله!
التفتت دهشة إلى مصدر الصوت... رأيته واقفا أمامي، تقدم بكل هدوء و سحب مقعدا ليجلس قبالة الشاب اللبناني و هو يقول :
ـ اعذراني إن قطعت حواركما، لكنه يبدو شيقا بالفعل، و يهمني أن أشارك...
كان من الواضح أنه استمع إلى قسم من حوارنا. أحسست بالسعادة... فقد جاءت المساندة!
لم أكن أعرف الشاب القادم بصفة شخصية لكنني أراه كثيرا في المكتبة، و يبدو عليه أنه طالب مجتهد. يجلس في ركن قصي حيث لا يضايقه أحد، لا يرفع رأسه عن كتبه... ربما من التركيز الشديد... و ربما غضا للبصر...
تكلم دون أن ينظر إلي بمثل وقاحة الكثير من الشباب اليوم :
ـ بعد إذنك أختي... سأتكفل بحجز إحدى القاعات، و أضع إعلانا على لوحة الإعلانات حتى يشاركنا كل من يريد أن يدلي بدلوه، و سأحرص على أن يكون الحوار منظما و حضاريا، دون تبادل الاتهامات المخزية و أو استعمال حجة الحنجرة و الاستفزاز... ما رأيكما في مساء الأربعاء؟
لم نملك إلا أن نوافق و قد بدا أنه سيطر على الموقف تماما...
لكنني كنت سعيدة، ربما لأن الإسلام لا يزال بخير
ربما لأنني كنت في موقف عصيب و وجدت من يقف معي و هو لا يعرف عني سوى أنني أخت في الله
و ربما...
لكن الأكيد هو أنني أحمد الله كثيييييرا لأنني لم أتسرع بالقيام بردة فعل عصبية كانت كفيلة بإفساد كل شيء في لحظات فتشوه صورة الإسلام و المسلمين
و تضيع فرصة الحوار بين الأديان...
و تجعلني في موقف حرج و فظيع أمام الشاب الشهم الذي أنقذ الموقف...
يوم الأربعاء، يكون بعد غد...
و بالفعل كان الإعلان يحتل صدر اللوحة صباح الغد... و رأيت عددا من الشباب يقفون لمطالعته
و كانت صديقتي راوية متحمسة جدا لحضور الجلسة، و لم تكن تعلم شيئا عن السبب الأساسي لعقدها ...
***ترى ماذا سيحدث فى الجلسة ؟ ***...


.....................................................................................................................................
ترحيب
الحلقة السابعة
إنه مساء الأربعاء...
وصلت باكرا إلى الكلية رفقة راوية التي بدت في غاية الاستعداد و قد أحضرت معها عددا من الكتيبات الدعوية لتوزيعها على الحاضرين
ما شاء الله على حبيبتي راوية... لا يفوتها شيئا!
لازال أمامي مشوار طويل حتى أكون في إيجابيتها و تفكيرها السليم...

لم يكن هنالك عدد كبير من الطلبة في الساحة... فليس هناك محاضرات هذا المساء...

كنت أنظر في الوجوه، كأنني أبحث عن شخص معين...
كنت بالفعل أبحث عن شخص معين، و قد انتابني القلق ...

اهدئي
هتفت راوية منفعلة :
ـ إنها فرصة رائعة أن نتمكن من التحاور مع الطلبة المسيحيين بصفة مباشرة، فكم كنت أتمنى أن تتاح لنا الفرصة مند زمن! بارك الله في صاحب الفكرة و جزاه عنا كل خير...

هززت رأسي موافقة و لم أنبس ببنت شفة... لاحظت راوية شرودي فهمست :
ـ هل هناك ما يقلقك؟
ـ أنا؟؟ لا أبدا! لكنني متوترة قليلا، فالحوار لن يكون سهلا، علينا أن نتوقع دفاعا متينا من الطرف المقابل
ـ لكننا أصحاب الحجة الأقوى! لا تخافي، سيقوم الشباب بالواجب...


بدأ المهتمون بموضوع النقاش يتوافدون على الكلية،
ثم فتح أحد الشباب باب قاعة المحاضرات من الداخل، و دعا الجميع إلى الدخول...
أخذنا مقاعدنا في الصفوف الخلفية، حيث جلس الشباب من الأمام.
و امتلأت القاعة شيئا فشيئا... ياااه، الحمد لله على هذا الجمع الغفير...
اللهم وفق الشباب إلى حسن الدفاع عن دينك و تبليغ و لو كلمة عن رسولك الكريم صلى الله عليه و سلم.

ثم رأيت بطلي يدخل من الباب الجانبي يحمل رزمة من الأوراق، و معه شابان آخران يحملان رزما مماثلة و شرعا في تمريرها إلى صفوف الجالسين.
أحسست بخفقان قلبي يشتد...
ماذا دهاك يا مرام!؟!!
إنه شاب شهم، مسلم و يحب دينه و كفى
لا تتركي الأحلام، أو بالأحرى الأوهام تسيطر عليك... فأنت بالكاد تعرفينه !

غضضت بصري، و انغمست في قراءة الورقة التي وصلت إلي يدي بعد أن انتشرت الأوراق على الحضور... كانت تشرح بأسلوب بليغ و حضاري أهداف اللقاء، و تؤيد حرية التعبير عن الآراء بما في ذلك الدين، و تضمن للجميع حقهم في المشاركة...

سمعت صوته عبر مكبر الصوت يفتتح اللقاء...

كان عدد من الشباب يقف على المنصة منهم

المسيحي و منهم المسلم، و قد تعرفت بالفعل على

الشاب اللبناني الذي التقيته سابقا في المكتبة

و كعلامة على احترام الرأي المخالف كان الشاب

اللبناني أول المتكلمين!

تكلم بطلاقة و هدوء... تحدث عن السلام و حب

الآخر، و عن دعوة المسيح إلى الائتلاف...

ثم تكلم شاب ثان مسلم عن الإله الواحد و معنى

التوحيد في الإسلام و مخالفة المسيحية المحرفة

لمعنى الألوهية...

و بدأ الحاضرون من الجلوس يطلبون الكلمة، كل

يشرح عقيدته و يرد على حجة الطرف الآخر

دون تعصب أو غضب...

كنت أنظر إلى إخوتي المتكلمين باسم الإسلام

بفخر و اعتزاز لانتمائي إلى هذا الدين و هذه

الأمة...

إنني حقا خجلة من نفسي... رغم ما أدعيه من

ثقافة دينية و معرفة عميقة للشريعة الإسلامية،

فإنني لا أجد الحجة المناسبة في الوقت

المناسب!!

بل إنني أتوه عندما يوجه إلي أحد المسحيين

سؤالا، فالجواب يبدو لي بديهيا و لا أجد سبيلا

إلى إيصال المعلومة التي باتت حقيقة بالنسبة لي

لا تقبل النقاش!!!


ربما لأنني لم أهتم يوما بفهم وجهة نظر الطرف

المقابل، لا أحاول أن أجيب على أفكاره و قناعاته

بقدر ما أعمد على السخرية منها و اعتبارها

أقاويل مفروغا من تفاهتها...


لكن ما رأيته في اللقاء من سعة صدر و تفهم و

احترام للحجج المخالفة كان درسا بالنسبة إلي

حول كيفية الأخذ بزمام الحوار...


خاصة حين تكلم بطلي...

تكلم بهدوء و موضوعية، محاولا إيجاد نقاط

الالتقاء بين الآراء التي وقع الإدلاء بها سابقا، ثم

متعرضا إلى نقاط الاختلاف الجوهرية و إلى

التكملة التي جاء بها الإسلام بالنسبة إلى

النصرانية... و إلى نقاط التحول التارخية التي

جمعت الديانتين، مستندا إلى تصريحات بعض

المسيحيين الذين أسلموا و ما عرضوه من نقاط

ضعف في الدين المسيحي المحرف...

و وجدتني فجأة أطلب الكلمة...


وقفت وسط الحضور و تناولت مكبر الصوت

لأتحدث عن ما أعرفه من مطالعاتي و البرامج

الثقافية التي أشهادها. تحدثت عن يوسف إيستس

Yusuf Estes

، المبشر النصراني الأمريكي الذي أسلم بعد أن


اقتنع بهشاشة دعوته، و تفرق مذاهب قومه و

بني ديانته السابقة حين اصطدم بمتانة حجة

الإسلام و سلامة القرآن من التحريف...

و وجدتني أتطوع لنسخ محاضراته و مد كل من

يرغب في الاستماع إليها بها...


حين أنهيت كلمتي، كنت ألهث من الانفعال.

جلست، فعانقتني راوية في فرح :

ـ لقد كنت رائعة يا مرام!!

ـ حقا؟!

ـ نعم!!! لقد تكلمت بثقة و اتزان، و كانت العيون

مركزة عليك، لقد أحسنت ختم اللقاء!

انتهى اللقاء الممتع على أحسن ما يرام، و خرجت رفقة راوية تعلو وجوهنا ابتسامة عريضة... الحمد لله
ـ كانت فرصة مميزة...
ـ نعم، أرجو أن نعيدها مرات و مرات...
ـ لاحظت أن عددا من الحاضرين ليسوا من الملتزمين!
ـ معظمهم جاء للاستماع و الاستفادة، ربما هداهم الله عبر مثل هاته اللقاءات...
ـ بل أن بعض الفتيات اللاتي طلبن الكلمة لسن من المحجبات، و أجدن الحجاج، سبحان الله... اللهم اهدهن إلى الحجاب و نور بصيرتهن...
ـ اللهم آمين...
ـ هل لاحظت الشاب الذي كان ينظم الحوار و الذي استلم الكلمة في الأخير فأحسن التعبير؟
بوغتت بالسؤال... إنها تتحدث عن بطلي!!
تظاهرت بعد الاهتمام و قلت في غير اكتراث :
ـ عن أي شاب تتحدثين؟ كل الشاب الحاضر كانوا مميزين، ما شاء الله...
ـ نعم، نعم أكيد... لكنني أتحدث عن منظم اللقاء، الذي دخل في البداية و وزع الأوراق
يا إلهي! إنها كانت ترقبه منذ البداية هي الأخرى!! معقول؟؟
صحيح أنه شاب مميز، و من الطبيعي أن يلفت انتباه كل الفتيات الملتزمات!
يا لحظي!!!
قلت متظاهرة بعدم المبالاة :
ـ نعم، أظن أنني عرفت عمن تتحدثين... ما به؟
ـ إنه ابن جيراننا... و أخته صديقتي، و تأتي إلى منزلنا كثيرا... و قد فوجئت حين رأيته يشرف على الحوار و يقود الجلسة! إنه شاب متخلق و مهذب جدا... لا يصافح البنات، و لا يكلمهن إلا في ضرورة... تصوري أنهم جيراننا منذ أكثر من خمس سنوات و لم نتحدث يوما! بل إنه حين يمر بي يكتفي بإلقاء التحية و يغض بصره بسرعة، حتى ظننته من النوع الخجول الذي يستحي من أخذ الكلمة... ففوجئت اليوم بطلاقة لسانه و ثقته العالية بنفسه!
ـ نعم يا حبيبتي راوية... فالشباب اليوم لا يتورعون عن الوقوف طويلا مع الفتيات و مبادلتهن الأحاديث و الدعابات، و يسمع ضحكهم من آخر الساحة... حتى بات الشاب الملتزم يعتبر معقدا... مثلما تعتبر البنت التي تتصرف بحياء معقدة... حتى أصبح الكثيرون يتهكمون و يتفكهون بقولهم : المعقدون للمعقدات، عوض الطيبون للطيبات!!!
قطع علينا حوارنا صوت شاب ينادي برفق من خلفنا :
ـ معذرة يا فتيات، هل لي أن أقاطعكن للحظات...
تسمرت في مكاني، و استدرت ببطء لأكتشف المتكلم...
من يكون يا ترى؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟ظظ


الى اللقاء في الحلقات القادمة ان شاء الله
slam slam :slaam
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
firing_dragon
عضو ممتاز
عضو ممتاز
firing_dragon


المساهمات : 661
تاريخ التسجيل : 07/01/2009
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالخميس أغسطس 06, 2009 3:35 am

ترحيب ترحيب ترحيب ترحيب ترحيب ترحيب ترحيب


اكثر اكثر من رائعة...........اين البقية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالجمعة أغسطس 07, 2009 12:49 am

أنا مش قصدي أنقطكوا بيها ولا حاجه Very Happy بس بعمل زي مابيعملوا ف التليفزيون كل يوم حلقة من المسلسل بتيجي ف يوم من باب التشويق والذي منه
بس أدينا بجيب بال3أو ال2 حلقات اهه عشان ماتزعلوش
bounce bounce bounce

ترحيب
الحلقة الثامنة

[b][size=18]من يكون يا ترى؟؟
اممم...
كان الشاب اللبناني المسيحي!
غير معقول... ماذا يريد!؟
لم تنطق إحدانا بكلمة من فرط المفاجأة، فأردف قائلا :
ـ آسف على الإزعاج، لكنني سمعتك تقولين في القاعة أنك مستعدة لمد كل من يرغب بأشرطة و خطب المبشر الذي أسلم... فهل لي أن أحصل عليها؟

عقدت الدهشة لساني، لكنني هززت رأسي علامة الموافقة و تمتمت كلمات غير مفهومة

حين انصرف، تبادلت مع راوية نظرة طويلة ذات معنى ثم انفجرنا ضاحكتين
هاته المرة لم أكن في المكتبة العمومية...

إنها فترة التمرين، أقضي معظم يومي في المستشفى، أقوم بأعمال الممرضات في أغلب الأحيان...
ماذا أفعل؟ لست بعد في مقام الأطباء...
يا رب وفقني و صبرني على السنوات المتبقية!!
لم أعد أطيق الانتظار خاصة حين أرى معاملة الأطباء اللاإنسانية للمرضى هنا!!
شيء لا يصدق...
الأطباء، و الممرضون الذين من المفروض أن يكونوا ملائكة الرحمة، يعاملون المرضى بقسوة و لا مبالاة... قد يقضي المريض يومه بين توجع و أنين دون أن يهتم به أحدهم أو يعيره أدنى اهتمام...

يا الله، هل سأصبح مثلهم في يوم من الأيام؟؟
يقولون أن الاستماع المستمر إلى الصراخ و الأنين يجعلك لا تسمعه و لا تحس به، كأنه جزء من السنفونية اليومية التي تعزفها الحياة حولك!!
هل التعود على آلام الآخرين يدفع بالقلوب إلى القسوة و التحجر؟؟

حين دخلت للمرة الأولى إلى قسم الأطفال المعاقين، لم أتحمل المشهد...
دمعت عيناي، و تراجعت، لم أستطع أن أحتضن الطفلة التي كانت عند قدمي تمد إلى يديها لأرفعها، لأنها وقعت عن فراشها و هي مشلولة القدمين لا تقوى على الوقوف...
ثم رأيت الممرضة التي رافقتني، تحملها بحركة سريعة، كأنها ترفع صندوقا خشبيا... و تعيدها إلى مكانها في عنف واضح، و تولي عنها دون أن تحاول الكشف عن الأضرار التي لحقتها عند السقوط...
و تعالى بكاء طفل آخر في أقصى القاعة...
أحسست بقشعريرة...
هل خلقت فعلا لأكون طبيبة؟؟ أنا لا أتحمل تألم الآخرين أمامي... فكيف سأقوى على تضميد الجراح العميقة و خياطتها؟؟ كيف سأجري العمليات المعقدة و أفتح البطون و أعبث بمحتويات الأجساد؟؟
رمقتني الممرضة و أردفت مبتسمة :
ستتعودين... كلنا كنا مثلك في البداية، لكن بطبيعة العمل ستصبح أشياء عادية بالنسبة إليك.
نعم؟؟؟؟ أصبح مثلكم، قاسية القلب، عديمة الرحمة؟؟
شكرا يا حبيبتي!!
أفضل أن أبقى على حساسيتي، على أن أفقد أسمى ما في الإنسان : مشاعره الإنسانية!!

خرجت من القاعة بسرعة، حتى لا أفقد أعصابي...
و... فجأة اصطدمت بشخص ما، إذ لم أكن مفتوحة العينين تماما... و قد استغرقني التفكير في مستقبلي المهني
التفت مرتبكة لأعتذر من الشخص الذي تسببت في إيقاع دفاتره و بعثرة أوراقه على الأرض... و... انعقد لسان من المفاجأة...
غير معقول!! من؟؟
إنه هو!
هو بشحمه و لحمه و لا أحد غيره!
سارع بالانحناء ليجمع أوراقه، قبل أن أهم أنا بجمعها...
انتظرت حتى فرغ من إعادتها إلى مكانها، لأقول بصوت خفيض و متلعثم :
ـ آسفة... لم أنظر أمامي...
لكنه قاطعني بابتسامة مؤدبة :ـ لا عليك أختي...
ثم قال متفكرا بعد أن استقام في وقفته ـ ألست الأخت التي شاركتنا في لقاء الأديان مند أسبوعين؟
إنه يذكرني!! غير معقول!!
اهتز قلبي من الطرب...
سأرقص في مكاني!!
غضضت بصري بسرعة و قلت في حياء :ـ نعم، لقد كان لقاء رائعا، و التنظيم غاية في الإحكام، كما كانت الكلمة الأخيرة مؤثرة بالفعل...
اتسعت ابتسامته و هو يقول :ـ أردت أن أشكرك لأنك بمبادرتك أتحت للجميع فرصة التعبير عن آرائهم، و أنا أولهم، فقد كنت أخطط لمثل ذاك اللقاء منذ فترة لكنني لم أجد الفرصة المناسبة...
صمت للحظات، ريثما همهمت بكلمات غير مفهومة لأنفي عن نفسي أي فضل، ثم أردف قائلا :
ـ كما أشكرك جزيل الشكر على الأشرطة التي انتشرت في الكلية، حتى وصلني أحدها، فقد وجدت فيها الكثير من الحجج التي أعجز عن العثور عليها في أي مرجع آخر، لأن الرجل يتكلم من وجهة نظر المسيحي ثم يرد من وجهة نظر المسلم، إنه لشيء رائع حقا...
أحسست أن وقفتنا طالت أكثر مما يجب، و الممرضة توشك على الخروج في إثري.
لاحظ أنني تطلعت ناحية الباب فقال :ـ أنا آسف، لأنني آخذ من وقتك، لكن لم تتح لي الفرصة سابقا لأشكرك... و إنها لفرصة طيبة أن أراك هنا...
يا إلهي...
أحس أن لوني تحول إلى الأحمر القاني...
وجهي سينفجر... النجدة!!
ـ هذا من لطفك يا أخي...
ـ على العموم، أنا أقوم بتربص لمدة شهرين هنا... إن احتجت إلى أية مساعدة، تجدينني في المكتب المقابل... أعلم أن تجربة التمارين الأولى قد تكون مرهقة... كما أنني أمتلك بعض المراجع التي قد تفيدك...
ثم استطرد ضاحكا :ـ على الأقل أكون قد رددت جميلك...
ابتسمت بدوري، ثم حييته باقتضاب و انطلقت إلى غرفة التحاليل...
أطلب منه المساعدة؟؟ مستحيل!!
ليس لأنني أترفع عن طلب المساعدة من أحد...
لكنه شخص غريب...
لا يكفي أننا التقينا مرتين أو ثلاثة قبل الآن لأسمح لنفسي بمبادلته الأحاديث!
لكنها فرصتك يا مرام...
من الواضح أنه معجب بك، و قد شكرك بنفسه، و هو يعترف لك بالفضل في قيام الملتقى...
نعم، إنه يشركني على مساهمتي و حسب...
لذا لا يجب أن أبحر كثيرا في أوهامي... أو أن أسمح لأحاديثي معه أن تتجاوز حدود اللياقة و الاحترام
حادثة اليوم ليست مسوغا لإقامة علاقة صداقة أو أيا كانت!!
أنت هكذا تغلقين الأبواب جميعها...
اتركي له الفرصة، لا تعطي المسألة أهمية أكثر مما تستحق، و دعي الأحداث تسير بطبيعتها... على أية حال، أمامك أسبوع كامل تقضينها معه في نفس المستشفى و قد تسنح بعض الفرص لتتحدث فلا تنفري منه!
آخ رأسي!!
تعبت من التفكير...
ـ مرام، هلا أتيت إلى هنا...
سارعت إلى الطبيبة التي كانت تدخل امرأة قد بدا عليها الإنهاك إلى غرفة الإنتظار
ـ قومي بفحصها، ثم خذيها إلى غرفة الأشعة، لتصوير الجمجمة...
اقتربت مسرعة من السيدة و تناولت ذراعها لتتوكأ علي، إذ كانت تتحرك بصعوبة
بادرتها و أنا أجس نبضها :ـ ما الذي حصل معك؟
ـ وقعت من أعلى السلم، فأصبت في رأسي...
دقات قلبها ضعيفة... الحال لا تبشر بخير...
تحسست موقع الإصابة التي توقفت عن النزيف.
ثم سارعت أقيس ضغط دمها... الحالة خطرة بالفعل!!
أجلستها على السرير في قاعة الفحوصات ثم انطلقت إلى الطبيبة مسرعة :
ـ دكتورة... حالتها خطرة، لا يجب أن تتحرك، بل يجب أن تخضع إلى عملية في الحال... دقات قلبها ضعيفة جدا و مستوى ضغط الدم ينذر بهبوط حاد... أشك في نزيف داخلي...
قاطعتني الطبيبة في صرامة :
ـ قلت لك خذيها لتقوم بصور الأشعة... و لا تحاولي أن تلعبي دور الطبيبة، فما تعلمته في الكلية يبقى مجرد نظريات مقارنة بالتجربة و المعاينة... لذا أطيعي أوامري!
ـ و لكن...
ـ مرام!
عدت إلى قاعة الفحوصات على مضض. كانت السيدة تشعر بدوار، ساعدتها على الوقوف و أنا أقول محاولة رسم ابتسامة مشجعة على وجهي :
ـ سيكون كل شيء على ما يرام، سنذهب معا إلى قاعة التصوير بالأشعة، استندي علي... تفضلي من هنا...
وقفت السيدة مترنحة و بدت ذراعها مرتخية و هي تقول :ـ هل مازال وليد في الخارج؟ طلبت منه أن يحضر لي قطعة من الحلوى لأنني أحس بالضعف...
ـ من هو وليد؟
ـ إنه ابني، و قد أحضرني إلى هنا بالسيا...
لم تتم الجملة، بل انقطع صوتها فجأة و ارتخت ذراعها تماما، لتسقط على الأرض بلا حراك

لم أتمالك نفسي أن صرخت : النجدة !!!!!!!!!!!
..............................................................................................................................................
:


عدل سابقا من قبل Snow_white في الجمعة أغسطس 07, 2009 12:52 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالجمعة أغسطس 07, 2009 12:50 am

ترحيب
الحلقة التاسعة

لم أعرف ما الذي يجب أن أفعله أمام هول المفاجأة...
لبثت المرأة مسجاة أمامي، للحظات قبل أن يهرع "فتى المواقف الصعبة" لنجدتي بعد أن سمع الصرخة المدوية التي أطلقتها...

سارع بحمل السيدة على ذراعيه دون أن ينبس بحرف، تبعته إلى قاعة الفحوصات، حيث قام بمعاينتها بسرعة و خفة قبل أن يهتف في جزع :
ـ نحتاج إلى إنعاش سريع... إنها تموت!!
شهقت في هلع...

كان عدد من الممرضين قد تجمع في القاعة على إثر البلبلة التي حصلت في القسم، و وجدت الطبيبة التي أصرت على قيامها بالصور تقف أمام الباب و قد حاكى و جهها وجوه الموتى من اشتداد الاصفرار...
سارع البعض إلى تجهيز غرفة الإنعاش و صعقات الكهرباء، في حين تابع المنقذ محاولاته اليائسة بالضغط المستمر على صدرها...
ثم ما لبث بعد عدة محاولات أن رفع رأسه في أسى، ليواجه العيون المتسائلة في وجوم :
ـ فات الأوان... لقد فارقت الحياة...

تملكتني نوبة من البكاء الحاد، لم أستطع السيطرة عليها
أول مرة أرى شخصا يموت أمام عيني...
خاصة أنه كان بإمكاني إنقاذها…
كنت أحس بأسى شديد، و قلبي يتقطع من الحزن…
يا إلهي… اغفر لي يا رب…

جاء رئيس القسم بسرعة و على وجهه تكشيرة مخيفة، و نادى الطبيبة المشرفة، ثم بعد لحظات عاد ليناديني إلى مكتبه!
تبعته في رعب شديد و أنا بالكاد أرى الطريق أمامي بعد أن صارت الرؤية ضبابية بسبب الدموع
مررت على الممرضين الواقفين أمام القاعة و سمعت بعضهم يهمس :
ـ مسكينة، لم يمض على وجودها في المستشفى أيام قليلة و ها قد تسببت في وفاة إحدى المرضى!

لم أستطع أن أرد، بل ارتفع نحيبي ثانية بعد أن أفلحت في السيطرة عليه بصعوبة شديدة
أنا لم أقتلها… لم أقتلها!!
ليس ذنبي، صدقوني!!
جلس رئيس القسم خلف مكتبه و أخذ يلهو بالقلم بين أصابعه في عصبية واضحة، ثم أشار إلى الطبيبة التي كانت تقف إلى جانبي قبالة المكتب…
ـ أخبريني إذن، ما الذي حصل بالضبط؟؟

ابتلعت الطبيبة ريقها بصعوبة و قالت :
ـ جاءت المصابة في حالة يرثى لها، و قد كان من الواضح أن إصابتها في مستوى الرأس بليغة، لذلك طلبت من الطالبة تحت التمرين… مرام، أن تقوم بمعاينتها و جس نبضها… فأكدت لي أن ضغطها طبيعي و نبضها لا يصل إلى مستوى حرج…
اتسعت عيناي من الذهول…
ما الذي تقوله هذه المرأة؟؟
إنه الكذب عينه!!
هممت بأن أفتح فمي لأحتج، لأدافع عن نفسي…
صحيح أنني مبتدئة، لكنني أطبق ما أتعلمه و أبذل قصارى جهدي…
إنها أمانة يا ناس، أمانة يا عالم!! أرواح الناس أمانة بين أيدينا و ليست لعبة!!!

لكن الطبيبة قاطعتني ثانية لتقول :
ـ لا يمكن أن نحاسب طالبة في الصف الثاني على خطأ مماثل… لكن من الضروري أن نضع الطلبة من الآن فصاعدا تحت المراقبة الصارمة، لتجنب أخطاء فظيعة قد تودي بحياة البشر، فأرواح الناس ليست لعبة!!

تملكني إحساس فظيع بالضياع…
أحسست بأنني وحيدة، و مستضعفة، و مظلومة…
يا الله رحمتك!
استندت على الحائط حتى لا أسقط…
لم أسمع بقية ما قيل، بل استيقظت على صوت رئيس القسم الأجش يأمرني بالانصراف…
خرجت من القاعة و قد أوشكت أن يغمى علي...
كانت الجموع لا تزال في الخارج، ينتظرون خروج الشاة الذبيحة لتكتمل فرجتهم المسلية. لبثت عيونهم معلقة بي، و أنا لا أقوى على الحراك... يتهامسون و يتمتمون دون أن يوجه أحدهم لي الكلمة
ألم شديد في رأسي و صدري
رحمتك يا رب...
ثم سمعت صوت باب المكتب يفتح ثانية، ثم صوت الطبيبة بجفافها المعتاد :ـ مرام، اتبعيني!
رفعت رأسي بصعوبة، ثم تبعتها بخطوات يائسة إلى مكتبها...

دخلت، فأغلقت الباب خلفي و دعتني لأستريح على كرسي...
تمنيت أن أتهالك على الكرسي، لكنني تجلدت و رفضت شفقتها، و هي التي اتهمتني زورا و بهتانا...
لم تعر رفضي للجلوس اهتماما بل أنشأت تقول :
ـ اسمعيني يا مرام، مثل هذه الحادثة كان من الممكن أن تودي بمستقبلي المهني... و لا أظنك ترضين لي ذلك... ثم أنت يا صغيرتي لازلت طالبة تحت التمرين، و لا تؤاخذين كثيرا بأخطائك، و لن تتحملي أية مسؤولية لأنك لست مؤهلة بعد للعب دور الطبيبة...

و أرواح الناس؟؟ من يتحمل مسؤوليتها أمام رب العالمين؟؟
لا أصدق أن الدناءة قد تصل بالإنسان تجاه أخيه الإنسان إلى هاته الدرجة...
كيف يسمحون لمثل هاته الوحوش القاسية بالقيام بدور ملائكة الرحمة!!
أين الضمير المهني؟؟
بل أين المشاعر الإنسانية؟؟
حسبي الله و نعم الوكيل...
يبدو أنها استشهدت منذ زمن في المستشفيات على أيدي عديمي الشفقة، فلم يبق لها أثر...
كانت هاته الخواطر تمر بذهني، دون أن أنطق فأنا أعلم أنه لا فائدة من كلامي...
فمن مات قلبه فلم يعد يتأثر بموت البشر أمامه، هل سيتأثر ببضع كلمات لوم و تأنيب؟؟
تابعت الطبيعة بعد استراحة صغيرة ريثما أستوعب كلماتها :
ـ أظنك متعبة من كل ما حصل اليوم، لذلك يمكنك المغادرة... و لا داعي للعودة في الغد... سأسعى لنقلك إلى مستشفى ثانية في أقرب فرصة حتى تنهي تمرينك دون أن تعكر ذكرى حادثة اليوم مشوارك...

نعم بالطبع، يجب أن أختفي فوجودي يهددها... إنها تخشى أن أحدث أحدا بحقيقة ما حصل...
مدت يدها لتصافحني في برود :ـ شكرا لتفهمك، و بالتوفيق...
خرجت من مكتبها و أنا بالكاد أحافظ على هدوئي حتى لا أنفجر... عدت إلى قاعة الفحوصات حيث أخذت أجمع أوراقي و أدواتي بسرعة و عصبية... تطلعت إلى الخارج عبر النافذة. إنها تمطر بشدة، و البرق يمزق رداء السماء...
رحمتك يا رب...
لبست معطفي و خرجت... الحمد لله أنني جئت بسيارة أمي اليوم، و إلا لما تمكنت من العودة، فمحطة الحافلة على مسافة ليست بالقصيرة عن المستشفى، و مع الأمطار الغزيرة كنت سأصاب بنزلة برد حادة.
قطعت المسافة حتى الموقف راكضة تحت المطر... ركبت السيارة، أدرت المحرك و انطلقت.
كان المستشفى في منطقة شبه نائية، أقيم زمن الاستعمار. المحيط جبلي، و الطريق وعرة قبل الوصول إلى الطريق السيارة. ارتجفت و أنا أستمع إلى صوت الرعد الذي هز أرجاء المكان...
سبحان الذي يسبح الرعد بحمد و الملائكة من خيفته...
كانت الطريق خالية و مخيفة،
لمحت في المرآة العاكسة سيارة أخرى تسير خلفي... إنها قادمة من المستشفى أكيد... فلا يوجد أي مظهر من مظاهر الحياة في الاتجاه الذي أتيت منه. مع أن الدوام لم ينته بعد، من يكون غادر المستشفى في مثل هذا الوقت؟
تابعت سيري بسرعة منخفضة لأن الطريق أصبحت زلقة...
فجأة ارتفع صوت منبه السيارة التي تتبعني...
يبدو أنني أعطل حركة المرور... زدت في السرعة قليلا، لأصل بسرعة إلى الطريق السيارة... لكن السائق عاد ليرفع صوت منبهه ثانية
هل سرعتي لا تزال غير كافية؟؟
دست مجددا على مزود السرعة... فأحسست بأن السيارة تفقد توازنها... ضغطت على الفرامل قليلا... ثم فجأة أحسست بأن السيارة تغوص إلى الأسفل!! و المحرك يتوقف بعد أن ارتجت السيارة بي ارتجاجا شديدا...
لقد وقعت في حفرة!!!
حاولت إدارة المحرك من جديد، و ضغطت على مزود السرعة في محاولة يائسة للخروج من الحفرة، لكن بدون فائدة... كدت أن أنفجر باكية، لولا أنني في نفس اللحظة سمعت صوت طرق على باب السيارة!
كانت الرؤية قليلة الوضوح... لكنني تبينت ملامحه و قد تبلل شعره و تساقطت قطرات صغيرة على وجهه

إنه هو، نعم هو! دائما يظهر لست أدري من أين، ليخرجني من أشد المواقف صعوبة...
كان يطلب مني أن أفتح الباب... كنت في مأزق و لم أقدر إلا أن أنصاع إلى أومره...
فتحت الباب بعد تردد قصير، لم ينظر إلي لكنه أفسح لي المجال و هو يقول في حزم :
ـ انزلي!
أنزل؟؟ ماذا يريد مني؟؟
كنت أنظر إليه في دهشة دون أن أقوى على النطق، فوجدته يمدني بمفاتيح سيارة، و هو يشير إلى سيارته التي توقفت خلف سيارتي :
ـ خذي سيارتي و عودي إلى المستشفى!

آخذ سيارته؟ لم يبد عليه أنه يمزح... دائما بنفس الحزم و الجدية و العملية.
مددت يدي لألتقط المفاتيح، ثم نزلت من سيارتي و أنا أرتجف... كنت أنفذ أوامره بدون نقاش، كأنه ولي أمري!
ركضت إلى سيارته، فتحت الباب و جلست أمام المقود. كان لا يزال يتابعني بعينيه و أشار إلي بأن أنطلق عائدة إلى المستشفى.
أدرت المحرك و انطلقت بالفعل...
كان يجب أن أنتبه إلى الحفرة، فقد تفطنت إليها ساعة قدومي إلى المستشفى و تجنبتها... لكنني لم أكن مركزة جدا عند مغادرتي كما أن حالة الطقس جعلت الرؤية غير واضحة، فوجدت نفسي في قعر الحفرة تماما!
ماذا سيقول عني؟ أنني متهورة و قليلة الانتباه!
إحساس غريب انتابني. إنني أقود سيارته!!
ما الذي يحصل معي؟
كنت أجول بعيني داخل السيارة، كأنني في مكان عجيب...
إنها سيارة ككل السيارات، لكنها سيارته... و أنا أقودها!!
تنبهت إلى القلادة التي تدلى من المرآة الأمامية و عليها دعاء السفر فابتسمت...
سقطت عيناي على كتاب كان موضوعا قريبا من المقود : كيف تنمي روح المبادرة...
إنه يهتم بالتنمية البشرية أيضا!!
عدد من الأشرطة : كن إيجابيا للدكتور صلاح الراشد... يا إلهي، إنني أعشق هاته السلسلة!
وصلت إلى المستشفى بسرعة، لبثت في السيارة لبضع دقائق.
هل أدخل ثانية؟ ستراني الطبيبة و ستعنفني... ستحاصرني النظرات الفضولية...
لكن هل من المعقول أن أبقى في السيارة... في سيارته؟

وجدت الحل... نزلت من السيارة و ركضت إلى مدخل المستشفى. المكان مغطى بحيث يحميني من المطر، لكنني لن أضطر إلى مواجهة الأشخاص الذين في الداخل من جديد...
وقفت هنالك أتأمل السماء و الطبيعة المبتلة حولي، و المطر لا يتوقف...
مرت الدقائق ثقيلة على قلبي... خمس دقائق مرت، عشر دقائق، ربع ساعة...
و أنا أرقب الباب الخارجي للمستشفى... أنتظر عودته بفارغ الصبر
ترى هل السيارة بخير؟ أمي لن تكون جد مسرورة بحماقتي!
و ما أهمية السيارة الآن! أرجو أن يكون الشاب بخير... فقد تأخر!
انتابني قلق شديد...
مرت نصف ساعة، ثلاثة أرباع الساعة...

رحت أذرع الممشى جيئة و ذهابا...
و أخيرا، ظهرت سيارة أمي في مدخل موقف السيارات. ركضت إليها متلهفة... إلى السيارة طبعا، كي أطمئن على حالها!
كانت الأمطار قد خفت بعض الشيء. نزل من السيارة و سلمني المفاتيح مبتسما :
ـ لم أكن لأستطيع إخراجها بمفردي فقد غاصت العجلات في الوحل، فانتظرت مرور سيارة أخرى فيها بعض الشبان، فساعدوني... آسف إن كنت تأخرت عليك...
و يتأسف على التأخير أيضا! سلمته مفاتيحه بدوري...
ـ لست أدري كيف أشكرك على ما فعلته معي... الحمد لله أنك عدت سالما، فقد بدأت أقلق بالفعل...

مراااااام!! ما الذي تقولينه؟؟
لم أستطع السيطرة على لساني، يا ويلي!!!!
احمرت وجوهنا معا و لم يكن ينقصنا سوى موسيقى رومانسية لنرقص تحت المطر

ـ ستتبللين تحت المطر... و لا أريد تعطيلك أكثر من هذا... لكن كوني حذرة هذه المرة... سيري على مهل. المطر لم يعد غزيرا و ستكون الرؤية أمامك أوضح... أعلم أن وفاة السيدة أمامك أثرت فيك كثيرا... و حين رأيتك تخرجين على تلك الحالة، تذكرت مباشرة الحفرة و توقعت أن تسقطي فيها، فخرجت على إثرك لأنبهك، لكنك كنت تسرعين فلم ألحقك في الوقت المناسب...
اشتعل وجهي ثانية، من الخجل من نفسي ... هل يبدو علي أنني متهورة!؟
ـ أقسم أنها لم تكن غلطتي... لقد...
وجدته يهز رأسه مؤيدا، لم يلق علي باللوم! بل قاطعني مطمئنا :ـ أعرف الدكتورة سعاد منذ مدة، و أعرف لامبالاتها و تكبرها... ليس غريبا أن تلقي عليك باللوم و تتهمك بأخطائها!
كنت في غاية السعادة... إنه لا يعتقد أنني المذنبة! الحمد لله...
ـ انتبهي إلى الطريق، و صحبتك السلامة...
صعدت إلى السيارة و ابتسامة تعلو شفتي،
ابتسامة مسحت عني كل آلام ذاك اليوم و مصائبه ...
...................................................................................................................................

cheers cheers :cheers
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
true man
عضو ممتاز
عضو ممتاز
true man


المساهمات : 316
تاريخ التسجيل : 26/02/2009
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 12, 2009 3:28 am

السلام عليكم slam
حلقات اكثر من رائعة
واختيار موفق لابعد مدى يا سنو سلام
شكرا على تلك الحلقات الرائعة
احرص دوما ان احجز مقعدى فى الصفوف الامامية لاتابعها
حتى الايام التى كان المنتدى فيها مهجورا كنت اتسلل لاتابع الحلقات study

متابع حتى النهاية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 12, 2009 5:32 pm

الحمد لله انكو متبعينها ....أحسن انا كنت فاكرة اني بحطها كده وخلاص
دا شئ اسعدني بجد cheers
يارب بقية الحلقااااااااااااااااات تعجبكو برضو

.......................................................................................................................................
ترحيب

الحلقة العاشرة

اليوم انتقلت إلى المستشفى الجديدة...ضاعت عليك الفرصة يا مرام!! لن تريه ثانية!!
هكذا أفضل، حتى أركز على التمرين، و لا شيء غيره...
من الغريب أنني لا أعرف اسمه إلى حد الآن! رغم أننا تحادثنا لبعض الوقت إن أننا لم نتعارف،


كنت في قاعة الفحوصات، أنظف جرح طفلة صغيرة في الذراع، سقطت من دراجتها، حين دخل رئيس القسم. لم أكن قد التقيته من قبل، لكن وقفته و نظرته المتسلطة توحي بأنه لن يكون إلا هو!
انشغلت بعملي و لم أعره اهتماما. وقف لبعض الوقت يلقي نظرة فاحصة على محتويات القاعة، ثم سمعته يوشوش لإحدى الممرضات :
ـ من هي تلك الفتاة، هناك... لم أرها من قبل...
كان يقصدني!!
أجابته الممرضة بكلمات لم أسمعها، فهمهم شاكرا، ثم لبث في مكانه بضع لحظات أخرى قبل أن يقرر الانصراف.
لم أكن قد ارتحت لنظراته التي تدل على عدم الحياء، فقد كان يتفحصني كأنني شاة يهم بشرائها...

سار اليوم بصفة عادية، دون مشاكل تذكر، فقد كنت بالفعل قد بدأت التعود على الجروح و الإصابات، لكنني أفعل ما بوسعي حتى لا أؤلم المصابين، و أخفف عنهم بكلمات رقيقة تدخل إلى قلوبهم الطمأنينة. و كنت قد ارتحت إلى إحدى الممرضات الشابات التي بدا عليها أنها لازالت تقدر المشاعر الإنسانية، فكنا نقضي أوقات الاستراحة معا نتبادل الأحاديث...
بينما كنا نتحدث، مر بنا رئيس القسم...
و كالعادة، توقف للحظات يتفحصنا... ثم انصرف!
نظرت إلى صديقتي الجديدة رنا في تساؤل و دهشة فهزت رأسها و قالت :
ـ احذري منه يا عزيزتي، فكلما انضمت ممرضة جديدة إلى الفريق لم تسلم من أذاه...
ـ كيف؟؟ لم أفهم؟
ـ حاولي فقط أن لا تتصدي له بقوة، و عامليه بمرونة حتى لا يستفزك و يتركك في سلام...
لم تضف حرفا على ما قالته بل انصرفت إلى عملها و تركتني في حيرتي...
رحمتك يا رب... فليمر هذا التمرين على خير...

كنت قد أنهيت عملي، ففترة التدريب تقتصر على النصف الأول من النهار، و كنت بصدد جمع حاجياتي، حين ظهر رئيس القسم ثانية في القاعة، و كان من الواضح هاته المرة أنه يقصدني دون غيري، فقد نظر إلي مباشرة و قال كمن يعرفني منذ فترة :
ـ آنسة مرام، هلا مررت على مكتبي قبل مغادرتك؟
لم ينتظر ردي، بل سبقني إلى مكتبه. تطلعت إلي رنا في رثاء بين و همست :ـ كوني مرنة و لا تستفزيه!
تبعته إلى مكتبه و أنا لا أفهم قصدها. دخلت و وقفت بعيدة عن المكتب في انتظار أوامره. جلس خلف مكتبه ثم أشار إلي :
ـ أغلقي الباب و اجلسي...
أغلق الباب؟؟ ماذا يقصد؟؟ يريد أن يختلي بي؟؟ يا ويلي!!
تململت دون أن أتحرك، و تذكرت كلام رنا : كوني مرنة و لا تستفزيه...
طيب سأغلق الباب، لكنني سأكون متحفزة، لن أسمح له بتجاوز حدوده.
لا حظ ترددي فابتسم مشجعا و قال :
ـ لا تخافي...
أغلقت الباب و بقيت في مكاني، فوقف من وراء مكتبه و تقدم نحوي و أردف :
ـ إن كنت لا تريدين التقدم نحوي فسآتي إليك...
اقترب مني أكثر و مد يده ليصافحني!!
المعتوه!! ألا يرى أنني فتاة محجبة؟؟ يعني لا أصاااااافح!!
لا يجب أن أتنازل، و إلا فإنه سيطمع في أكثر من هذا! نظرت إليه في حزم و قلت :ـ آسفة يا سيدي و لكنني لا أصافح!

تراجع كالمصدوم، ثم ما لبث أن رسم ابتسامة خبيثة على وجهه و قال :ـ لا تضعي بيننا حاجزا من اليوم الأول، أنت تعلمين أنني المشرف على تمرينك...
هل يهددني؟ أعلم أنه المشرف على تمريني، و أنا في حاجة إلى شهادة منه على حسن سير التمرين من أجل التقييم العام في الكلية...
يا إلهي...
كان ينظر إلي في تفحص من جديد... نظراته تؤذيني، و أنا لا أملك أن أفعل شيئا.
كنت قد قررت أن لا أمد يدي، فتجاهلت عبارته الأخيرة و قلت :
ـ اعذرني يا سيدي، و لكن قد طلبتني إلى مكتبك و عندي درس في الكلية... فهل تريد مني شيئا قبل أن أنصرف؟

كان يعجب من جرأتي، لكنه لم يستسلم... و لم يرحمني...
فجأة وجدته يرفع يده ليحطها على كتفي كأننا أصدقاء قدامى و يقول في تودد مصطنع أثار تقززي :
ـ كنت أريد أن أطمئن عليك و على سير التمرين عندنا... هل ضايقك أحد...
بتر جملته حين تراجعت إلى الخلف في حركة شبه طبيعية إذ أنني أخذت محفظتي التي كنت قد وضعتها على الأرض و أجبته مبتسمة :
ـ شكرا جزيلا لك يا سيدي... أنا بخير، و الجميع هنا لطفاء...
ثم أخرجت من محفظتي مطبوعة التقييم، و مددتها إليه قائلة :ـ كنت أريد توقيعك، في نهاية التمرين على مطبوعة التقييم...

استلم الورقة و رسم ابتسامته الغريبة من جديد و هو يقول :
ـ على العموم مكتبي مفتوح لك على الدوام، إن احتجت أية مساعدة... فلا تترددي
حاولت أن أبتسم، لكنني كنت في غاية الاشمئزاز، فارتسمت ابتسامة بلهاء على وجهي لا تعني شيئا و تمتمت :
ـ شكرا لك يا سيدي... إلى اللقاء...

و استدرت بسرعة لأفتح الباب و أركض إلى الخارج قبل أن يفكر في مد يده ثانية لمصافحتي...
وقفت في ساحة الكلية، أحدث راوية عن مغامرتي الجديدة في التمرين ثم تنهدت و أنا أقول :
ـ مرت بسلام اليوم... لكنني لا أضمن أن تمر في كل مرة، خاصة أنه يبدو من النوع الشرس الذي لا يستسلم بسهولة...
في تلك اللحظة مر بنا شخص لم أتوقع رؤيته هناك ... و في تلك اللحظة بالذات... من يكون يا ترى؟ ... من تراه غيره؟ نفس الشخص الذي يظهر أمامي في كل مكان و بدون سابق إنذار!

ألقى التحية سريعا و في عينيه ابتسامة، ثم غاب سريعا في الزحام... أما أنا فرددت التحية بصوت خفيض، و تضرج وجهي حياء فطأطأت رأسي ... حتى أنني نسيت وجود راوية التي لبثت تحدق في دهشة :
ـ تعالي هنا يا شقية!! و يبتسم لك أيضا!! إنها المرة الأولى التي أراه فيها يبتسم منذ خمس سنين! أخبريني الآن حالا كيف تعرفينه و ماذا بينكما؟؟

أوقفت بصعوبة سيل اتهاماتها، و أوضحت لها بأن قصصت عليها الحادثة التي حصلت معي في التمرين الأول، لكن متجنبة جميع المواقف المحرجة ... و أنهيت روايتي قائلة :
ـ أرأيت... ليس هنالك شيء يستحق الذكر!
فوجدتها تشهق بصوت عال و هي تعصرني :
ـ كل هذا و تقولين ليس هناك ما يستحق الذكر؟؟ أعرف عددا لا بأس به من البنات، سيكون من دواعي سرورهن الخلاص منك بأسرع ما يمكن!!

يا إلهي، مع أنني حذفت نصف الأحداث و لم أسهب في وصف ما حدث! ماذا لم أخبرتها بكل الحقيقة؟
ـ بنات؟؟ يتخلصن مني؟ لماذا؟ و من يكن؟
ـ لا تتظاهري بالبراءة! قلت لك أنه لا يتحدث مع البنات، فضلا عن الاهتمام بهن إلى درجة الخروج وراءهن لإنقاذهن وسط الأمطار الغزيرة...
كانت تصاحب عباراتها بحركات استعراضية مضحكة ثم هتفت ثانية :
ـ لو تسمع سهير بالأمر، ستنتحر المسكينة!
ـ سهير؟ تنتحر؟؟
ـ نعم يا حبيبتي، سهير طالبة الصف الرابع! إنها معه في نفس الصف، بل إنها زميلته من الثانوية... و علاقته بها لا تتعدى التحية الصباحية، و المحاضرات و الدروس فقط لا غير! و هي معجبة به جدا! و لا تفوت فرصة لا تمدحه فيها... حتى أنها صارت من المقربات لشقيقته الصغرى رغم فارق السن، حتى يتسنى لها زيارتهم في المنزل!

لم أصدق ما أسمع ... سهير من أول البنات اللاتي عرفتهن في الكلية، و هي مثال البنت الملتزمة الخلوقة و المرحة... مهذبة و رقيقة و غاية في الجمال أيضا... كما أنها صديقة أخته و تزورهم في البيت... يعني لا سبيل إلى المنافسة!!

أيقظتني راوية من أفكاري و هي تهزني ضاحكة :
ـ لكن يبدو أنك قطعت أشواطا في أيام قليلة!!
ـ أرجوك توقفي يا راوية، ستفضحيننا... ليس الأمر كما تتصورين، فأنا لا أعرف اسمه حتى!
ـ أين المشكلة؟ اسمه حسام! ها أنت عرفت اسمه، هل يغير في الموضوع شيئا؟

حسام!!
اسم جميل... حسام و مرام! ياااه، اسمه على نفس وزن اسمي!
يا مرام، استيقظي! عدت إلى أوهامك ثانية!
و ماذا يعني إن سمحت لك الظروف بالحديث إليه للحظات؟؟
تنهدت من جديد...
لكن راوية كانت ترسم ابتسامة عريضة... يا لها من متفائلة
صرت أتحاشى رئيس القسم قدر الإمكان. حين أراه قادما أحاول الخروج من القاعة إن كان ذلك ممكنا أو أن أتحدث مع شخص ما أو أنهمك في العمل...
و هو يبتسم لي في كل مرة، ابتسامته الكريهة...
و إذا أفلح في محاصرتي ـ رغم كل المحاولات ـ فإنه يسألني عن سير العمل و يعرض مساعدته كالعادة... و هو ما كنت في غنى عنه تماااااما!!

مرت الأيام ثقيلة على قلبي... و أنا أتنهد مع كل نهاية دوام!
الحمد لله يوم آخر، و تنتهي معاناتي... لم يبق سوى يوم واحد و أغادر هاته المستشفى بلا رجعة... يا رب!
لم أكن أتوقع أن يكون التمرين قاسيا علي إلى هاته الدرجة...
العمل ممتع، و العلاقة مع المرضى تشعرني بالقرب من الله... تشعرني برسالتي في الحياة...
لكن الوحوش البشرية... تضيق علي الخناق، و تفسد علي متعتي...

انتهى يومي الأخير! قمت بجولة في القسم، أسلم على زملائي و على المرضى. جمعت أدواتي في محفظتي و هممت بالمغادرة...
لكن، كان لا بد أن أمر على مكتب رئيس القسم لأستلم مطبوعة التقييم ممضاة من طرفه. هذا ما تطلبه الكلية! و ليس لدي خيار...
استعددت ثانية لمواجهته... ستكون المواجهة الأخيرة بإذن الله، الحمد لله أنها لن تتكرر... استجمعي شجاعتك يا مرام، و اذهبي إليه الآن...

طرقت الباب بهدوء و انتظرت إذنه بالدخول... لم يلبث أن سمح لي. دخلت و تركت الباب مفتوحا... نظر إلي مطولا، لم يحاول أن يمد يده. الحمد لله...
لكنه ابتسم من جديد و قال :
ـ إنك يا مرام فتاة متميزة و مثال للانضباط و الأخلاق العالية و قد سررت حقا بعملك معنا هاته الفترة... و متأسف لمغادرتك بسرعة!
همهمت بكلمات شكر و امتنان لحسن معاملة الفريق لي...
وقف من مجلسه و تقدم ليقف أمام المكتب ثم دعاني إلى الجلوس برفقته في مقعدين متقابلين أمام المكتب. ترددت لكنه أردف بلهجة جادة :
ـ أريد أن أحدثك في موضوع هام... اجلسي أرجوك...
كان الباب ما يزال مفتوحا. طيب، سأجلس...
جلس قبالتي و عقد يديه أمام صدره و قال :ـ أريدك أن تستمعي إلي جيدا، و أن تفكري في عرضي بجدية...

استر يا رب! أي عرض سيعرضه علي هذا الشيطان؟!

تنحنح و استوى في جلسته ثم مال إلى الأمام قليل و هو يقول :
ـ عزيزتي مرام، أنا معجب بك جدا... و قد لفتت انتباهي منذ أول يوم رأيتك فيه هنا. كما أنه يبدو عليك الحشمة و الخلق الحسن و هو شيء مفقود في بنات هذه الأيام. و أنا أقدر الفتاة التي تتمتع بخصالك...
طيب، و بعد... إلى أين يريد أن ينتهي؟!
ـ مرام، ما رأيك في أن تتزوجيني؟
صعقت من المفاجأة! كتمت صرخة كادت تفلت من حلقي
ماذا يريد؟! أن أتزوجه؟! إنه في سن أبي!! ألا يخجل من نفسه؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 12, 2009 5:33 pm

.............................................................................................................................ز
ترحيب

الحلقة 11

واصل رئيس القسم غير مبال بعلامات الدهشة التي ارتسمت على ملامحي :
ـ أنت طبعا تعلمين أن الفتاة التي سيكون من حظها أن تتزوجني ستتمكن من الحصول على التخصص الذي تريد، لأنني من أعضاء لجنة التوجيه... كما أنها ستعيش في منتهى الرفاهية و السعادة...
و اتسعت ابتسامته لتفتر عن أسنان بشعة، لم تزدني إلا نفورا.
تمالكت نفسي لأقول بصوت خرج مبحوحا :ـ لكن يا سيدي، أنا أعتبرك في مقام والدي... فأنت ترى أن فارق السن بيننا ليس بالهين!
ـ عن أي فارق سن تتحدثين؟! ألا ترين أنني لازلت في عنفوان الشباب؟ ألعب الرياضة بانتظام، و أتبع نظاما غذائيا ممتازا... مما يجعلني وافر الطاقة و النشاط!

كدت أنفجر ضاحكة أمام هذا الشيخ المتصابي الذي وقف أمامي كاشفا عن عضلات عضده، في حركة استعراضية!
ـ نعم يا سيدي، و لكن الحقيقة... هي أنني... لا أفكر في الزواج في الوقت الحالي...
ابتسم ثانية و قال :ـ نعم، بالطبع، من حقك أن تفكري... و تتعرفي علي أكثر حتى تقتنعي بي.
ثم مد يده ليقدم لي بطاقته الخاصة :ـ تجدين هنا رقمي الخاص... يمكنك أن تتصلي بي في أي وقت شئت...

أخذت البطاقة و أنا أنوي وضعها في سلة المهملات حال خروجي و قلت :
ـ نعم، سأفكر في عرضك... هل لي أن أسترجع مطبوعة التقييم... أحتاجها للكلية.
فرد رده المتوقع و الذي لم أستغربه من نذل مثله :
ـ بالطبع يا عزيزتي... تستلمينها حين يأتيني ردك... و من الأفضل أن يكون بالإيجاب... أليس كذلك يا جميلتي؟ إنه الأفضل لكلينا...
انفجرت راوية ضاحكة، بعد أن سمعت مني قصتي مع رئيس القسم...
ـ تضحكين؟؟ أنا في مأزق جديد و أنت تتسلين!؟
حاولت راوية جاهدة أن تسيطر على نوبة الضحك التي انتابتها و هي تقول :
ـ حكاياتك عجيبة... كل واحدة أعجب من الأخرى... لكن حظك السعيد رماك في هاته المستشفى... مبروك عليك العريس الهمام...
و أغرقت ثانية في الضحك.
أشحت بوجهي و تمتمت في استياء :
ـ نعم اضحكي يا حبيبتي... لست أدري كيف سأخرج من هده المصيبة الجديدة!
أخيرا استطاعت راوية أن تستعيد جديتها ـ تقريبا ـ و قالت متفكرة :
ـ ألا ترين أنها فرصة حقيقية... تتزوجين رئيس قسم مرة واحدة! فتنتهي كل مشاكلك دفعة واحدة... لا تحملين هم النجاح من سنة إلى أخرى، ثم التخصص و التعيين... كله سيسير كأحسن ما يرام! عامل السن ليس عائقا... أعرف الكثيرات تزوجن رجالا يكبرنهن بعشرين أو ثلاثين سنة و حياتهم سعيدة، لا يعكر صفوها شيء... ثم رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم تزوج السيدة عائشة و عمرها تسع سنوات و فارق السن بينهما أهم بكثير مما يحصل معك...
ضربتها على كتفها في غيظ :
ـ راوية هل جننت؟! أتقارنين هدا الفاجر الفاسق، عديم الأخلاق برسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم؟! مادا دهاك يا عزيزتي؟ حتى لو شرب وصفة سحرية تعيدها 20 سنة إلى الوراء فمن المستحيل أن أقبل به! العيب في الشخص نفسه و ليس في سنه!
هزت راوية رأسها مؤيدة و قالت في دلال :ـ نعم بالطبع... خاصة حين تقارنينه ببطلك المغوار حسام, فلا سبيل إلى المقارنة!

حسام؟ أين هو حسام؟ لم لا يظهر كالعادة لينقدني؟!
كفاك أوهاما يا مرام!
هل صدقت ترهات راوية!؟
تنهدت في حسرة

انتبهت على صوت راوية تهمس :ـ خمني من القادم...
رفعت رأسي و نظرت إلى حيث أشارت... كانت فتاة تتقدم إلى حيث نقف و على شفتيها ابتسامة وديعة كأنها تحيينا فرددت الابتسامة و تساءلت هامسة :
ـ من تكون؟
ـ إنها شقيقة حسام...
اهتز قلبي فرحا... شقيقته؟
اقتربت منا و حيتنا في رقة... يا إلهي، إنها تشبهه حقا, بنفس هدوئه و وداعته.
التفتت إلى راوية و قالت :ـ ألا تعرفينني بصديقتك؟
تعارفنا في جو مرح، و تحدثنا لبضع دقائق في مواضيع عامة ثم نظرت دالية أخت حسام إلى ساعتها و قالت :
ـ لقد تأخرت على أخي، إنه ينتظرني أمام المكتبة... إلى اللقاء يا بنات... فرصة سعيدة يا مرام...
ابتعدت خطوات قليلة ثم التفتت :
ـ نسيت أن أخبركما... أخي حسام عرض على إدارة الكلية فتح نادي جديد لتنمية المواهب في مجال الإدارة... ستكون هنالك دروس في التنمية البشرية من قبل مختصين و دورات ممتعة... أنتما مدعوتان لحفل الافتتاح بعد غد... لا تتأخرا
ثم لوحت بيدها و ابتعدت مسرعة...
نظرت إلي راوية و هتفت :ـ يجب أن ترفضي رئيس القسم!
معقول؟!
هل هي محض صدفة؟! أم...
أمسكت بذراع راوية في شدة و أنا أرجوها :
ـ أرجوك يا راوية، أتوسل إليك يا حبيبتي تعالي معي إلى المستشفى! لا أريد أن أواجه ذاك المتوحش بمفردي!!
هزت كتفيها دهشة و قالت :
ـ و ما الذي يمكنني فعله من أجلك؟ أتكلم باسمك؟ اعذرها يا سيدي فقد فقدت القدرة على النطق من وقع الصدمة لما طلبتها للزواج!؟
قالت ذلك و انفجرت ضاحكة...

ـ أنا لا أمزح يا راوية، تدخلين إليه و تقولين أنك مبعوثة من طرفي... أحسن لو تقولين أنك من طرف الكلية و أن الطالبة مرام تأخرت في إرجاع مطبوعة التقييم... ما رأيك؟
تفكرت راوية قليلا ثم قالت :
ـ و هل تظنين من الصعب عليه أن يموه و يقول بأنه سيرسل المطبوعة لاحقا؟ أو يتصل أصلا بالمشرفين على التمارين في الكلية... فقد يكونون من أصدقائه فيتلاعب... لا لا يا مرام، يجب أن تواجهيه بنفسك و ننتهي من الحكاية مرة واحدة...
يا إلهي... ألهمني الصبر و الثبات...
تنهدت في تسليم، فأردفت راوية مداعبة :
ـ ما رأيك في تأجيل العملية إلى ما بعد حفل الافتتاح... ستكون نفسيتك قد تحسنت و قد اكتسبت مناعة جديدة لمواجهة الموقف...
حدجتها بنظرة صارمة...
إنها لا تتعب من مشاكستي...
خاصة أن الموضوع يروق لها...
و بالفعل ذهبنا إلى حفل الافتتاح أولا...
وصلنا مبكرتين كالعادة... و لم يكن الضيوف قد بدؤوا بالتوافد. لمحت عن بعد دالية تقف رفقة سهير. طبعا، فهي صديقتها المقربة! لكن ما إن رأتنا دالية حتى ركضت إلينا لتحيينا...
ـ كنت أعلم أنكما لن تضيعا الفرصة!
فأومأت راوية برأسها قائلة :
ـ نعم، أكيد فمرام من المهووسين بميدان التنمية البشرية و لديها مختلف الموسوعات قد التي تتصورينها... أشرطة و كتب و محاضرات... و جعلتني أدمن معها!
ثم انفجرت ضاحكة و ضحكت دالية، و قد احمر وجهي من الخجل! هداك الله يا راوية... تريد أن تجعل مني موضوع الحديث!
ـ لحظة سأعود إليكما...
جرت دالية إلى الجانب الآخر من القاعة، فتبعتها بعيني ثم لكزت راوية في بطنها :
ـ ما الذي تفعلينه؟
ـ أخدم مصالحك يا ابنتي! الشاب أرسل أخته لتتعرف عليك و تأتيه بمعلومات عنك... فيجب أن يكون الحديث ثريا بحيث يحصل على ما يريد في أقصر وقت ممكن!
ـ إنها افتراضاتك يا راوية! أنت من يقول أنه أرسلها في حين أن الفتاة تتصرف بكل عفوية... فلا تحملي القصة أكثر مما تستحق!
ـ اسمعي كلامي و لن تندمي... حتى إن كانت تتصرف بعفوية، إذا أعجبت بك فسوف تتحدث عنك أمامه، فيحصل المراد على أية حال! دعيني أتصرف...
عادت دالية و عادت راوية تحدثها عن موهبتي في الكتابة، و عن الرياضات التي مارستها، و عن الكتب التي تحويها مكتبتي الشخصية... سرحت بعيدا عنهما للحظات، حين انتبهت من جديد سمعت راوية تقول ضاحكة :
ـ و أخيرا تقدم لها رئيس القسم الذي قامت فيه بتمرينها... و هي أكيد سترفض لأنه ليس الشخص المناسب لطموحاتها...
تحول لوني إلى الأحمر القاني، و قلت مقاطعة الحديث :ـ متى يبدأ الحفل يا دالية فالقاعة بدأت تمتلئ...
ابتسمت و قالت :
ـ تركت حسام مع ضيوف الشرف، أكيد لن يتأخروا كثيرا، بضع دقائق فقط... سأنظر إن كان بإمكاني المساعدة بشيء ما...
ثم انطلقت من جديد. فأمسكت بخناق راوية و أنا أعنفها :ـ ما الذي كنت تقولينه؟ هل كان من الضروري إثارة موضوع رئيس القسم؟!
ـ طبعا يا حبيبتي، ليعلم أنك مرغوب فيك و مطلوبة للزواج و ليس من طرف أي شخص، بل من طرف رئيس قسم!! فعليه أن يبادر سريعا و إلا فستضيعين من بين يديه!!
نظرت إليها مذهولة فاستطردت :
ـ ألم أقل لك دعي الموضوع علي و سيتم كل شيء كما تريدين...
في نفس تلك اللحظة حانت مني التفاتة، فلمحته يقف غير بعيد عنا!! التقيت عيوننا لبرهة، فابتسم ابتسامته المعهودة و حياني باقتضاب ثم... اختفى...
لم أره فيما بعد أثناء الحفل... فقد كان يشرف على التنظيم و يتنقل باستمرار في القاعة.
انقضى الحفل و انصرفت رفقة راوية... في اتجاه المستشفى!!
ـ أليس الوقت متأخرا؟ سأذهب غدا...
جرتني راوية بقوة و إصرار :ـ بل ستذهبين الآن حالا و سننتهي من الحكاية برمتها... إنها الساعة الخامسة، سيكون في مكتبه...
تنهدت في ألم، لا أريد أن أراه ثانية!!!!
دخلنا القسم...
كانت هنالك حركة غريبة في الداخل... لمحت رنا فركضت إليها أسألها عم يحصل
ـ هناك زيارة خاصة للقسم من طرف وزير الصحة!!
ـ وزير الصحة هنا؟!
ـ نعم زيارة مفاجأة...
تطلعت ناحية المكتب... كان الباب مفتوحا. لمحت عددا من الأشخاص الذين يبدو عليهم الأهمية و الوقار... ممثلو الوزارة بكل تأكيد
إنها فرصتك يا مرام!!
تركت راوية واقفة عند رنا و انطلقت إلى المكتب...
ـ يا مجنونة... إلى أين تذهبين... انتظري...
تجاهلت نداء راوية و تقدمت إلى أن وصلت إلى الباب. طرقته بهدوء لأثير انتباه الحاضرين. التفت إلي الجميع و اشتعل وجه رئيس القسم و بادرني :
ـ أهلا بك آنسة مرام... ألا ترين أنني في اجتماع مع سيادة الوزير؟!
فأجبته في جدية و جرأة :
ـ آسفة سيدي على الازعاج، لكنني في حاجة إلى مطبوعة التقييم للكلية، فقد تأخرت في ردها... و المسألة لن تستحق سوى توقيعك سيدي...
نظر إليه الوزير و قال :ـ لا بأس... و قع الورقة، فليس هدفنا تعطيل المصالح العامة هنا...
تناول رئيس القسم المطبوعة من الدرج حيث حفظها بعناية و وقعها على مضض... ثم سلمها لي في جفاء :
ـ تفضلي...
تناولتها و أنا لا أصدق عيني و وجدتني أبتسم شاكرة و أقول :
ـ شكرا لك سيدي الوزير... دمتم ذخرا للوطن ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 12, 2009 5:37 pm

الحلقة 12



ترحيب استيقظت اليوم و أنا أحس بألم شديد في منطقة البطن و أسفل البطن...

تمالكت نفسي بصعوبة و جلست في الفراش و أنا أتحسس موضع الألم ، و الألم يزداد...ما الذي يحصل معي؟

لا أتوقف عن التفكير... لشد ما أقلق من الاضطرابات الصحية!
أخذت حبة مسكن للألم و قررت أن أتجاهل الأمر.
لا عليك يا مرام، إنها حادثة بسيطة... بضع اضطرابات ثم سيسير كل شيء على ما يرام.


حاولت أن لا أعير المسألة اهتماما.
كنت أتابع محاضرة في نظام المناعة، حين فاجأتني الآلام من جديد... كانت أقوى هاته المرة. تركت الأوراق جانبا، و عضضت على أصابعي بشدة حتى لا أطلق صرخة وسط القاعة الملأى بالطلبة...

كانت راوية جالسة إلى جانبي، في تركيز تام مع الدكتور المحاضر...
التفتت إلي فجأة لتسألني :
ـ هل سمعت ملاحظته الأخيرة؟ لم...
ثم انتبهت إلى أنني لم أكن في وضع يسمح لي بإجابتها...
ـ مرام، حبيبتي... ما بك؟ هل أنت بخير؟!
أجبتها من بين أسناني و أنا أتلوى من الألم :
ـ بطني يا راوية، بطني... أحس ألما شديدا...

وقفت راوية فزعة و أخذت بذراعي لتقودني إلى خارج القاعة... و قد لحقتنا عيون كثيرة، لاحظت خروجنا المفاجئ قبل انتهاء المحاضرة.


شرحت لراوية المشكلة و أنا أغالب دموعي فقالت بحزم :
ـ يجب أن تذهبي إلى الطبيب... سأتصل بوالدتك لتأتي بالسيارة...

جلست لأستريح و أنا في غاية الإعياء، في حين سارعت راوية تتصل بأمي و تعلمها بحالتي الطارئة. ما لبثت أن رأيت سيارة أمي تظهر من باب الكلية، ثم تتوقف غير بعيد عنا في الساحة. نزلت أمي بسرعة و تركت السيارة مفتوحة... ركضت إلي في هلع شديد و احتضنتني قلقة :
ـ ما بال صغيرتي؟!
شرحت لها مجددا الأعراض فأخذتني من يدي و قالت :
ـ سآخذك فورا إلى طبيبة الأمراض التناسلية...


لست أدري كم لبثنا من الوقت جالستين في قاعة الانتظار، و أمي تمسح على رأسي في حنان و أنا قد استسلمت للآلام التي لم تتوقف...
جاء دورنا. استمعت الطبيبة إلى أمي تصف لها الأعراض ثم فحصتني قبل أن تحرر وصفة مكونة من عدد غير قليل من الأدوية ثم قالت :
ـ عليك المواظبة على هذا العلاج مدة شهرين... لا تقلقي... تجنبي حمل الأشياء الثقيلة و الوقوف مطولا... حاولي التمدد و الاسترخاء مرة كل 4 ساعات على الأقل لمدة ربع ساعة... و إن شاء الله تكون الحالة قد تحسنت حين نلتقي بعد انتهاء العلاج...

نظرت إليها مستفسرة :
ـ لكن ما الحالة يا دكتورة؟ أنا أدرس الطب و يمكنني أن أفهم...
هزت رأسها مبتسمة و قالت :
ـ جميل... لكنني لا أقدر أن أقول لك شيئا غير أن عمل المبيضين ليس منتظما حاليا... سنحاول من خلال العلاج أن نعيد النظام إلى طبيعته... ثم سننظر ما يمكننا فعله...

لم يكن كلام الطبيبة مطمئنا أبدا...
إنها تخفي عني حقيقة الوضع!
يا إلهي...
هل سأحرم من الإنجاب؟
بكاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
true man
عضو ممتاز
عضو ممتاز
true man


المساهمات : 316
تاريخ التسجيل : 26/02/2009
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 16, 2009 5:59 am

ايه يا دكتورة سنو
فين باقى الحلقات
بقالى شهر ونص مستنيها
ليه بس بتحرمينا من الحاجات الحلوة دى
فى انتظار اليتبع ربنا يجيبه بالسلامة Very Happy
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 16, 2009 4:41 pm

ماأنا قلت انكو نسيتوها بقى ومالحقتش حد معبرها ...........بس ماشي هجيب الباقي وعوضي على الله
Very Happy

ترحيب الحلقة 13
أمسكت راوية بيدي بين يديها و هي تبتسم في رقة :

ـ اطمئني يا حبيبتي، إنها مجرد اضطرابات و إن شاء الله مع العلاج سيكون كل شيء على ما يرام... أرني ابتسامتك الجميلة!

هززت رأسي في عناد و سحبت يدي من بين يديها و أنا أقول مغالبة دموعي :

ـ لا يا راوية... الطبيبة لم تشأ أن تخبرني بكل الحقيقة... أنت تعلمين مثلي أن مهنة الطبيب توجب عليه التخفيف عن المريض و عدم تهويل المسألة مهما كانت خطيرة... حفاظا على روحه المعنوية...
رمقتني راوية في أسى و قالت :
ـ لكن لا يبدو أن طبيبتنا قد أفلحت في الحفاظ على روحك المعنوية...


كانت الآلام قد خفت بعد أن بدأت أخذ الأدوية... و كان من الصعب علي حقا أن أتبع تعليمات الطبيبة، نظرا لكثرة الأدوية من جهة، و المحاضرات المتتابعة التي قد تتجاوز الساعات الخمس من جهة أخرى... لكن راوية كانت دائما إلى جانبي، تذكرني بموعد الدواء... و أمي توصلني بالسيارة كل صباح و أجدها في انتظاري آخر النهار... يا لهذا الدلال!


كنت واقفة مع راوية في فترة الاستراحة من عصر ذاك اليوم.
فجأة أخذت راوية تشدني من قميصي لتثير انتباهي و هي تهمس :
ـ مرااااام... انظري من القادم!!

التفتت لأراه على قيد خطوات مني... و ابتسامته المتألقة على شفتيه... كان من الواضح أنه يقصدنا!!
ألقى التحية، فرددنا ثم ساد صمت رهيب بيننا كأن على رؤوسنا الطير قبل أن يبادر حسام قائلا :
ـ آنسة مرام... كنت أريد أن أتحدث معك قليلا، لو سمحت... لن آخذ من وقتك الكثير...

وقفت لا أعي ما الذي يجب علي فعله، في حين ابتعدت راوية خطوات و هي تقول :
ـ تذكرت... علي أن أحضر حاجياتي... تركتها في قاعة المحاضرة... لن أتأخر عليك...

ما الذي تفعله هذه البنت؟؟
كيف تتركني بمفردي معه؟ سوف ترى مني عقابا صارما!!
احمر وجهي بشدة، و وقفت مطأطأة الرأس... رفعت عيني ببطء... كان وجهه يكاد ينفجر من الاحمرار...
يا إلهي!
رحمتك يا رب...

ـ آنسة مرام... اعذريني إن كنت أعرضك لموقف محرج... لكن كان يجب أن أتحدث إليك قبل أن أقدم على خطوة جدية... و أخشى أن تكون مشاعري أحادية الجانب... لذا أردت أن أعرف رأيك المبدئي...


يا إلهي... هذا ما كان ينقصني الآن...

يا إلهي... كم انتظرت هذه اللحظة، و كم تخيلت هذا الموقف في أحلام اليقظة...
كم عشتها بكل جوارحي و رأيت نفسي و أنا أهمس في خفر... أنا موافقة!
كم حلقت مع الطيور و سرحت بين الفراشات و الدنيا لا تسعني...
إنها السعادة التي تمنيتها
إنه الرجل الذي انتظرته...


لكن الآن... كل شيء تغير...
إنه لا يعلم أنني قد لا أكون قادرة على الإنجاب... قد لا أقدر على إسعاده!!
و لا يمكنني حتى أن أخبره...
و كيف أكاشف رجلا أجنبيا عني بمشاكلي الصحية، بل و بأخص خصوصياتي؟!
أي كلمات ستسعفني لأعبر؟
حبست دموعي التي بدأت تطل من نوافذ عيني... و ابتلعت ريقي الذي جف...

ـ مرام... أنا معجب بك منذ فترة... معجب بأخلاقك و تدينك و طريقة تفكيرك و ثقافتك... و أريد أن أطلب يدك من والدك... إن كنت موافقة على إنشاء علاقة جدية بيننا...

أي موقف يضعني فيه؟!
أي حيرة أعيشها؟!
أي ذنب جناه المسكين حتى أدخله دوامتي؟!
إنه ككل الرجال يطمع في بيت سعيد يملؤه الأطفال بضحكهم البريء...
يحلم بولد يملأ عليه حياته...
لكنني قد لا أحقق له أمانيه... بل أكون قد خنت ثقته و خدعته إن وافقت دون أن أكون صريحة معه... و هو ما لن يسامحني عليه في المستقبل... و لن أسامح نفسي عليه أبدا!
لا يجب أن أظل ساكتة، حتى لا يحسب أن السكوت علامة الرضا...


ـ مرام...
يبدو أن صمتي قد طال و قد أخذني حواري الداخلي مع نفسي...
و خرج صوتي أخيرا، مبحوحا مليئا بالألم :
ـ... أنا آسفة... و لكنني غير مستعدة حاليا...

أحسست بوقع الصدمة عليه...
أحسست بآماله تتبعثر... و أنا التي بعثرتها بكل قسوة...

و أحسست بقلبي يتحطم بين ضلوعي...


عدل سابقا من قبل Snow_white في الجمعة أكتوبر 16, 2009 4:45 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 16, 2009 4:42 pm

[color=red]الحلقة 14[/color]
ترحيب

لم تصدق راوية أذنيها حين رويت لها ما حصل بعد أن انصرف حسام مكسور الخاطر
ـ هل جننتي يا مرام؟؟ كيف تقابلينه بمثل هذه الطريقة؟ أليست هذه هي اللحظة التي انتظرتها طويلا و تمنيتها من كل قلبك؟؟ كيف تفرطين فيها بكل سهولة؟؟ و الشاب المسكين، صدمته بقسوة كأنك لا تبالين به!

ارتميت في حضن راوية و قد تدفقت دموعي غزيرة على خدي
ـ لا تلوميني يا راوية فإنني أتعذب أكثر...

ربتت على رأسي في أخوة صادقة و همست :
ـ أنت مجنونة... تعذبينه و تعذبين نفسك و المسألة لا تستحق!

رفعت رأسي و نظرت إليها بعينين تملؤهما الدموع :
ـ كيف تقولين أن المسألة لا تستحق؟! كل من يتقدم لخطبة فتاة يتوقعها الفتاة المثالية التي يتمناها... و ينتظر منها أن تكون صادقة معه في كل ما يخصهما معا، و خاصة إن كانت غير قادرة على الإنجاب...

تنهدت راوية ثانية و قالت :
ـ يا مرام، يا حبيبتي... من قال أنك ستكونين غير قادرة على الإنجاب؟؟ هذا من علم الغيب و الغيب لا يعلمه إلا الله...

ـ و لكن الاحتمال كبيرا نظرا للمرض الذي ألم بي...

ـ يا مرام اسمعيني... كم من الفتيات السليمات اللاتي لا يشكون شيئا وجدن أنفسهن عقيمات بعد الزواج بدون سابق إنذار... و كم من عقيم، شفيت بعد طول صبر و توكل على الله فأنجبت! كله بتقدير من الله عز و جل...

تنهدت في ألم و قلت في يأس :
ـ ما الذي كان بإمكاني فعله؟

ـ كان بإمكانك مصارحته بالحقيقة...

ـ كيف؟! لم أكن لأجد الكلمات المناسبة! الموضوع خاااااص جدا... لا يمكنني أن أتحدث فيه مع رجل، و أي رجل!! أين الحياء!؟

ـ كان بإمكانك تبليغه موافقتك، ثم تحدثين أخته بالتفاصيل...

ـ لكنني أخاف من ردة فعله... أخاف أن يشفق علي و يتغاضى عن الأمر بشهامة منه... كرامتي ستجرح، لا أحب أن يشفق علي يا راوية! أريد أن أكون أميرته التي يحلم بها كما أريده أن يكون فارسي... و أخاف أن يتغاضى الآن... ثم يفكر مليا، فيعدل و يختلق أسبابا أخرى للانفصال بعد أن أكون قد بنيت آمالا عريضة...

تناثرت دموعي من جديد و أنا أواصل :
ـ و أخاف إن رفض مباشرة... كم ستكون صدمتي عنيفة... في الرجل الذي أراه مثالا للشهامة و الأخلاق العالية... و أخاف أكثر، إن أوهم نفسه بأن مرضي لن يؤثر في قدرتي على الإنجاب... ثم يحصل ما لا نرجوه...

ارتفع نحيبي هذه المرة...

ـ إني خائفة يا راوية... قد أفقد الكثير في هذه التجربة... أفقد الأمل، أو احترامي حسام أو كرامتي... لذا آثرت الانسحاب...

هزت راوية رأسها في عدم موافقة :
ـ و ما حصل هو أنك اخترت خسارة حسام نفسه! هل هذا ما تعتبرينه أخف الأضرار!؟

لم أعد أدري ما الصواب و ما الخطأ...
يا إلهي رحمتك...

ـ اسمعي... يجب أن يفهم حسام الموضوع، هل يرضيك أن يعتقد أنك رفضته لعيب فيه؟! كرامته أيضا جريحة! خاصة أن فتيات كثيرات ينتظرن الفرصة... و من سوء حظك أنك ضيعتها، فقد تقتنصه في لحظات ضعفه و انكساره فتاة أخرى لا تستحقه... و تكونين قد ضيعته من يدك و ضيعت مستقبل الشاب المسكين في نفس الوقت!!

ـ لا يا راوية... حسام ليس بهذا الضعف!

ابتسمت راوية و هي تحتضنني :
ـ إن لم يكن حسام بهذا الضعف، فهو لن يبني حياته الزوجية و مستقبله على الشفقة... و لن يترك المجال لأي عاطفية متطفلة لكي تتحكم في قراره... اتركي له الخيار... أعطه الفرصة...

أعطيه الفرصة؟
آه يا قلبي...
صراع بين قلبي و عقلي...
قلبي يرجو أن يعطيه الفرصة و يرى الأحلام الوردية أمامه...
و عقلي يرفض بشدة، لا يفسح المجال للآمال و الافتراضات...
و تكلمت أخيرا :
ـ و لكنني رفضته يا راوية... كيف أفتح الموضوع ثانية؟!
ابتسمت راوية مطمئنة :
ـ دعي المسألة علي...
نعم، لقد انتصر القلب على العقل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 16, 2009 4:46 pm


الحلقة 15

توقفت السيارة أمام الكلية. فتحت الباب و قبلت أمي بسرعة ثم نزلت و هي تتابعني بتوصياتها :
ـ لا تنسي موعد دوائك... انتبهي لنفسك جيدا...

هززت رأسي موافقة و قطعت الشارع. على الرصيف كانت راوية في انتظاري رفقة... دالية... و على شفتيهما ابتسامتان غامضتان.
اقتربت بخطوات مترددة، و قد فهمت أن وجود دالية مع راوية في انتظاري يعني بالتأكيد أنها تحدثت إليها بشأني!

سارعت دالية بمعانقتي و هي تهمس :
ـ حسام يبلغك سلامه... و يطلب موعدا مع والدك في أقرب وقت...

كان لكلماتها وقع حلو في أذني، رافقه خفقان قلبي بشدة... من الفرحة!

حسام...!!!
يا لعناده! لقد وافق إذن! ترى ما الذي ما أبلغته به راوية؟!
لكنه يريدني رغم ما سمع... و رغم كل ما يجهل عني...
يا إلهي... أنت الرحيم بعبادك...
و لكن... هل أستحق...

نظرت إلي راوية في تمعن و قالت :
ـ مرام... ما بك واجمة؟ ننتظر ردك... ألست موافقة؟

اغرورقت عيناي بدموعي الحبيسة و أجبت بصوت خفيض :
ـ بلى... و لكن...

استفسرت دالية في قلق و قد غاضت ابتسامتها :
ـ و لكن ماذا؟

ـ ألا ينتظر حتى أنتهي من العلاج، ثم نتأكد...
ضحكت راوية في رقة ثم قالت لدالية :
ـ إنها تحتاج إلى رأي دكتور في الموضوع... و ليس أي دكتور!
ابتسمت دالية بدورها و تأبطت ذراعي و هي تقول :
ـ أخبريني أولا هل الموضوع الذي حدثتني به راوية هو السبب الوحيد لرفضك؟

طأطأت رأسي حياء و همست في خفر :
ـ نعم!

فابتهجت دالية قائلة :
ـ الحمد لله! نتكلم في المفيد إذن! أخي... الدكتور حسام... يخبرك يا آنستي بأن الأدوية التي تتناولينها ليست سوى مقويات و معدلات هرمونية ... و ما دام المبيضان ينتجان البويضات فأنت يا أختي سليمة معافاة! و أما عن الإنجاب فهو يقول لك... الذرية الصالحة نعمة من الله، يرزقها من يشاء و يحرمها من يشاء... و ما الأمراض إلا مسببات! كما أنه يقول أن الرسول صلى الله عليه و سلم يقول : (الدنيا متاع و خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة) فإن كانت زوجته صالحة فذاك من رضا الله و كفى! و هو على كل حال قد استخار قبل أن يكلمك و كان مطمئنا لاستخارته. فما عليك إلا أن تستخيري أنت أيضا... و إن شاء الله كل شيء يتم على خير...

كانت كلماتها الرقيقة تمسح الهموم عن قلبي...
لو أن كلامه عن مرضي يكون صحيحا... يا رب!

يا الله! ما أحلى إيمانه بالاستخارة... و كم قلبه عامر بتقوى الله...
((و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب))
أحسست بالصغار أمامه... أين إيماني من إيمانه!؟
كيف أني اهتززت أمام أول ابتلاء ابتلاني به الله تعالى و يئست من الدنيا
و الله تعالى يقول في كتابه الحكيم : (( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون))
يا رب أعوذ بك أن أكون من القوم الكافرين... أعوذ بك من ينسيني ابتلاؤك رحمتك
يا رب إني وكلتك أمري كله... و من يتوكل على الله فهو حسبه
يا الله كم أنا في حاجة إلى مزيد من التقرب منك...
اللهم اكتب لي الخير حيث كان ثم رضني به...

انتبهت على صوت دالية تقول مداعبة :
ـ و طبعا إن كنت في حاجة إلى المزيد من التوضيحات، فالدكتور حسام ليس لديه مانع البتة في تقديم الشروح اللازمة في أي وقت شئت!

تضرج وجهي... فتابعت دالية في مرح :
ـ لو رأيت ما فعله بنا حسام في اليومين الماضيين! أمي كانت ستموت من القلق عليه... أغلق الغرفة على نفسه و رفض الطعام! و أخذ يتصرف كالأطفال، لا يرضيه شيء و لا أحد ينجح في رسم الابتسامة على شفتيه... لكن البارحة، انقلب وضعه كأنه كان يمثل علينا!! دخلت عليه بالدواء العجيب فقام كمن لا علة به، حملني بين ذراعيه و كاد يلقي بي من النافذة من شدة الفرح!! لم أر أخي بهذا الجنون من قبل!

أفلتت مني ضحكة صغيرة... يا لأسلوب دالية المميز!
فهتفت راوية في سعادة :
ـ نعم يا مرام... اضحكي! كفاك بكاء و دموعا...

ثم نظرت إلى دالية و هي تقول :
ـ لو كان حسام اكتفى بالوجوم فمرام أغرقتنا في بحر من الدموع!!

لكزت راوية بمرفقي لتصمت... و ضحكتا معا في مرح...
في تلك اللحظات كان هنالك شخص رابع يقترب من موقفنا، بخطوات بطيئة مترددة...
لم ألتفت... لكنني سمعت دالية تهتف و ابتسامتها تتألق :
ـ أهلا أهلا بالدكتور!

كأنه كان يراقبنا من مكان قريب، و حين اطمأن إلى استقرار الأوضاع قرر الالتحاق بنا!
تقدم منا أكثر حتى وقف بيني و بين أخته، و كل منا يتجنب نظرات الآخر. حيانا في هدوء و أدب... ثم بادرني و أن أحس بنظراته تستقر علي بوداعة :
ـ كيف حالك يا مرام؟

رفعت رأسي ببطء شديد، و ابتسامة خجلى ترتسم على شفتي :
ـ بخير... كيف حالك أنت؟
ـ يسرني أنك وافقت أخيرا...

كانت راوية تتأملنا كأننا لوحة زيتية أو المشهد الأخير من فلم رومانسي... تنتظر أن تكتب ((النهاية)) بخط عريض و على شفتيها ابتسامة حالمة!
قاطعتنا دالية بضحكتها الطفولية و هي تهتف :
ـ نسيت أن أقول لك يا مرام، أنني سأزوركم الليلة مع ماما... للتعارف و...

ثم غمزتنا في مرح... فاحمر وجهانا دفعة واحدة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 16, 2009 4:51 pm

الحلقة 16

ترحيب اللهم إني أستخيرك بعلمك و أستقدرك بقدرتك، و أسألك بفضلك العظيم

فإنك تعلم و لا أعلم و تقدر و لا أقدر، و أنت علام الغيوب
اللهم إن كان في هذا الأمر خير لي في ديني و معاشي و عاقبة أمري
فاقدره لي و يسره لي ثم بارك لي فيه
و إن كان فيه شر لي في ديني و معاشي و عاقبة أمري، عاجله و آجله
فاصرفه عني و اصرفني عنه و اكتب لي الخير حيث كان ثم رضني به...

انتهيت من صلاة الاستخارة...
تناولت المصحف من على الرف و جلست على سجادتي أتلو بعض آيات من ذكر الله الحكيم... كنت أحس براحة و سكينة تتسللان إلى قلبي... اللهم إني فوضت أمري كله إليك، و أنت على كل شيء قدير...

سرحت لبضع لحظات... تذكرت زيارة دالية و أمها لنا منذ أيام قليلة مضت...
كانت الأمسية رائعة بالفعل... أم حسام كانت في غاية اللطف و الرقة...
و دالية أضفت على الجو طابعا مرحا و مسليا، يا لجمال روحها الطفولية!
و كم تحدثت أمه عنه بفخر! نعم، من حقها أن تفخر بابن مثله...
خفق قلبي في نشوة...
و من حقي أن أفخر بأنه سيكون لي...
تنهدت و خرجت آهة من صدري... يا رب!

غدا أذهب إلى الطبيبة من جديد...
لم أعد قلقة مثلما كنت في البداية، لكنني منقبضة بعض الشيء...
أتساءل لم اخترت أن أكون طبيبة و قلبي ينقبض عند التفكير في الذهاب إلى طبيب!
بل أن سيرة الأطباء لا تعني إلا الهموم و الأمراض و الابتلاءات الصحية و الأزمات النفسية ووو...
لكنها مهنة إنسانية... تتطلب الكثير من التضحيات و حسا عاليا بالمسؤولية.
ابتسمت و أنا أتخيل نفسي طبيبة تمارس مهنتها...
كان الله في عونك يا مرام، حتى تحافظي على ابتسامتك مع كل مريض، و تتحلي بالصبر و تواصلي إتقان عملك من الصباح إلى المساء...

عدت من الكلية مسرعة، كانت أمي ترتدي ملابسها فاستعجلتها
ـ هيا يا أمي... حان موعد الذهاب... هل أخرجت السيارة؟
جاءني صوتها من الغرفة الداخلية :
ـ حالا يا حبيبتي... لا تخافي سنكون في الموعد... ثم إننا كالعادة سنجد أصحاب المواعيد السابقة في قاعة الانتظار! كان الله في عون الدكتورة فكل مريض عندها يأخذ أكثر من وقته...

رن جرس الهاتف فرفعت السماعة :
ـ السلام عليكم و رحمة الله...
ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته... كيف حالك يا مرام؟

إنها دالية...
ـ الحمد لله... لدي موعد مع الطبيبة الآن... سنخرج بعد لحظات...
قالت مشجعة :
ـ سيكون كل شيء على ما يرام، لا شيء يستحق القلق...
تنهدت فقالت :
ـ على فكرة، هناك من يسأل عنك باستمرار... و يبلغك سلامه...
لم أره منذ أيام... لم يعد يأتي إلى الكلية كثيرا، فهو يقوم بتربص في الوقت الحالي.
ابتسمت و لم أعلق فواصلت...
ـ و هو يقول لك بأن تتحلي بالثقة في الله... (صمتت لبضع لحظات ثم واصلت كأن هنالك من يلقنها ما تقول!) و أن الله يبتلي من يحبه... فاثبتي و احتسبي كل لحظة ألم... اسمعي، سأمرره لك!

سمعت احتجاجا من الطرف الآخر من الخط و كلمات قليلة لم يصلني إلا صداها...


slam كده كويس؟؟؟؟4 مرة واحده اهه وبكرة هحط تاني ان شاء الله
الى اللقاء في الحلقة القادمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
true man
عضو ممتاز
عضو ممتاز
true man


المساهمات : 316
تاريخ التسجيل : 26/02/2009
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالأحد أكتوبر 18, 2009 12:12 am

tb3n kwys gn kmaaaan
m3lsh baktb keda 3shan k.board no arabic

bsraha 3gbany gdn gdn
khsosan lma wsl hosam hases enh kreb gdn mn hd a3rfh
bs feeeen baky elhlkat 3da yooooooom kamel
enzly blhalkat ya snow rbna ykrmk
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالأحد أكتوبر 18, 2009 2:46 am

هنزل اهه
باقى الحلقة 16

ابتسمت حين جاءني صوته أخيرا في أدب و حياء جمييييل :
ـ السلام عليكم و رحمة الله...
ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته...
ـ كيف أنت يا مرام؟
ـ الحمد لله بخير و عافية... كيف يسير تربصك؟
ـ بخير و الحمد لله... شكرا على سؤالك... كيف معنوياتك؟
ـ مرتفعة إن شاء الله...
ـ رائع... أردت فقط أن أسلم عليك... و أقول لك لا تنسي أن الله معك... و أنني لن أتخلى عنك...
ـ شكرا لك... يا حسام...

كانت المرة الأولى أنطق فيها باسمه... لو لم يكن على الهاتف لما قدرت أن أنطق بها... اسم أحس له بوقع خاص على لساني... و يحمر وجهي بمجرد النطق به، كأنه من لغة غريبة محرمة علي... و أتجاوز حدودي إن تكلمتها!
و أحسست بنفس وقع الكلمة على أذنيه... فقال بعد صمت قصير :
ـ انتبهي إلى نفسك... و إن شاء الله أسمع منك أخبارا سارة هذا المساء...
ـ إن شاء الله...
ـ السلام عليكم و رحمة الله...
ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.

وضعت السماعة و تنفست في ارتياح. كانت أمي تنظر إلي و على شفتبها ابتسامة حانية :
ـ هيا بنا يا عزيزتي...

فحصتني الطبيبة كالعادة و ملامح وجهها خالية من أي تعبير يجيب عن تساؤلاتي ثم قالت طرحت علي بضع أسئلة حول تطور الأعراض في الفترة الماضية :
ـ ستقومين ببضع صور بالأشعة... ثم تعودين إلي...

خرجنا إلى مخبر الأشعة... و عدنا بعد زهاء الساعة إلى العيادة من جديد... كنت قد بدأت أقلق. ما لزوم صور الأشعة إن كان كل شيء على ما يرام؟ يا رب رحمتك! لم أكن متأكدة من قدرتي على قراءة صور الأشعة لكنني أخرجت الصور و رحت أقلبها باحثة عن أي علامة تطمئنني... أو تؤيد مخاوفي... لكن دون فائدة... و أمي تنظر إلي ضاحكة :
ـ هااا... إلى ماذا توصلت طبيبتنا الصغيرة؟
أعدت الصور إلى مكانها و أنا أزفر في قلق :
ـ لا شيء...

أخيرا دخلنا ثانية على الطبيبة... تناولت الصور و تابعتها بعيون متيقظة و هي تتأمل الصور واحدة إثر الأخرى باهتمام, ثم نظرت إلي و قد ارتسمت على وجهها ابتسامة... أخيرا!
ـ الحمد لله على سلامتك... إن شاء الله تكونين قد شفيت تماما! لم أتوقع أن يؤتي العلاج مفعوله بهاته السرعة... لكن جميع الأعراض اختفت فأردت أن أتأكد بالصور... و الحمد لله، كل شيء على ما يرام...
تنهدت في ارتياح... و أردت أن أقول لها :
ليس العلاج يا عزيزتي ما يمنح الشفاء... إنما هو من الأخذ بالأسباب... لكن الصحة نعمة من الله تعالى يمنحها من يشاء و يحرمها من يشاء


الحلقة 17
ما أن انفردت بي راوية بعد المحاضرة حتى بادرتني و ابتسامة خبيثة على شفتيها :
ـ هاااا... كيف تسير الأمور؟

نظرت إليها في استغراب و أنا أتصنع عدم الفهم :
ـ مادا تقصدين؟ عن أية أمور تتحدثين؟

رفعت حاجبيها دهشة و هتفت :
ـ مرااااام!!! هل ستخفين عني أخبارك مع حسام؟! و أنا صديقتك المقربة منذ زمن بعيد!؟

ابتسمت و قلت :
ـ كان يجب أن توضحي سؤالك منذ البداية... ما أدراني أنك تتكلمين عن حسام!... على أية حال... لا شيء جدير بالذكر...

سكتت للحظات قصيرة ثم أردفت :
ـ غير أنه... تم تحديد موعد مع والدي...

هتفت راوية في استنكار :
ـ و تقولين لا شيء جدير بالذكر؟!! ألف مبروك يا حبيبتي!!

في تلك اللحظة رن هاتفي الجوال... تناولته، و نظرت إلى الرقم الغريب الذي ظهر على الشاشة
ـ من يكون يا ترى؟

ـ أجيبي و ستعرفين...

أجبت في هدوء :
ـ السلام عليكم و رحمة الله...

فوجئت حين أجابني صوت رجل من الطرف الآخر هاتفا :
ـ هاااي مرام! كيف حالك؟

ارتسمت علامات الحيرة و الجفول على وجهي، فتطلعت إلي راوية متسائلة فقلت في تشكك :
ـ عذرا... من المتحدث؟

ـ أوووو مرام! ألم تعرفيني؟ أنا طارق!

لم يبد لي للوهلة الأولى أن الاسم مألوف لدي ... ثم تذكرت أن لي ابن عمة اسمه طارق... سافرت عائلته إلى أمريكا منذ سنوات، و انقطعت علاقتي به تقريبا إلا من مكالمات قصيرة مع عمتي في الأعياد و المناسبات...
ـ طارق؟!... طارق ابن عمتي سهام؟؟

جاءتني ضحكته عالية مستهترة :
ـ نعم... هو بعينه! جيد أنك تذكرتني أخيرا! اتصلت بمنزلكم و أخذت رقمك من والدتك... ما رأيك في هاته المفاجأة؟!

ابتسمت على مضض و قلت :
ـ جميل منك أن تفكر في مكالمتي...

ثم انتبهت إلى نقطة أثارت استغرابي فاستطردت :
ـ لكن الرقم الذي تتصل منه ليس من أمريكا!

ارتفعت ضحكته في أذني بصفة منفرة و هو يقول :
ـ ذاك النصف الثاني من المفاجأة... فقد عدت لقضاء بضعة أيام في البلد... وصلت اليوم صباحا... سأكون عندكم هذا المساء...

ـ هل عمتي سهام و بقية العائلة معك؟

ـ لا لا! جئت بمفردي و سأقضي بضعة أيام عندكم... إن قبلتم استضافتي بالطبع!

و انفجر ضاحكا مرة أخرى!
ـ اشتقت إليك كثيرا يا عزيزتي... أراك هذا المساء... و لك عندي نصيب آخر من المفاجآت ... باي!!!

أغلقت الخط و على وجهي علامات دهشة و استنكار واضحة، فاستفسرت راوية :
ـ ما الأمر؟ ما بك منزعجة؟

تنهدت و أنا أقول :


ـ إنه ابن عمتي... كنا صديقين حميمين قبل سنوات، قبل التزامي يعني... و هو يكبرني بثلاث سنوات... سافر مع عائلته إلى أمريكا، و لم نتكلم منذ زمن طويل، و هو الآن قادم لقضاء بضعة أيام عندنا... يبدو أن كلانا تغير... لكن في اتجاهات متعاكسة!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالأحد أكتوبر 18, 2009 2:48 am

الحلقة ال18

ترحيب
دخلت من الباب الحديقة... فتناهت إلي أصوات صاخبة، ميزت من بينها صوت أخي ماهر. قطعت الممشى في خطى وئيدة ثم ارتقيت الدرج و قد أخذت الأصوات تتضح أكثر... يبدو أن طارق قد وصل!

اقتربت من غرفة الجلوس...
ـ السلام عليكم و رحمة الله...

ألقيت التحية فالتفت إلي الحضور. كان طارق يجلس مع كل من أمي و أخي الصغير ماهر الذي يبلغ من العمر 18 سنة... وقف طارق و نظر إلي مطولا :
ـ مرام؟! واااو... ما الذي فعلته بنفسك؟! لقد تغيرت فعلا...

كان ينظر إلى تنّورتي الواسعة و سترتي الفضفاضة و حجابي الذي يغطي كتفي في شيء كبير من العجب... تأملت بدوري قميصه المزركش و سرواله الجينز "المرقّع" و قصّة شعره العجيبة و قلت :
ـ أنت أيضا تغيرت كثيرا!

كان قد قطع منتصف المسافة التي تفصلنا عندما سمع صوتي أبادر بالتحية، لكنه توقف حائرا ثم قال :
ـ أتوقع أنك أصبحت لا تصافحين مثل أمك خالتي زينب...

ابتسمت و هززت رأسي موافقة و لوحت له من بعيد... الحمد لله أنه استوعب الدرس دون متاعب! كنا نتفق كثيرا في فترة الطفولة و بداية الشباب، و نفهم بعضنا جيدا... يبدو أنه حافظ على البعض من قدرته على فهم ما يدور برأسي!

عاد إلى أريكته و هو لايزال يهز رأسه و يمط شفتيه متعجبا :
ـ لم أتوقع أن تتحجبي بهاته السرعة! فأنت مازالت في بداية شبابك و أمامك الفرصة للانطلاق و التمتع بجمالك... شعرك جميل جدا و طويل على ما أذكر...

طأطأت رأسي في خجل... فقد كنت أتباهى كثيرا بجمال شعري و طوله خاصة في المناسبات العائلية... اللهم اغفر لي...

بادرته أمي قائلة :
ـ ألا تحدثنا عن أحوالكم هناك... كيف أمك و أخواتك؟
ـ بخير و الحمد لله... شكرا على سؤالك يا خالتي... سناء خطبت الشهر الماضي. تقدم لها شاب من زملائها في الشركة، أمريكي من أصل سويدي... شاب وسيم و عائلته غنية، كما أنه مهندس ممتاز...

تبادلت نظرات طويلة مع أمي التي سارعت بسؤاله :
ـ و هل هو مسلم؟

تكدرت ملامحه لكنه تظاهر بعدم الاهتمام و هو يقول في حرج، متحاشيا نظراتنا :
ـ الحقيقة لا أعرف شيئا عن ديانته... تعرفين في أمريكا المجتمع لا يضع اعتبارا لمثل هاته الأمور! ما داما متفقين و منسجمين فذاك هو المهم... أما المعتقد فتلك حرية شخصية...

اتسعت عيوننا دهشة ... لم أملك أن أعلق، لكن أمي التي بدأ وجهها يحمر سألته ثانية :
ـ و ما رأي سهام و محمود في الأمر؟

ـ أمي و أبي؟ عارضا قليلا في البداية... لكن سناء تأثرت كثيرا برفضهما، فتدهورت حالتها الصحية و أضربت عن الطعام ثم حاولت الانتحار... حتى وافقا أخيرا...

لم أكن أصدق ما أسمع... سناء؟! إنها تكبر أخاها بسنة واحدة... لم تكن قد ختمت تعليمها الثانوي حين سافرت عائلتها إلى أمريكا بسبب حصول عمي محمود على عقد عمل مغري هناك... كانت فتاة غاية في الجمال... مشاكسة و منطلقة. و أذكر أن مراهقتها لم تمر بهدوء حين كانت في البلد... لكن يبدو أن حالتها ازدادت تعقيدا هناك! فقد انقطعت عن الدراسة بعد أن أتمت بصعوبة بالغة دراستها الثانوية، و التحقت بالعمل كسكرتيرة في شركة مهمة هناك...
سألته أنا هاته المرة :
ـ و كيف حال سارة؟

ـ سارة... إنها متعبة حقا! بعد كل هاته السنين ترفض التأقلم مع الجو في أمريكا، فهي انطوائية و منعزلة عن أقرانها... و قد لبست الحجاب مؤخرا! مثلك... العيش في أمريكا يستوجب الكثير من المرونة للاندماج في المجتمع و بدء حياة جديدة... و إلا فمشاكل كثيرة ستكون في الانتظار!

تنفست الصعداء... الحمد لله أن سارة لم تتغير و حافظت على دينها هناك! فهي أيضا كانت صديقة مقربة لي. يا حبيبتي يا سارة... لم تستطع أن تتعود على نمط العيش الذي لم يناسب طبعها الرقيق و الخجول...

التفت إلي ثانية و قال :
ـ كنت قد أحضرت لك بعض الهدايا... انظري...
جذب حقيبته و أخرج مغلفا خاصا و مدني به. فتحته و العيون تتابعني... كان يحتوي عددا من القمصان الضيقة بدون أكمام ذات الألوان الصاخبة، و سروالا ذا شكل عجيب لا يمت إلى ما أعتبره "الذوق السليم" بصلة! و عددا آخرا من الإكسسوارات... أقراط و أدوات لتزيين الشعر... نظرت إليه مبتسمة، فبادرني قائلا :
ـ أردت أن أفاجئك بآخر التقليعات الأمريكية في عالم الأزياء... لكن يبدو أنك لا تريدينها، أو بالأحرى لا أظنها مناسبة "للوكك" الجديد...

أعدت إليه المغلف فتسلمه متضاحكا و قال :
ـ لا بأس... يبدو أنه ليس من نصيبك!

كان يبدو عليه الحزن و الأسف لأن مفاجأته لم ترق لي فقلت مغيرة الموضوع :
ـ المهم، طمنا عنك... كيف تسير الأمور معك؟

انشرحت أساريره و هو يقول :
ـ لقد تخرجت منذ سنة تقريبا من كلية التجارة... و قد فتحت مؤخرا مكتبا مع بعض أصدقائي للاستيراد و التصدير... و الأمور تسير بشكل مرض و الحمد لله...


مرت السهرة في أحاديث عائلية ممتعة و قد استعدنا الكثير من الذكريات المشتركة التي تضحكنا و تسلينا... لكن قلبي كان منقبضا جراء ما وصلت إليه حال أبناء عمتي من أثر التغرب و محاولة الاندماج في مجتمع قيمه مختلفة و أسلوب حياته مختلف...

في الصباح استيقظت كالعادة، و استعددت للذهاب إلى الكلية... ظننت أنني كنت أولى المستيقظين، لكن حين دخلت إلى المطبخ وجدت طارق يتناول إفطاره و أمي تقوم بتحضير إفطاري... رفعت حاجبي دهشة و أنا أحييهما فقال :
ـ تعودت على الاستيقاظ باكرا مذ بدأت العمل... فعلي اغتنام كل لحظة فيما ينفع!

نظرت إليه في إعجاب، ثم تناولت إفطاري على عجل و قمت مغادرة فلحقني قائلا :
ـ انتظريني سآتي معك...

التفتت إليه مستغربة فقال :
ـ أعلم أنك ذاهبة إلى الكلية، سأوصلك ثم أتمشى قليلا في المدينة...

نظرت إلى أمي التي هزت رأسها مشجعة و قالت :
ـ يوما سعيدا لكما...

يا إلهي... كيف سأخرج معه وحدنا و هو ليس من محارمي؟؟؟؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالأحد أكتوبر 18, 2009 2:50 am

الحلقة ال19

أخيرا ظهرت راوية!
نظرت إلي من بعيد و هي تتساءل في سرها عن الشاب الذي يقف معي و هو لم يتوقف عن الحديث مذ وصلنا و أنا مشغولة عنه بالمصيبة التي حلّت بي بعد أن رآنا حسام و انصرف غاضبا...

انتظرت أن تأتي إلي راوية على الفور، لكنها لعجبي الشديد، غيرت وجهتها و مضت نحو باب الكلية!!
ماذا دهاها؟ ألم ترني؟!
لكنها نظرت ناحيتي! مستحيل...

ـ انتظرني لحظة...
انطلقت إثرها دون أن أنتبه إلى أنني قاطعت طارق مرة أخرى خلال حديثه المشوق عن مغامراته في أمريكا...

ـ راوية... راوية... انتظري...

توقفت لتلقي التحية و أنا ألهث :
ـ كنت أنتظرك... ألم تريني؟

ـ بلى و لكنك بم تكوني بمفردك فلم أشأ التدخل...

ـ أنا في انتظارك كي تخلصيني من صحبته و أنت لا تريدين التدخل!!!

ضحكت راوية و هي تستمع إلى قصتي مع ابن عمتي الذي أصر على مرافقتي...
ـ و المصيبة أن حسام رآنا معا... و لم يشأ حتى أن يسلم علي بل انصرف غاضبا!

ـ طبعا... كيف كنت ستتصرفين إن كنت لمحته رفقة فتاة أخرى بمفردهما؟

تنهدت و قلت :
ـ المصيبة الأكبر هي أن طارق يعتبرني مثل أخته الصغيرة و يعاملني دون تحفظ!

نظرت إلي راوية متشككة :
ـ مثل أخته الصغيرة؟ هل أنت متأكدة؟!

هززت رأسي بشدة و أنا أؤكد :
ـ نعم يا راوية... أنت لا تصدقين؟ لقد كان طوال الطريق يحدثني عن طفولتنا و ذكرياتنا المشتركة... و كيف أنه حاول أن يتخيل كيف تغيرت...

بدا على راوية عدم الاقتناع :
ـ هذا لا يعني شيئا... أنت لا تعرفين شيئا عن نواياه و خبايا نفسه...

ثم قالت بصوت مكتوم و هي تنظر ورائي :
ـ يا أهلا و سهلا...

التفتت فوجدت طارق قد اقترب منا و بادرني في عتاب :
ـ أين ذهبت يا مرام؟... ثم ألا تعرفينني بصديقتك؟

عرفتهما بسرعة ثم تظاهرت بالحديث مع راوية حول أحد المراجع الذي يجب أن أمر لاستلامه من المكتبة. التفتت إلى طارق معتذرة و قلت :
ـ آسفة يا طارق... أظنني سأدخل إلى المكتبة الآن... أراك لاحقا...

ابتسم في تفهم :
ـ حسن... حظا موفقا... و انتبهي إلى نفسك... أراك على الغداء...

هزت راوية حاجبيها و هي تقول في ثقة :
ـ مرام... أنت في مأزق... نظراته إليك ليست بريئة البتة!!!


التقينا دالية في ساحة الكلية فركضت نحوها لأخبرها بما حصل مع حسام. و ختمت روايتي بقولي :
ـ لم أتوقع أبدا أن أرى حسام هنا اليوم... أليس يتابع تربّصه في المستشفى المركزية؟

ابتسمت دالية في أسف و قالت :
ـ نعم... لكنه جاء خصيصا اليوم ليراك قبل الذهاب إلى المستشفى! يا لأخي المسكين! كان عازما على الاتصال بوالدك هذا المساء لتحديد الموعد...

أحسست بالأسى للألم الذي سببته لحسام...
لقد أفسدت كل شيء! هل يغير رأيه بشأن لقاء والدي في نهاية الأسبوع؟

ـ أقسم لك يا راوية أنني لم أقصد إيلامه! لا ذنب لي فيما حصل... لم أرده أصلا أن يرافقني خارج المنزل... لكنه أصر و لم أجد وسيلة للخلاص منه...

أيدتني راوية قائلة :
ـ أفهمي حسام أنه ابن عمتها و لم يرها منذ أكثر من خمس سنوات لذا فهو يتصرف ببعض الغرابة و ليس في قاموسه حدود شرعية للعلاقة بين الأقارب من الجنسين خاصة أنهما أصدقاء طفولة...


عدت إلى المنزل بعد يوم متعب نفسيا و جسديا من المحاضرات و من التفكير في وضع حد لطارق حتى لا تتكرر حادثة اليوم في مستقبل الأيام...
دخلت إلى المطبخ مباشرة حيث وجدت أمي تعد طعام العشاء
ـ هل عاد طارق؟

ـ نعم... إنه مع ماهر في غرفته يجربان لعبة الفيديو التي أحضرها له من أمريكا... هل تريدين الانضمام إليهما؟

هززت رأسي نافية و أنا أقول :
ـ لا أبدا... أمي، هناك مشكلة! لا أريد أن يخرج معي طارق بعد الآن!

نظرت إلي أمي متعجبة :
ـ لكنه ابن عمتك و هو في ضيافتنا... كما أنكما صديقان منذ طفولتكما!

ـ نعم يا أمي... كناااا أصدقاء طفولة... لكننا كبرنا الآن... و كلمة صداقة لم يعد لها معنى في هذا السن بين الشاب و الفتاة... كيف يبدو شكلي و أنا أمشي في الشارع مع شاب؟! هل يجب أن أسرد على كل من يمر بي قصة حياتي و أردد : إنه صديق طفولة و لا شيء بيننا!! كما أنه تسبب في مشكلة مع حسام...

ـ هل تكلما؟

ـ لا أبدا... حسام انصرف غاضبا لأنه رأى طارق يوشوش في أذني...

قلت ذلك و انفجرت باكية... هرعت إلي أمي لتخفف عني فاستطردت و دموعي تسيل على خدي :
ـ ما الذي يقوله عني الآن و ماذا يظن بي؟ بل ربما يغير رأيه في مسألة الارتباط برمتها!

في تلك اللحظة دخل طارق إلى المطبخ و ما إن رآني باكية حتى جرى إلي و أمسك بيدي و هو يهتف :
ـ مرام... حبيبتي... ما بك تبكين؟!

سحبت يدي في حدة و صرخت :
ـ أرجوك... ابتعد عني!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالأحد أكتوبر 18, 2009 2:51 am

الحلقة ال20
تراجع طارق إلى الخلف و على وجهه علامات الذهول، و تسمّر في مكانه لا يبدي حراكا... غطيت وجهي بكفي و أجهشت بالبكاء من جديد و أنا أتمتم في أسف :
ـ آسفة يا طارق... لم أقصد إهانتك... لكنني في ورطة، و أنت تضعني في مواقف محرجة!

نظر إلي غير مصدق :
ـ أنا أضعك في مواقف محرجة؟! كيف؟! صدقيني لم أقصدك إيذاءك أبدا!

ربتت أمي على كتفي مهدئة ثم قالت وهي تهم بمغادرة المطبخ :
ـ أترككما لتحلا سوء التفاهم الذي بينكما في هدوء...

ثم ابتعدت في خطوات رشيقة...

قلت دون أن أرفع رأسي إليه :
ـ طارق... أنت أحرجتني... الآن حين أمسكت يدي... و في الصباح حين خرجت معي من المنزل... و أمام الكلية حين انحنيت لتوشوش في أذني... طارق نحن لم نعد أطفالا... و لم يعد بإمكاننا أن نتعامل مثل الإخوة لأننا كبرنا... و التزامي يمنعني من الخروج مع شاب أو الحديث معه على انفراد... حتى و لو كان ابن عمتي و صديق طفولتي... فالحدود الشرعية هي الحدود الشرعية و لا تقبل الاستثناءات...

كانت علامات الدهشة قد اختفت و راح ينصت إلي في انتباه و تفهّم، ثم اقترب مني مجددا و همس مواسيا :
ـ أفهمك يا مرام... أفهمك... و آسف حقا لأنني لم أراع مبادئك... صدقيني أنا أقدر تماما ردة فعلك... لكن لماذا لم تصارحيني بانزعاجك في الإبان؟! ظننت أننا اتفقنا على الصراحة بيننا...

ابتسمت و أنا أتذكر عهودنا الطفولية...
لكننا تغيرنا يا طارق و الدنيا من حولنا تغيرت...
الذكريات عفا عنها الزمن و لم تعد تعني شيئا كثيرا في الوقت الحاضر... عدا كونها ذكريات! نبتسم حين نتذكرها ثم نعود إلى الحاضر...
لكنك يا صديقي تتوقع أن يتجمد العالم في غيابك، فتجده كما تركته رغم مرور السنين...
ربما كانت تلك أحلى سنوات حياتك فتألمت لفقدها لذلك تحاول استعادتها بأية وسيلة حتى و أنت تعلم أن ذلك من ضرب المستحيل!

جلس طارق على الكرسي المجاور و هو يردف دون أن يدرك فحوى ابتسامتي التي صاحبت حواري الداخلي :
ـ أنت تعلمين أنني لا يمكن أن أسبب لك أدنى أذى عن قصد... لأنك...

ثم مستجمعا شجاعته :
ـ لأنك... غالية على قلبي... حتى أنني كنت أنتظر اللحظة المناسبة... لأحدثك في أمر ما...

أحسست بمصيبة قادمة، تحث الخطو نحوي!!!
و لم أكن مستعدة لمواجهتها فقررت الدفاع فورا... و بما أن الهجوم خير وسيلة للدفاع فقد ألقيت عليه قنبلتي... دون رحمة...

قاطعته قبل أن يسترسل في كلامه :
ـ هنالك شيء آخر يجب أن تعلمه يا طارق...

تطلع إلي مستفسرا فواصلت و أنا أتجنب نظراته :
ـ هناك شاب تقدم لخطبتي... و قد وافقت عليه مبدئيا... و من المقرر أن يقابل أبي في نهاية الأسبوع...

تجلت الصدمة في ملامحه و ابتلع ريقه بصعوبة و هو ينظر إلي محاولا التماسك. لكنني واصلت متجاهلة صدمته...

نعم لقد أدركت ما كان ينوي قوله... أدركت أن راوية كانت على حق حين شككت في نواياه تجاهي... و يؤلمني حقا أن أصده بهاته الطريقة... لكنني لم أضع حدا في اللحظة المناسبة، فصارت الردود الرقيقة غير مجدية لأنها تبقى غير حاسمة و قابلة للتأويل... فلأكن واضحة و صريحة... ألم نكن قد اتفقنا على الصراحة؟
فليكن!
كما أنها أسهل الطرق و أسلمها لي و له... حتى يتجنب كلانا الحرج الناتج عن المصارحة... و الرفض...
لذا كان يجب أن أوقفه قبل أن ينطق و أن أتفادى قدر الإمكان لحظة المواجهة...

و استرسلت في الكلام دون أن أواجهه لأعطيه مهلة استيعاب الأمر و تجاوز مفعول الصدمة :
ـ ... لكن رؤيته لك معي هذا الصباح أثارت تحفظه... و أخشى أن يغير رأيه... أنت تفهمني يا طارق... و لأنني أعتبرك أخي الأكبر و أعلم أنك تخاف على مصلحتي فقد صارحتك بقلقي... حتى لا يتكرر الموقف و سوء الفهم...


فجأة ارتفع رنين الهاتف، فوقفت بسرعة و اتجهت إلى البهو لأرد على المتصل...
إنها دالية...

ـ مرحبا دالية... كيف حالك؟

أجابت دالية بجدية و اهتمام :
ـ اسمعي مرام... لقد تكلمت مع حسام، و هو متضايق جدا من وجود ابن عمتك معكم في البيت! إنه يقول أن أباك مخطئ بالسماح لشاب أعزب أجنبي عنكم بالإقامة عندكم!

ـ لكنه ابن عمتي يا دالية... و هو ضيف عندنا و قد جاء من أمريكا لزيارتنا، فلا نملك أن نطرده!

ـ نعم... أعلم، لكن الوضع غير مقبول!!!

تنهدت في ضيق و هممت بأن أرد على دالية حين سمعت ضوضاء و وقع أقدام في الممر... تطلعت إلى المدخل الذي يمكنني أن أراه من حيث أقف...
سمعت صوت أمي أولا :
ـ و لكن يا طارق يا بني، كيف تغادرنا هكذا؟! انتظر حتى يعود خالك... ثم ألا تتناول العشاء معنا؟!

ـ شكرا يا خالتي... و لكنني قد اتصلت بأيمن ابن خالتي هيام و هو ينتظرني في محطة الحافلات... يجب أن ألحق به... شكرا على ضيافتكم، قضيت معكم وقتا ممتعا...

ـ أنت لست غاضبا من مرام؟!

ـ لا لا أبدا يا خالتي... كان مجرد اختلاف و قد حلت المشكلة و الحمد لله... لست متضايقا منها أبدا... و آمل أن لا أكون قد ضايقتكم بزيارتي المفاجئة...

ـ على الرحب و السعة... عد لزيارتنا قبل سفرك...

ـ إن شاء الله يا خالتي...
ثم حانت منه التفاتة إلى البهو... رآني فابتسم ابتسامة تجلت مرارتها... و حياني بيده قبل أن ينصرف و يغلق الباب خلفه...

كانت علامات الحزن بادية في صوتي و أنا أقول مخاطبة دالية :
ـ ها قد انصرف طارق من بيتنا... لم يعد هنالك داع للقلق...


والي لقاء آخر إن شاء الله
Smile
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
firing_dragon
عضو ممتاز
عضو ممتاز
firing_dragon


المساهمات : 661
تاريخ التسجيل : 07/01/2009
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالأحد أكتوبر 18, 2009 6:08 am

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله بجد فرحتوني اخيرا المنتدي نطق
واولا احب اشكر كتييييييييييييير جدا لليوميات الجميلة اوي دي

ومعلش للغياب الطويل
بس والله غصب عنا مشاكل سكن المدينة والكلية والنظام الجديد
اعولنا بقي
بس اهو الحمدلله المسائل بدات تظبط والحمدلله
وان شاء الله سنعود وبقوة من جديد وارجو الا يخيب الجميع ظني

وجزاكم الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 19, 2009 3:35 am

يااااااااااااااااااااه
انا مش مصدقة نفسي يا جماعه ......والفرحة مش سايعاني
باينلي بحلم Neutral Neutral Neutral
حمد الله عالسلامة cheers cheers cheers
احمدك يارب؟؟؟؟؟؟؟عقبال الباقي جميعا
ا
لي نفس الرجاء د.فيرنجbounce



الحلقه 21
ا
ستيقظت مبكرة اليوم على غير العادة... جهزت نفسي بسرعة ثم جلست إلى المكتب أقوم بمراجعة أخيرة للدروس التي استغرقت أياما و ليالي طويلة لفهمها و حفظها. ليس بإمكاني أن أراجع كل شيء فوقتي الضيق لا يسمح إطلاقا بالعودة إلى المراجع الكثيرة المكومة على مكتبي... لكنني رحت أقرأ في بضع وريقات دونت عليها ما تعسر علي استيعابه...

لكنني لم أستطع التركيز، فقد راح بصري ينتقل بصفة دورية بين الورقة و ساعة الحائط التي تعلن مرور الدقائق سريعا، مما يزيد من توتري...
رفعت رأسي و تنهدت
اللهم إني أسألك فهم النبيين و حفظ الملائكة المقربين

و عدت ألتهم الأسطر التهاما...
لم يبق الكثير من الوقت...
يجب أن أذهب الآن...
طويت وريقاتي و وضعتها في محفظتي. ربما تمكنت من المراجعة لاحقا إذا توفرت لدي بضع دقائق قبل دخول قاعة الامتحان.


وصلت إلى الكلية فوجدت راوية صحبة بعض الزميلات يراجعن معا نظام عمل الخلية. استمعت إليهن قليلا... جيد، يمكنني الإجابة بسهولة على هذا الجزء من الدرس. فلأعد إلى أوراقي...

أخرجت دفتري و أبحرت فيه قبل أن يوقظني صوت راوية و هي تنظر في الورقة التي بين يدي :
ـ اممم... يبدو أنك قد راجعت جيدا... فأنا لم أملك الوقت حتى لأتم الأجزاء الأكثر أهمية من الدرس... فما بالك بالحالات الاستثنائية و التفاصيل الثانوية!!!

ابتسمت و أن أهز رأسي :
ـ الحمد لله، لقد بدأت المراجعة باكرا... لكن حجم المادة الدراسية ضخم للغاية و لا يمكن الإلمام به مهما حاولت!! فكما ترين، أجد صعوبة مع الكثير من النظريات...

وقلبت الأوراق أمامها ثم هززت كتفي في لامبالاة و استطردت :
ـ على أية حال، كل منا سيدخل الامتحان بما استقر في رأسه... كثر أم قلّ... و لا سبيل إلى التحسر الآن!

نظرت إلي راوية في تمعن ثم ابتسمت قائلة :
ـ مرام... هل تجلسين إلى جانبي؟

قلت في غير اكتراث :
ـ طيب...

فقالت مستفسرة :
ـ ماذا راجعت أيضا؟ كي أعلم في أي الأجزاء يمكنني أن أعتمد عليك...

نظرت إليها مستغربة ثم ابتسمت و قد أدركت أنها تمزح :
ـ قولي أنت أولا! فيم يمكنك مساعدتي... فأنا لا أقدم الخدمات دون مقابل!!

قالت في حركة مسرحية :
ـ كل معلوماتي تحت أمرك و ملك يدك... يكفي أن ترضي عنا يا آنستي!

ثم أردفت ضاحكة :
ـ و تعاونوا على البر و التقوى!

شاركتها الضحك، ثم دخلنا القاعة سوية.

جلسنا في مقعدين متقاربين و أخذنا نستعد... أخرجت الورق و القلم و حفظت الدفتر في الحقيبة.
بعد لحظات دخل المشرفون على الامتحان و شرعوا في توزيع أسئلة الامتحان. أغمضت عيني و رحت أستذكر أدعية الامتحان
اللهم أدخلني مدخل صدق و أخرجني مخرج صدق و اجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا
اللهم اشرح لي صدري و يسر لي أمري
بسم الله توكلت على الله لا حول و لا قوة إلا بالله...

تنفست بعمق ثم نظرت إلي راوية التي بادلتني ابتسامة واثقة و همست كل منا للأخرى :
ـ وفقك الله...

ثم تناولت الورقة و بدأت العمل...

مرت الدقائق تلو الدقائق و أنا لا أكاد أرفع رأسي عن الورقة. الاختبار طويل و الوقت ضيق و كل دقيقة ضائعة تحسب عليّ!
توقفت عند سؤال استعصى علي... اللهم علمني ما جهلت و ذكرني ما نسيت...

كنت أحاول التركيز قدر الإمكان و استرجاع الدرس في ذاكرتي رويدا رويدا علني أعثر على النقطة التي تدلني على الحل...

فجأة تناهى إلي همس خافت... رفعت رأسي فوجدت راوية تناديني! التفتت إليها مستغربة. كانت تمد إلي ورقتها مشيرة إلى السؤال الذي أعياني البحث فيه. لم أفهم قصدها في البداية... لكنها كانت تعرض علي المساعدة!

أشرت إليها بأن ترجع ورقتها قبل أن يتفطن المراقب و يمسكها متلبسة!
هزت كتفيها و كأنها تقول : كما تشائين...

عدت إلى ورقتي من جديد و قد بدأت الرؤية تتضح أمامي و لم ألبث أن وجدت الحل فكتبته في سرعة و على شفتي ابسامة جذلى و انتقلت إلى السؤال الموالي.

لم ألبث أن سمعت همسا من جديد... إنها راوية ثانية!
كانت تشير إلى سؤال تعسر عليها الإجابة عنها... و لكن... هل تتوقع مني أن أمرر إليها ورقتي لتنقل منها الأجابة؟!
إنها بالفعل تطلب الورقة!

ـ لا تقلقي سألقي نظرة و أعيدها قريبا...

تلفتت فإذا المراقب في ركن بعيد لا يمكنه رؤيتنا منه...
يا إلهي ماذا أفعل؟!!!


عدل سابقا من قبل Snow_white في الإثنين أكتوبر 19, 2009 3:49 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 19, 2009 3:48 am

الحلقة 22

كانت راوية تنتظر ردي أو أن أمد إليها ورقتي
لا يمكن أن أفعل هذا مهما حصل! حتى لو كان المراقب بعيدا عنا فعين الله ترقبنا
صحيح أنني لست من يحاول الغش، لكنني أكون قد ساعدت على الغش
يجب أن أفهم راوية الأمر بعض الفرض حتى لا تتكرر الحادثة
لكن الآن ما العمل؟
ستغضب مني إن تجاهلتها أو رفضته,كما أنه ليس الوقت و لا المكان المناسب لتقديم المواعظ


عقدت حاجبي و نظرت إلى راوية مستفسرة و قد بدا على وجهي علامات عدم فهم قصدها
استمرت تحاول التفسير مشيرة إلى الورقة و محاولة توضيح رقم السؤال بأصابعها, هززت رأسي و كأنني أقول : لا أفهم شيئا من إشاراتك!!!
ثم أشحت بوجهي و عدت إلى ورقتي حين لمحت المراقب يقترب


بعد بضع دقائق عادت همسات راوية
لكنني كنت قد قررت تجاهلها تماما، كأنني لم أسمع شيئا...لكنني في نفس الوقت لم أستطع التركيز على الأسئلة التي أمامي، فقد كنت أشفق على راوية التي لم تستطع مراجعة كل الدروس بسبب زفاف أختها لكن ما حيلتي!


اقترب وقت الاختبار على الانتهاء و كانت راوية قد يئست مني و توقفت عن مناداتي منذ زمن
أعلن المراقب انتهاء الاختبار فوقت لتسليم و رقتي. كانت راوية لا تزال تعصر أفكارها محاولة الإجابة على الأسئلة المتبقية. سلمت ورقتي و خرجت من القاعة و كان عدد من قليل من الطلبة لم يغادر القاعة بعد في محاولات أخيرة يائسة لإيجاد الحل الدي عجز عنه في ساعات في ثواني!! مع تصاعد التوتر من نداء المراقب و تهديده بمغادرة القاعة و حركة الجيئة و الذهاب من طرف الطلبة الذين يسلمون أوراقهم و يجمعون أدواتهم و يتحدثون بصوت عال


وقفت خارج القاعة في انتظار راوية
و أخيرا رأيتها مقبلة و هي تزفر في قلق. توجهت نحوها مبتسمة :
ـ و أخيرا خرجت ألم...


بترت عبارتي حين وجدتها تشيح بوجهها تبتعد عني في خطوات سريعة!!
تسمرت في مكاني من الدهشة.. ما الذي حل بها؟
لحقت بها و أنا أناديها :
ـ راوية... انتظري!


لكنها تجاهلتني و بات من الواضح أنها غاضبة مني فعلا!
أسرعت و أنا على وشك الركض في الساحة و أمسكت بذراعها لأوقفها :
ـ ماذا دهاك؟! توقفي و كلميني!


التفتت إلي و قد بدت عيناها محمرتان و هي على وشك البكاء :
ـ اتركيني الآن..لست مستعدة للكلام مع أحد!


أفلتت ذراعها و قلت بعد تردد قصير :
ـ راوية..أنا آسفة بالنسبة للامتحان..لم يكن بإمكاني أن..


قاطعتني في شبه صراخ :
ـ قلت لا أريد أن أسمع شيئا!


كانت تتنفس بسرعة و عصبية..استطردت بعد لحظات :
ـ أنت تجاهلتني..و رفضت مساعدتي، مع أنك تعلمين أنني في أمس الحاجة إلى تقدير هده المادة..هل هده هي الصداقة في نظرك؟!


أمسكت يدها في توسل و شفقة :
ـ و لكن يا راوية هدا اسمه غش..


هتفت غاضبة :
ـ الضرورات تبيح المحظورات!!!


ثم ركضت مبتعدة..لم أملك أن ألحق بها ثانية.. فلأتركها لتهدأ، ثم سنتحدث باتزان..
لمحت دالية أمام الكلية، حييتها بيدي من بعيد فاقتربت مني مبتسمة و هتفت :
ـ كنت أبحث عنك..كيف سار الامتحان اليوم؟


ـ الحمد لله..بخير إن شاء الله


ـ الحمد لله...أنا أيضا متفائلة بما قدمت.. المهم... أنا هنا في مهمة!


ثم غمزتني ضاحكة..فتسارعت دقات قلبي..
ـ احم..الدكتور حسام سيزوركم مساء الغد على الساعة السادسة..و قد كلفني بالقيام ببعض التحريات..


ـ تحريات؟!


ـ نعم..فهو يريد أن يعرف إن كان والدك على علم بكل التفاصيل،و إن كان يعتبر هاته الزيارة لمجرد التعارف أم أنه ينتظر منه الحديث في موضوع الخطبة مباشرة؟


سكتت قليلا مفكرة :
ـ المفروض أن أمي أعلمت أبي بكل التفاصيل.. تقريبا..لكن لا أدري إن كان يريد الدخول في لب الموضوع مباشرة قبل أن يتعرف على حسام و يسأل عنه..


ضحكت دالية و هي تقول :
ـ المشكلة أنه يجهل تماما ما يجب فعله و قوله في مثل هاته المناسبات!!


ـ فليسأل والدك!


ـ أنت تعلمين أن العادات تتغير من جيل إلى آخر..كما أن والدي مسافر هاته الأيام


ـ أليس له صديق خطب مؤخرا؟ قولي له أن يحضر معه أحد أصدقائه أو أقاربه حتى لا يحس بالحرج بمفرده


ـ لا أظن..هو لا يريد أن يعرف أحد بالقصة قبل أن تتم الخطبة رسميا..فقد قرر أن يذهب بمفرده! لكن عنده سؤال آخر..هل قاعة الجلوس عندكم مفتوحة أم منفصلة عن بقية الغرف؟


نظرت إليها في دهشة ثم انفجرت ضاحكة :
ـ هل يخشى أن ينصت إلى حديثه أحد ما؟!


ـ بل قولي يتمنى أن يأتي لنجدته أحد ما إن لم يستطع السيطرة على الموقف!!


ضحكنا في مرح و قلت :
ـ قولي له أن قاعة الجلوس منفصلة..لكن من يرغب في استراق السمع يمكنه الوقوف في الحديقة أمام إحدى النوافذ أو في الممر.


ـ سؤال أخير..هل سيكون هنالك أحد آخر غير والدك في استقباله؟


ـ لست أدري إن كان أخي ماهر سيقحم نفسه في الموضوع..لكن ربما حضر عمي..لست متأكدة..


ـ إذن لا يمكنك المساعدة في شيء!! جميع الإجابات لا أدري!! سيقول عني أنني متحرية فاشلة!!


ضحكنا من جديد ثم افترقنا قريبا من بيتنا.


كنت أفكر في راوية..كيف سأسترضيها؟
دخلت غرفتي واستلقيت على ظهري وغفوت قليلا.
اسيقظت بعد فترة وجيزة منتفضة بعد أن رأيت كابوسا مزعجا!! كيف أنام مرتاحة البال و صديقتى المقربة غاضبة مني؟!


وقفت بسرعة و طلبت رقمها على الهاتف الجوال..انتظرت لحظات قبل أن يفاجئني صوت أمها!!
ـ مرحبا مرام..كيف حالك و كيف حال والدتك؟ راوية متعبة قليلا و قد طلبت مني أن أجيب على الهاتف..


ـ سلامتها..هل هي بخير؟


ـ لا تقلقي..مجرد تعب سيزول قريبا..


وضعت السماعة في أسف..
راوية لا تريد أن تكلمني !!! ماذا أفعل ؟!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
firing_dragon
عضو ممتاز
عضو ممتاز
firing_dragon


المساهمات : 661
تاريخ التسجيل : 07/01/2009
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 23, 2009 3:52 am

جزاك الله خيرا..........قصة ولا اروع
اين التكملة؟؟؟؟؟؟؟.........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالسبت أكتوبر 24, 2009 1:51 am

الحلقة ال23[b]

كان مساءا حزينا ثقيلا على نفسي... لم أنقطع عن التفكير في الأحداث المحيطة بي...
تألمت لبعد راوية عني في هاته اللحظات الحاسمة في تاريخ حياتي... فغدا يتقرر مصير علاقتي بحسام
لم أتخيل أن يمر حدث كهذا دون أن أتبادل أحاديث طويلة مع راوية حوله في قلق و ترقب و أمل... فنضع جميع التوقعات و نتناقش حولها... فتخفف عني و تطمئنني و تدخل الراحة على قلبي بأسلوبها الهادئ الرصين...

إنها صديقتي المقربة مند سنوات طويلة و هي أكثر من يفهمني و ينصحني و يكون إلى جانبي في وقت الشدة...
هي من أستشير في كل أمر، إضافة إلى أمي...
و هي من يخرجني من المآزق الحرجة بأفكارها المبدعة و اقتراحاتها المتميزة
و هي من يحس بي حين أتضايق، و يسهر على راحتي حين أمرض...

كنت في قلق شديد... من قدوم حسام إلى بيتنا مساء الغد...
و من غضب راوية مني و هي التي لم تغضبني يوما!

جلست في غرفتي متفكرة، و وجهي بين كفي... كيف أتصرف؟! إنها لا تريد الاستماع إلي و لا تجيب على الهاتف...

دخلت أمي فوجدتني على تلك الحال. نادتني قائلة :
ـ ألا تنضمين إلينا للعشاء؟ والدك ينتظر...

رفعت رأسي دون أن يبدو علي الحماس للفكرة :
ـ شكرا لك يا أمي... و لكنني لست جائعة...

ابتسمت و قالت مداعبة :
ـ لست جائعة أم... هناك ما يشغلك...؟

لم أجب و تنهدت في حزن فاستطردت في حنان و هي تقترب لتجلس على حافة الفراش :
ـ ما بال صغيرتي قلقة؟ دعي الأمر على الله... فإن كان هنالك نصيب فكل شيء سيسير على أحسن ما يرام... ألم تستخيري؟ إذن لا تشغلي بالك...

هززت رأسي مؤكدة :
ـ نعم يا أمي فالاستخارة حولت قلقي إلى راحة و أنا متوكلة تماما على الله... لكنني لا أستطيع أن أمنع نفسي من التطلع إلى ما سيحصل بين أبي و بين حسام غدا...

صمتت قليلا ثم أردفت :
ـ لكن ليس هذا كل شيء...

و قصصت عليها مشكلتي مع راوية...

ابتسمت أمي و قالت :
ـ من العادي أن تحدث خلافات بين الأصدقاء لتغيير رتابة العلاقة... لكن المهم أن لا يأخذ الأمر أكثر مما يستحق من الاهتمام... و أعلم أنك لا تستغنين عن راوية... و راوية لا تستغني عنك, لذلك أنا واثقة من أن الحكاية ستنتهي قريبا على خير...

جلست على ركبتي و أنا أقول في حماس و اهتمام :
ـ أمي... ألا يمكنك التدخل؟ لم لا تتصلين براوية و تحاولين إقناعها بأن الغش في الامتحان لا يجوز... و أنني لم أقصد ازعاجها أو التخلي عنها... بل أردت مصلحتها... إنها تحترمك و تسمع منك...

هزت أمي رأسها علامة عدم الموافقة :
ـ لا يا حبيبتي لا... المشكلة بينك و بينها و لا يجب أن تتدخل فيها أطراف أخرى مهما كانت قريبة منكما... حتى تحس راوية بخصوصية علاقتكما و مشاكلكما... و لا تجرح إن انتشرت القصة عن خطئها... خاصة أنني واثقة أنها ما إن تهدأ و تفكر بهدوء ستدرك خطأها. لذا أعطها الفرصة لتراجع نفسها...

ـ يعني لا أحاول معاودة الاتصال بها؟

ـ ليس الآن... اتركيها إلى الغد... ستكون قد حصلت على الوقت الكافي للتفكير... كما تكون حالتها النفسية تحسنت من جراء الامتحان الذي تعثرت فيه...

ابتسمت و قد بدا لي كلام أمي مقنعا و مطمئن
ا
أمسكت أمي بيدي و هي تقول :
ـ و الآن تعالي لتناول طعام العشاء... أكيد أن شهيتك قد تحسنت!
وقفت و ابتسامة صغيرة تعلو شفتي... نعم الصديقة أنت يا أمي...


لم يثر أبي الموضوع على العشاء إطلاقا و لم يسألني شيئا عن علاقتي بحسام. أما أخي ماهر فقد كان يزعجني بملاحظاته و تعليقاته السمجة!! كأنه وجد الفرصة ليحرجني و يضايقني...

ـ كيف يبدو شكله؟ طويل أم قصير؟ سمين أم نحيف؟ أتصوره نحيفا و قصير القامة... يرتدي نظارات سميكة... مثل أغلب طلبة الطب!!

ثم ينفجر ضاحكا فألمزه بمرفقي ليهدأ. و حين يضبطه أبي في شقاوته يتظاهر بأنه يأكل و يكتم ضحكه بصعوبة...


استيقظت مبكرة في الغد... و الحقيقة أنني لم أنم كثيرا! مع أنني أعلم أنه لا داعي للقلق... كأنني سأمر بامتحان عسير... لكن حسام هو من سيمر بالامتحان...
امتحان أبي!!
فأبي لم يكن متحمسا لمسألة الخطوبة في مثل هذا الوقت... و هذه السن. خاصة أن كلانا لم ينه دراسته بعد. حسام بقيت أمامه سنة واحدة لينهي الجزء النظري من الدراسة، ثم يبدأ التدريب المتواصل في المستشفى...
و لولا أن أمي أقنعت أبي بأنه شاب متميز و أن عليه أن يلتقيه قبل إعلان رفضه لما أعطى الأمر أهمية أبدا بل لكان أنهى القصة منذ البداية مثلما فعل مع عدد من الخاطبين في السابق متعللا بصغر سني...
و الحقيقة أنني لا ألومه، فأنا في السنوات الماضية لم أكن أفكر في مسألة الارتباط أصلا، بل كنت مقتنعة إلى أنني في مرحلة تطور فكري و قد أغير رأيي...
كما أن أبي لم يكن ليرفض شابا يراه صالحا لي... بل أظنه كان يتعلل بمسألة السن حتى لا يجرح الشاب و لا يفتح الباب للخاطبين في نفس الوقت...


الهاتف يرن...
إنها دالية :
ـ كيف حالك اليوم؟ هل أنت مستعدة؟

قلت متضاحكة :
ـ بل أسأل عن حال الدكتور! هل جهز خطابه جيدا؟ فالاختبار الذي سيجتازه اليوم ليس ككل الاختبارات!

ضحكت دالية بدورها و هي تقول :
ـ يعني كأنك لست معنية بالاختبار! أراهن على أن راوية عندك ترفع لك المعنويات!!!!!
سكتت و قد تلاشت ابتسامتي
ـ راوية؟! إنها لم تأت بعد سأتصل بها بعد حين...
وضعت السماعة و سارعت للاتصال براوية. فلنر كيف ستستقبلني؟؟؟؟؟...[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالسبت أكتوبر 24, 2009 1:53 am

الحلقة 24
استمعت إلى رنين الهاتف من الطرف الآخر في قلق و انتظار... ترى هل ستكون راوية من يرفع السماعة... أم ستولي أمها المهمة مرة ثانية؟!

ما لبثت أن سمعت صوتا مبحوحا مترددا يقول :
ـ السلام عليكم و رحمة الله...

إنه صوت راوية!!
ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته... راوية ما بال صوتك؟ هل أنت بخير؟

تنحنحت قليلا و هي تقول في بساطة :
ـ لا، لا تقلقي... إنها نزلة برد خفيفة...

ران صمت ثقيل بيننا قبل أن أهتف دون سابق إنذار :
ـ راوية... أنا منفعلة و قلقة جدا... حسام سيقابل أبي اليوم!!

هتفت بدورها في حماس :
ـ حقا؟! نعم... لقد نسيت الحكاية!

ـ أرجوك راوية... هل يمكنك أن تأتي؟

أجابت دون تردد :
ـ أنا قادمة حالا!

وضعت السماعة و أنا لا أصدق ما حصل... لم أكن أظن أن المشكلة ستنتهي بهاته البساطة... كانت ابتسامتي العريضة تزين وجهي حين دخلت أمي فتطلعت إلي باسمة و غمزت كأنها تقول لي :
ـ ألم أقل لك أن بعض الوقت سيحل الإشكال!


وصلت راوية بعد حوالي نصف ساعة. سلمت على أمي ثم دخلنا إلى غرفتي كالعادة. نظرت إليها محاولة أن أستطلع ما تفكر فيه...
وقفت في منتصف الغرفة مطأطأة الرأس و قالت في خجل :
ـ أنا آسفة يا مرام على ردة فعلي العصبية البارحة... أظن أنني بالغت قليلا!

عانقتها في فرح و قد أوشكت عيناي أن تدمعا :
ـ لا بأس يا حبيبتي المهم أنك فهمت قصدي في النهاية و أنني لا أريد لك إلا الخير...

عانقتني في حنان لبرهة... لكنها تراجعت فجأة و نظرت إلي في تحفز كأنها تذكرت أمرا ما :
ـ لكن هذا لا يمنع أنه كان بإمكانك إعطائي الجواب ثم شرح الأمر لي!! يعني في تلك الظروف، و مع الاختبار الذي حبس أنفاسي، هل تظنين أنني من الممكن أن أستوعب شيئا من مواعظك؟!

ـ و لكن يا راوية يا حبيبتي... الخطأ يبقى خطأ! هل سنعود إلى نفس الجدال الآن؟!

ـ طيب... لن نتناقش في المسألة ثانية...

جلسنا على الفراش... و فجأة ارتفعت الوسادة في خفة لتصيب رأسي مباشرة في ضربة موفقة من طرف راوية :
ـ و بعد كل هذا تنتظرين إلى اليوم لتصالحيني؟! كنت أنتظر مكالمتك طوال الليل!

نظرت إليها في دهشة :
ـ لكنك رفضت التحدث إلي حين اتصلت البارحة!

أشاحت بوجهها و عقدت ذراعيها أمام صدرها :
ـ كان يجب أن أتدلل قليلا، لأعرف معزّتي عندك...

ثم التفتت إلي في حدة و هي تقول :
ـ لكنك تجاهلتني ليلة كاملة!

أغرقت في الضحك و أنا أقول :
ـ أردت إعطاءك الوقت الكافي لتفكري و تستعيدي هدوءك... لمَ لم تقولي أنك كنت تنتظرين مكالمتي بفارغ الصبر؟! و أنه أصابك السهاد و أنت تفكرين في؟! كنت طرت إليك يا عزيزتي! رنة واحدة على الهاتف الجوال كانت تكون كافية لأفهم!

انقضت إلي تهوي على رأسي بالوسادة :
ـ و تسخرين مني أيضا!! طيب... أنا المخطئة! كان يجب أن أعذبك حتى أرضى!

ثم ارتفع ضحكنا في مرح طفولي عذب...


طرق الباب طرقات خفيفة... كان قد مر على قدوم راوية بضع ساعات لم ينقطع حديثنا خلالها... ارتفع صوتي لأسمح للطارق بالدخول
أطل وجه أخي ماهر و قال في مشاكسة :
ـ أنا ذاهب الآن لاستقبال الدكتور حسام في المحطة و إحضاره إلى هنا... هل تريدين أن أبلغه شيئا ما قبل دخوله الاختبار؟!

احمر وجهي فجأة... لكنني تمالكت نفسي بسرعة نظرت إليه في حدة وقلت في لامبالاة :
ـ شكرا على مبادرتك اللطيفة... يمكنك الانصراف الآن!

وقفت لأغلق الباب خلفه... تناهى إلي صوت حديث قادم من الرواق... كان أبي يتحدث إلى أمي في ضيق :
ـ لمَ هو مستعجل إلى هاته الدرجة؟ لا زال أمامهما الكثير من الوقت ليتما دراستهما ثم ليجد عملا مناسبا و يكون قادرا على فتح بيت و إعالة زوجة و أبناء!

همست أمي في رجاء :
ـ الشاب قادم بعد حين... اسمع منه قبل أن تحكم عليه...

ـ لن يغير ذلك في الأمر شيئا... لا يمكن أن أوافق على طالب لم يضمن مستقبله بعد! هل تريدين أن أسلمه مستقبل ابنتي بهذه السهولة؟!

ثم استطرد في حزم :
ـ ما كان يجب أن يكلف نفسه عناء القدوم... الرفض أمر محتم!

أغلقت الباب و عدت إلى راوية و قد اصفر وجهي... بادرتني في قلق :
ـ ما بك يا مرام؟ ما بال لونك قد تغير؟

جلست مطرق و قلت :
ـ أسأل الله أن يمر لقاء اليوم على خير...
وصل عمي مراد قبل دقائق من وصول حسام...

كنت قد حرضت أمي على إقناع أبي بدعوة أحد أعمامي إلى الجلسة حتى لا يرتبك حسام إدا كان اللقاء تحقيقا صارما وجها لوجه مع أبي! فقام أبي بدعوته لأنه أكثر إخوته قربا منه و أعمقهم صلة بكل ما يحدث في عائلتنا المصغرة... و كنت قد ارتحت نوعا ما لأن عمي تزوج صغيرا في السن بعد تخرجه مباشرة و قد ساعده إخوته كثيرا و أقام مع أهل زوجته لأنه ظروفه المادية حينها لم تكن تسمح له بالحصول على سكن مستقل... و هو الآن سعيد مع زوجته، كما أنني أجدها قريبة مني أكثر من أي واحدة من أزواج أعمامي أو حتى عماتي... كما أن عمي مراد يحبني كثيرا...

كل هاته المعطيات جعلتني أطمئن إلى حضوره، فهو أكثر من قد يتفهم وضعيتنا...


كنت قد رتبت غرفة الجلوس جيدا و زينتها بالزهور و مسحت الغبار في كل ركن، بل أمعنت النظر من كل زاوية لأتحقق من لمعان الأرضية، و من وضعية الوسادات المتربعة على الأرائك، و من شكل الستائر النصف مسدلة... و من صفاء بلور النوافذ... كان عملا مضنيا حقا! حتى أن أمي أعلنت أن غرفة الجلوس لم تكن يوما بمثل هذا الجمال و الترتيب!!
طبعا... فمناسبة اليوم لا تتكرر كثيرا! إنها أول مرة يدخل فيها حسام إلى بيتنا!

دخل عمي مراد إلى الغرفة لكنه ما لبث أن هتف :
ـ الجو خانق هنا! الطقس حار جدا اليوم!

هز أبي رأسه موافقا :
ـ نعم... لا يمكن أن ندخل الضيف إلى هنا... سنجلس في الحديقة...
سارعت أمي بتنظيف المقاعد في الحديقة الأمامية و فرشت غطاء مشرقا الألوان على الطاولة...

أما أنا فقد أحسست بخيبة لجهدي الضائع دون طائل!!
رن هاتفي الجوال... إنه ماهر...
ـ ما الأمر؟

ـ لم أجد العريس!!!

ـ لم تجده؟ كيف ذلك؟ قال أنه سيقف عند مدخل المحطة و سيرتدي سترة سوداء...

ـ لا يوجد أحد بهاته المواصفات هنا... هل تراه غير رأيه و عدل عن القدوم؟

ـ ما الذي تقوله؟! لا يمكن! انتظر قليلا ربما تأخر...

ـ لا يا أختي الحبيبة... ليس لدي وقت أضيعه معك و مع خطيبك الذي لا يحترم مواعيده! لدي مهام كثيرة متعلقة يجب أن أنصرف إليها!

ـ انتظر! لن تنصرف هكذا!!!!

لكنه أغلق الخط في وجهي!!!! جن جنوني... يا إلهي! ما جنتيه حتى تبتليني بأخ كهذا!!!

في تلك اللحظة فتح باب الحديقة الأمامية و سمعت صوت أخي ماهر يتحدث إلى أبي و عمي و بدا أن الجميع يرحبون بضيف ما!!!
هكذا إذن! يلعب بأعصابي و يغيظني! سوف يرى!!!
ما إن دخل إلى المنزل حتى سارعت أمسك بخناقه و أهزه بشدة :
ـ تسخر مني؟! طيب! خذ هذه و هذه...

ارتفع ضحكه و هو يتلقى مني اللكمات و الركلات
ـ أردت أن أختبر ردة فعلك... حتى حسام كان مغرقا في الضحك!!

سارعت راوية للوقوف وراء النافذة المطلة على الحديقة التي كانت نصف مغلقة. كان من الصعب أن ترى بوضوح وجوه الجالسين في الحديقة لأن زاوية النظر حادة لكن الأصوات كانت تصل نوعا ما... لحقت بها ثم تبعتنا أمي و تطاولت أعناقنا في محاولة للإنصات إلى الحديث الذي يدور في الخارج...

كان يبدو أنهم يتعارفون في ود و هدوء كأي أشخاص مسالمين وديعين ليست لديهم أفكار مسبقة و لا نوايا خفية... و اتضح بسرعة أن أبي و حسام كانا يتحدثان بتلقائية في مواضيع سياسية و فكرية و اجتماعية عامة... في حين جلس عمي مطرقا و قد غاص في كرسيه المريح... يغمس البسكويت في كأس العصير ببطء... كمحقق ينصت إلى ما يدور حوله باهتمام، متظاهرا باللامبالاة حتى لا يلاحظه أحد!

فجأة ساد صمت ثقيل على الجلوس... فحبسنا أنفاسنا خلف النافذة حتى لا يحسوا بوجودنا... و أخيرا بادر أبي قائلا :
ـ إذن يا بني... كيف تعرفت على مرام؟!

أحسست بتوتر شديد و لم أستطع الإنصات أكثر... فها قد بدأ التحقيق!
غادرت القاعة مسرعة و أغلقت على نفسي غرفتي و لبثت أذرعها جيئة و ذهابا في قلق...

بعد دقائق قليلة لحقت بي راوية و احتضنتني و هي تهتف في حماس :
ـ إنه حقا متحدث بارع!

نظرت إليها في لهفة :
ـ حقا؟! كيف ذلك؟

ـ عمي لم يقدر على تعجيزه! كلما سأله سؤالا أقام حجاجا متينا و مقنعا... لا بل أنه كان يخمن في كل مرة الجواب الذي ينتظره والدك و يرد عليه و يفسر وجهة نظره في لباقة... حتى أنه لم يتردد و لم يتلعثم... ثقته في نفسه عالية! كما أن ثقافته الدينية و الفكرية لا يختلف فيها اثنان...

تنهدت في ارتياح و اتسعت ابتسامتي

ـ تعالي يبدو أن الحوار يزداد تشويقا... تركتهما يتناقشان حول معاملة الزوج للزوجة و احترام كل منهما لحقوق الآخر!

تبعتها في خطوات سريعة و اتخذنا موقعنا كالعادة... كان حسام يتحدث عن تخطيطه لمستقبله و مشاريعه المهنية و أبي ينصت في اهتمام... ثم قاطعه قائلا :
ـ إنها مشاريع طموحة يا بني... أتمنى لك تحقيقها... لكنها تبقى مجرد مشاريع وهمية لا يمكن بناء أسرة على أساسها، فلا شيء منها مضمون...

ـ و لكن يا عمي... الأحلام لا تتحقق بين ليلة و ضحاها و يلزمها الكثير من الصبر و العزيمة ((و إن تعلقت همة المرء بما وراء العرش لناله))... كما أنني لا أتصور أنك يا عمي قد بنيت هذا البيت و وفرت كل المرفقات التي فيه قبل الزواج... فالرجل يحتاج إلى زوجة عاقلة إلى جانبه، تشاركه طموحه و تبني معه أحلامه خطوة بخطوة... و بذلك تكتمل سعادتهما... أم أنك ترى من الأفضل أن أعتمد على والدي في توفير السكن و العيادة؟ و لكنني لا أرضى لنفسي أن أعيش عالة على والدي... فهو حقق نجاحه بنفسه و أنا أيضا قادر بإذن الله على تحقيق نجاحي بنفسي... و ماذا إن كان والدي غير قادر على مساعدتي؟

أطرق أبي في اهتمام دون أن يجيب، في حين لم يترك عمي وضعيته المريحة لكنه اكتفى برفع رأسه ليتفحص ملامح الشاب الذي يجلس إلى جانبه، و التي كانت تنطق بمعاني التحدي و الثقة...

أما راوية فقد شدت على يدي في حماس و سعادة و هي تهمس :
ـ لقد كان رائعا!!!

كان قلبي يخفق بشدة... هل سينجح في تغيير وجهة نظر أبي الذي كان عازما على الرفض منذ البداية؟!

استمر الحوار طويلا... أكثر مما كان متوقعا، بالنسبة لمن كان يعزم على الرفض!
و كان حوارا ممتعا حقا لكل من تابعه... فقد بدا أن التلميذ النجيب نجح في حل أسئلة الاختبار القاسي الذي تعرض له!!!

كان الوقت قد تأخر و أوشكت الشمس على التواري وراء الأفق حين أنهيت الجلسة دون التوصل إلى عقد اتفاق يرضي الطرفين! فحسام كان يحاول جاهدا استخراج كلمة موافقة مبدئية من أبي الذي كان مصرا على المحافظة على الغموض...

جريت لأختفي في غرفتي رفقة راوية حتى لا أواجه أبي بعد انصراف حسام... و لبثنا ننتظر في قلق النطق بالحكم النهائي... و يبدو أن المفاوضات قد استمرت في قاعة الجلوس بين أعضاء هيئة القضاء الذين انضمت إليهم أمي...

مضت أكثر من ساعة قبل أن تدخل علينا أمي فتطلعنا إليها في لهفة و تشوق فقالت مبتسمة :
ـ يبدو أنه قد حاز على إعجاب والدك و عمك فكلاهما أعجب به... لكن...

اختفت علامات الفرح من وجهي و ارتسم عليه القلق :
ـ و لكن ماذا؟

ـ و لكن من الصعب إعطاء موافقة رسمية الآن لأنه لا يزال طالبا... فليتم دراسته أولا، ثم لنا حديث آخر...

ـ و لا حتى موافقة مبدئية؟؟

ـ و لا حتى موافقة مبدئية! لا موافقة و لا رفض!

ـ و ما رأي عمي في الموضوع؟

ـ في الحقيقة هو من اقترح الهدنة لمدة سنة حتى تتضح الأمور أكثر...

طأطأت رأسي في خيبة... فربتت راوية على وجنتي مطمئنة :
ـ الحمد لله أنه لم يرفض! ألم يكن ينوي رفضه دون نقاش؟! إذن فهذه علامة طيبة... و قد يغير رأيه في الأيام المقبلة... لا داعي للحزن!

ـ نعم معك حق... لم أكن أوقع نتيجة خيرا من هذه على أية حال...

ـ هيا اتصلي بدالية أخبريها... لا شك أن حسام ينتظر الجواب على أحر من الجمر...

اتصلت براوية و شرحت لها موقف أبي و عمي فابتسمت قائلة :
ـ على أية حال هو لم يرفض، مع أن حسام كان يريد خطبة رسمية حتى يمكن من زيارتكم و يتحدث إليك أكثر... لكن لابأس...

و قبل أن تغلق الخط هتفت ضاحكة :
ـ على فكرة... يبدو أن بعض الفضوليين كانوا يسترقون السمع من وراء النافذة!!!!!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالسبت أكتوبر 24, 2009 1:54 am

الحلقة 26

مرت الأيام التي تلت زيارة حسام لبيتنا بصفة عادية جدا في بيتنا... أبي لم يفتح الموضوع معي إطلاقا، و أنا حاولت قدر الإمكان أن أكون تلقائية و أن لا يبدو علي أدنى تأثر من موقفه تجاه الارتباط...

لكنني لاحظت أن أبي صار يطيل النظر إلي كثيرا، و يسرح أثناء الطعام و هو يتابع حركاتي... كأنه يقول في سره : ابنتي كبرت و أنا لا أدري!

أكيد أنه صار ينظر إلي بشكل مختلف... لأنه اكتشف أن هناك من ينظر إلي بطريقة مختلفة... و أنني من الممكن أن أكون مرام أخرى غير مرام الابنة المطيعة، الطالبة المجتهدة و الأخت الكبرى... اكتشف أنني قد يكون لي أدوار أخرى في الحياة غير الذهاب إلى الجامعة، و قراءة الكتب و مشاغبة ماهر و التسوق مع أمي... و طبعا ممارسة الطب في المستقبل...

و بالطبع كان يتساءل عن طبيعة علاقتي بحسام و عن مقدار تعلقي به...
فهو كان يعلم أن حسام جاء إلى منزلنا برضا مني، لكنه كان محتارا لأنني لم أبد أية ردة فعل أمام موقفه الغامض...

و لكنني كنت حزينة في داخلي... هل أنا مخطوبة أم لا؟؟؟
هل يمكن لحسام أن يتصل بي على الهاتف أم لا؟؟؟
هل يمكنه زيارتنا في المنزل؟ هل أستطيع محادثته في الجامعة؟
إنه شيء محير فعلا...

رغم أنه قد مضى على تعارفنا بضعة أشهر إلا أننا لم نتحدث مباشرة إلا مرات معدودات لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة... و كل لقاء لا يتعدى بضع جمل مبتورة، و كلمات مبعثرة... لكنها راسخة في ذاكرتي... تدغدغ قلبي في رقة...

لم أره منذ لمحته خلسة من وراء النافذة المواربة... و كنت أهفو إلى سماع أخباره.
لكنه لم يعد يأتي إلى الكلية... حتى دالية لا أراها كثيرا، لأننا ندرس في أقسام مختلفة... فلم أعد على اتصال بعالمه...



كنت أغادر قاعة المحاضرات حين اقتربت مني سهير مبتسمة و ربتت على كتفي قائلة :
ـ كيف حالك يا عروسة؟ و ما أحوال العريس؟!

تضرج وجهي في حرج... عروسة؟؟ عريس؟؟ يا ليتنا كنا مخطوبين فقط!!

ضحكت و أنا أقول :
ـ بعد عمر طويل إن شاء الله!

نظرت إلي في دهشة و هي تقول :
ـ ما بك يا مرام؟ لماذا هذا الكلام؟

ثم عدلت نظاراتها على أنفها و هي تقول في خبث :
ـ لا تقولي أنك مستعجلة على الزواج؟!!!!

لوحت بكفي نافية و هتفت :
ـ و لم العجلة؟ أمامنا الوقت الكافي...

أمسكت بذراعي و هي تقول في فضول ممزوج بلهفة :
ـ هااا... حدثيني... كيف تسير علاقتكما؟

تنهدت و هززت كتفي و قلت :
ـ لا شيء يذكر... لم أره منذ جاء إلى بيتنا الأسبوع الماضي...

ـ أسبوع كامل و لم تتصلا؟!! لا لا لا... حسام مقصر ناحيتك! لم لا يتصل بك على الهاتف إن كان لا يمكنه المجيء إلى الجامعة أو زيارتك في منزلكم؟؟

ـ يتصل بي على الهاتف؟! و لكن يا سهير... نحن لسنا مخطوبين بعد!!

سارعت تقول في إلحاح :
ـ و لكن والديك على علم بعلاقتكما... و أبوك معجب به أيضا... يعني ليس هنالك اعتراض على علاقتكما في حد ذاتها... المسألة برمتها مسألة وقت حتى يتخرج حسام...

سكتت و قد اتضح التردد على وجهي فاستطردت :
ـ اطلبي منه أن يتصل على رقم البيت... هكذا الرقابة موجودة... ما رأيك؟

ـ لكنه لم يقترح علي الأمر... فهل من المعقول أن أكون أنا المبادرة؟؟

ـ أراهن على أنه راغب في الأمر أكثر منك... فهو أيضا يريد أن يتعرف عليك أكثر... لكن الأكيد أنه يخشى إحراجك و يتوقع أن لا توافقي... لذا لم يبادر بالاقتراح، لكن أنت بإمكانك أن تسهلي عليه الأمر...

أجبت متفكرة :
ـ سأنظر في الأمر...


عدت إلى المنزل و الفكرة تلح على ذهني... نعم، لم لا يتصل بي على رقم المنزل؟ لن أكون بمفردي في المنزل... فلا يمكن أن تكون خلوة... كما أن أبي و أمي يعرفان أخلاقه و تدينه... فلا يمكن أن نتجاوز الحدود الشرعية في حديثنا...
كما أنها الطريقة الوحيدة لنتعرف على بعضنا أكثر... فهل سنقطع اتصالنا ببعضنا البعض طيلة السنوات المقبلة، حتى نتمكن من الزواج؟؟ غير معقول! حتى أننا قد ننسى بعضنا البعض بطول المدة...

سارعت باستشارة أمي فوافقت على اتصاله شريطة أن لا نطيل الحديث... كما أنها ستكون في الغرفة المجاورة...

قفزت من الفرحة و سارعت أتصل بدالية :
ـ أين أنت يا فتاة، لم أرك منذ فترة كأننا لسنا في نفس الكلية!!

أجبت ضاحكة :
ـ ممرات الكلية طوييييلة كالسراديب... نتوه فيها بسهولة!

صمتت قليلا فبادرت دالية مداعبة :
ـ أكيد أن مكالمتك ليست لي!! بل تريدين أن تسألي أن أحوال الدكتور!!

قلت متصنعة الغضب :
ـ يعني كأنه هو يهتم بشأني أو يسأل عني كي أسأل عنه!!

ـ اعذريه يا مرام... فهو متعب جدا في التمرين و أمامه امتحانات كثيرة... لكنني أؤكد لك أنك لا تغيبين عن باله لحظة واحدة... فجل الحديث بيننا يدور حولك...

ابتسمت في سعادة و قلت مدارية سروري :
ـ و لكن أخباري لا تصله حتى... و لا يعلم إن كنت مت أو لازلت بين الأحياء!!

ضحكت دالية و قالت :
ـ حاااضر... سأبلغه غضبك منه و غيظك من لامبالاته! و لكن ماذا يمكنه أن يفعل أمام موقف والدك؟؟

ترددت قليلا قبل أن أقول في صوت خافت :
ـ يمكنه أن يتصل بي على رقم المنزل إن شاء... استشرت أمي و هي موافقة...

ـ حسن... سأبلغه ذلك يا حبيبتي...


انتظرت على الجمر مكالمة دالية الموالية، و ما إن رن الهاتف حتى ركضت لأجيب :
ـ يقول أنه سيتصل بك على الساعة السابعة من مساء الغد... هل الوقت مناسب لك؟

ـ نعم... لا بأس...

وضعت السماعة و قد أخذ قلبي يدق في شدة !!!!!...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالسبت أكتوبر 24, 2009 1:55 am

الحلقة 27

استيقظت مبكرة على غير العادة بعد ليلة طويلة مليئة بالأحلام السعيدة...

تطلعت إلى المنبه الذي لم يرن بعد... إنها الساعة الرابعة!!!
ما الذي جعلني أستيقظ في هذا الوقت؟؟ عدت إلى النوم، لكنني لم أستطع أن أغفو ثانية... لبثت تحت الغطاء و الدقائق تمر بطيئة...

لم كل هذا القلق يا مرام؟؟

كان قلبي يخفق بشدة في كل مرة أتذكر فيها المكالمة الموعودة...
كيف سيكون صوته في الهاتف؟ و كيف سأتحدث معه؟
حتى و إن كانت أمي قريبة و دالية إلى جانبه... فإنني أحس أن خط الهاتف الذي يصل كلماته بأذني، يفصلنا عن كل ما حولنا... بل أنه للمرة الأولى سيكون بيننا حوار خاص!!!
فيم سنتحدث يا ترى؟؟
و كيف سأتصرف؟؟
علي أن أكون تلقائية... لكن في نفس الوقت أن أتجنب الضحك و التفكه...
و أن أخفض من صوتي... ليس مثلما أتكلم مع راوية أو دالية!!
هل سأجد الكلمات المناسبة؟ ماذا إن وجدني ثقيلة الظل؟؟ أو خفيفة طائشة؟؟

يا عزيزتي يا مرام... كوني طبيعية... كوني مرام و كفى... فعليه أن يقبلك كما أنت... و إن لم تعجبه شخصيتك فمن الأفضل أن تقف العلاقة في بدايتها...

تنفست بعمق و قد ازداد ارتياحي، ثم قمت فتوضأت و صليت بضع ركعات في ظلمة الليل و جلست أنتظر صلاة الفجر...

يا رب... اكتب لي الخير حيث كان ثم رضني به...

صار ذاك هو دعائي المفضل مذ عرفت دعاء الاستخارة...


كان يوما طويلا علي في الكلية، و كنت أتطلع بين الفينة و الأخرى إلى الساعة... متى تحين الساعة السابعة!!!

كانت المحاضرات تنتهي عند الساعة الخامسة، ثم يبقى لدي الوقت لأعود إلى البيت و أستريح قليلا قبل أن يأتي الموعد...

كنت أهم بمغادرة الكلية صحبة راوية حين اقتربت منا دالية و هي تلهث :
ـ الحمد لله لحقت بك قبل أن تنصرفي... كنت أبحث عنك...

نظرت إليها في قلق في حين هتفت راوية في لهفة :
ـ أكيد لديك رسالة من حسام؟! قولي قولي... هل أنا مخطئة؟

ابتسمت و هي تقول :
ـ نعم بالفعل... فقد اتصل بي ساعة الغداء و طلب مني أن أبلغك شيئا ما...

تطلعنا إليها في ترقب و قالت :
ـ الحقيقة أنه يعتذر لك... لأنه لن يتمكن من الاتصال بك هذا المساء...

خيم علينا الوجوم للحظات قبل أن تسترد دالية أنفاسها و تستطرد قائلة :
ـ لم يذكر السبب، لكنه طلب مني عنوان بريدك الالكتروني... قال أنه سيفسر لك بدقة لأنه لا يستطيع أن يمل علي ما يريد تبليغه لك...

بادرتها في قلق :
ـ دالية... طمئنيني... هل هو بخير؟

ـ لا تقلقي... ليس أمرا متعلقا بصحته أبدا... هو بخير و قد ذهب إلى المستشفى اليوم...

ثم تداركت ضاحكة :
ـ من أجل التمرين و ليس من أجل العلاج طبعا... لكنه لم يملك الوقت الكافي ليشرح لي على الهاتف لذلك قال بأنه سيرسل إليك... لا داعي للقلق!!


عدت إلى البيت مسرعة... و قد صار موعد الساعة السابعة بلا قيمة... و لكن هنالك رسالته منه تنتظرني!!!
دخلت إلى غرفتي على عجل و فتحت الحاسوب، و بدا لي أنه استغرق وقتا أطول من العادة ليفتح!! و أخطأت مرتين و أنا أدخل كلمة السر لحسابي الالكتروني...
و أخيرا فتحت الرسالة...
قرأتها مرتين و أنا مبهورة الأنفاس...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

آسف لأنني اضطررت إلى إخلاف و عدي الأول لك بخصوص المكالمة الهاتفية... و لكنك إن قرأت رسالتي هذه إلى النهاية ستلتمسين لي العذر و تتفهمين موقفي، بل إنني واثق أنك ستؤيدينه...

بعد أن وافقت البارحة على الاتصال بك، لبثت قلقا لسبب أجهله... ربما لأنني لم أضع المكالمات الهاتفية في حسابي للمرحلة الحالية... لكنني للوهلة الأولى لم أر مانعا طالما أن والدتك موافقة و هي ستكون قريبة منك...
لكن رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم علمنا الاستخارة في كل أمور حياتنا، خاصة تلك التي تبعث القلق في نفوسنا... لذا فقد قررت أن أستخير قبل أن أتخذ أية خطوة...

استخرت البارحة قبل النوم، لكنني لم أر في نومي أية علامة... فتوكلت على الله و قد قررت أن أتصل بك... لكن اليوم حين وصلت إلى المكتب و فتحت الحاسوب، ظهرت أمامي فجأة نافذة من موقع إسلامي فيها تحذير من الحديث بين الشاب و الفتاة على الهاتف و المسنجر... لست أدري لم اقشعر جسمي حين قرأته، مع أنه يتحدث عن كلام الغزل الذي يحدث بين الشباب الطائش و العلاقات التي تبنى دون معرفة الوالدين، لكنني أحسست أنه رسالة إلي من رب العالمين، بل أنه يحمل الجواب على استخارتي!!

مرام أرجو أن تفهميني... ربما ليس حديثنا في حد ذاته من المحرمات، و ربما كنا نجتهد و نجاهد أنفسنا للابتعاد عن المعاصي و نتقصى رضاء الوالدين في كل خطوة... فربما كانت والدتك موافقة لأن الأم بطبعها حنونة و تتجاوز و تخضع لرغبات أبنائها... لكنني لست واثقا من أن والدك سيكون له نفس الموقف!!

كما أننا نرجو من علاقتنا هذه أن تكون طريقنا إلى فراديس الجنان و نبتغي أن تكون في سبيل الله و وسيلة لزيادة طاعته... أملنا أن نبني نهضة الأمة من خلال تكوين بيت مسلم، يبارك لنا الله فيه من أول لحظة، يبارك لنا حتى في نوايانا و في دخائل نفوسنا...
فهل يليق بمن يحمل مثل هدفنا أن ينصاع إلى رغباته و أحاديث نفسه؟ حتى إن كانت لا تتجاوز الحدود الشرعية، فهي مدخل من مداخل الشيطان... و قد تقودنا إلى رغبات أخرى أكبر منها، مثل المكالمات الخاصة دون علم الأهل لأننا ضمننا موافقتهم و من ثم اللقاء...

ألا ترين أن نقنع الآن و نفرح فيما بعد... يوم يباهي بنا الله عباده و ملائكته... و يقول انظرا إلى هذين... كانا يتحريان مرضاتي في كل حركة و سكون... و هل في الدنيا فرحة تساوي فرحة ذاك اليوم؟
لذا فإنني أرى ـ و أظنك توافقينني ـ أن نتجنب كل ما يضعف نفوسنا، خاصة أن للصوت فتنة...

على أمل أن يعجل والدك بالموافقة على الخطبة الرسمية... أتركك في أمان الله

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...


كانت ابتسامة سعيدة ترتسم على شفتي... و أنا أعيد قراءة الرسالة للمرة الثالثة... و قد سكنت في عيني نظرة حالمة...
رغم أنني لم أحصل على المكالمة الموعودة، إلا أنني أحسست بأن ما حصلت عليه هو أحلى بكثيييير...
كنت أحس بالصغار أمامه... فأين تفكيري من تفكيره!! أين انسياقي وراء رغباتي من حسن تدبيره؟! أين تسرعي من حكمته؟!

بارك الله لي فيك يا حسام... و حفظك لي من كل سوء... و جمعني بك قريبا على خير...

كان شعور عميق بالاطمئنان يتدفق إلى قلبي في دفء...
سأكون في أيد أمينة معك... إن شاء الله !!!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
firing_dragon
عضو ممتاز
عضو ممتاز
firing_dragon


المساهمات : 661
تاريخ التسجيل : 07/01/2009
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالسبت أكتوبر 24, 2009 2:15 am

ممممممممممممممممممم.........اكثر من رائعة.....ولعلي اكاد اجزم انها واقعية....
هات ماعندك من بقية..........اكملوا القصة........

جزاكم الله خيرا....هذه القصة بها من دروس وعبر ما بها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالسبت أكتوبر 31, 2009 5:14 am

آسفه عالتأخير Embarassed Embarassed Embarassed
الحلقة ال28
كان الباب قد أغلق تماما أمام التفكير في المكالمات الهاتفية، فقد كان القرار حاسما حتى أنني لمت نفسي طويلا على جرأتي لتقديمي مثل ذاك الاقتراح... و دعوت الله أن لا يكون حسام قد وجد شيئا في نفسه من تهاوني بالمسألة... أو يكون قد ظن بي الظنون...

لكن تلك الرسالة التي تلقيتها من حسام كانت مفتاحا لطريقة جديدة للتواصل... طريقة عرفت معها متعة كبيرة... هي أرقى و أحلى و أبلغ من كلمات الغزل و الهيام...

فبعد بضعة أيام وجدت رسالة جديدة منه... كانت تبدو في ظاهرها خاطرة إيمانية عامة... لكنني أحسست بأنه يخاطبني بكل كلمة منها... ربما لأنني أحسست أنه كتبها من أجلي و ليذكرنا أن ما يجمعنا ماهو إلا سعينا لإرضاء الله... و أنه لا يجب أن تخالط نيتنا تلك أية نية أخرى تفقدها إشعاعها في قلوبنا

ثم صار يرسل لي يوميا خاطرة إيمانية يتناول فيها مواضيع شتى تلمس شغاف قلبي و تروي ظمأ روحي... فقد اكتشفت أنه ليس فقط ذا ثقافة دينية واسعة بل أنه كاتب متميز أيضا... تصلني أفكاره في أسلوب سلس و بسيط و لكنه ذو معاني عميقة في آن واحد، ما يسمى بالسهل الممتنع!

يحدثني عن الحياء فأجد وجنتي قد أشرقتا بحمرة محببة...
يصف أخلاق الصحابيات و أمهات المسلمين فتهفو نفسي شوقا للاقتداء بهن...
يذكرني بفضل صلاة الضحى فأقوم من فوري إلى سجادتي...
يحثني على قيام الليل و قرآن الفجر... فأتلذذ بمناجاة خالقي في الثلث الأخير من الليل...


صارت أحلى ساعات نهاري تلك التي أجلس فيها أمام الشاشة أقرأ خاطرته ثم أرد عليها بخاطرة أخرى من بنات أفكاري...
و أحلى ساعات ليلي تلك التي أوقظه فيها برنة على هاتفه لندعو الله معا أن يبارك لنا في علاقتنا قبل الزواج و بعده و يجمعنا على الخير و تقوى الله...


صرت أراقب نفسي أكثر و أفكر في كل تصرفاتي بطريقة مختلفة...
أريد أن أماريه في تحريه للحلال و الحرام قبل كل خطوة، أن أكون ندا له... أن أستحق زوجا مثله... و لا أخيب أمله لأنه اختارني من بين كل البنات اللاتي عرفهن... و من بين كل البنات اللاتي يتطلعن إليه...

و أجمل ما في الأمر أنه كان يذكرني في كل مرة بأنه ليس إلا شخصا عاديا له عيوب و مميزات و أنني لا يجب أن أتوقعه كاملا أو إنسانا مثاليا، فيزداد إعجابي به...
و يذكرني بتجديد نيتي في كل مرة لتكون خالصة لله وحده... و يؤكد علي بأن أنسى و أنا في مناجاتي وجوده لأنه لن ينفعني بشيء إن أنا خالطت نيتي أية مشاعر أخرى تفقدها صفاءها... فتتناثر دموعي خاشعة أسأل الله أن يرزقني الإخلاص فيتلاشى خيال حسام من أمام عيني لتبقى خشيتي لله و رجائي استجابته وحدها في قلبي...


و أخيرا قررت أن أبادر!! فقد كنت أتعلم منه طوال الفترة الماضية...
قررت أن أضع برنامجا مشتركا لعباداتنا معا...
فوضعت العبادات التالية و ظننت أنني أحطت بكل شيء و أنه لن يضيف عليها شيئا :
ذكر الله تعالى 500 مرة في اليوم
صلاة الضحى
المواظبة على السنن الرواتب قدر الإمكان
المحافظة على سنة الأحد عشرة ركعة في كل ليلة، بتقسيمها بين فترتي ما بعد العشاء و ما قبل الفجر على أن يكون معظمها في الثلث الأخير من الليل
قراءة جزء من القرآن يوميا لختم القرآن كل شهر
صيام الاثنين و الخميس من كل أسبوع
إخراج صدقة مرة في الأسبوع...

لم أكن قد تعودت على معظم هاته العبادات... لكنني نويت أن ألتزم و أجاهد نفسي قدر الإمكان

و لكنه كالعادة كانت له إضافة إلى البرنامج... إضافة متميزة و غاية في الرومانسية!
فقد اقترح أن يواظب كل منا على ذكر معين، يذكره كلما خطر الآخر على باله!
فنصنع عبادة حتى من تفكيرنا في بعضنا البعض! و يظل يذكرها حتى ينشغل بأمر آخر!!!

يا الله... كم خفق قلبي و أنا أقرأ رسالته تلك... و يا لها من فكرة مبدعة لنمنع نفوسنا من الإمعان في خيالاتها و مجاراة رغباتها... فنعوضها بذكر الله!


و كلما رأتني أمي أجلس خلف الشاشة، اقتربت مني و على شفتيها ابتسامة فضولية :
ـ هااا... ما الأخبار...
فيتضرج وجهي في حرج و أفسح لها المجال لتقرأ كتاباته... فتهز رأسها في كل مرة إعجابا و تربت على كتفي مداعبة و هي تقول :
ـ يبدو أن السباق الأدبي بينكما متواصل! من سيفوز يا ترى؟!

و الحقيقة أنني كنت جد مسرورة لأنني وجدت شخصا يوافقني ميولاتي و ينافسني في مهاراتي التي كنت أتميز بها بين صديقاتي...
و كان كل شيء بيننا خاضعا لمنطق المنافسة : و في ذلك فليتنافس المتنافسون...

حتى أنه اقترح أن يكون لكل منا دفتر يحاسب فيه نفسه على تقصيره في جدول العبادات... على أن نتحاسب في أول يوم من زواجنا... فيقدم الخاسر هدية للفائز... أو على حد تعبيره : تقدم الخاسرة هدية للفائز!
فقد كانت ثقته في نفس عالية... و قد نجح في تمرير روح التحدي إلي... مع أنه لم يكن يزعجني البتة أن أكون خاسرة أمامه... مادامت المنافسة بيني و بين زوجي المستقبلي... و لا شيء يسعدني أكثر من ارتباطي بشخص يتفوق علي في كل شيء فأكون قد سلمت مفاتيح قلبي لزوج يجيد الحفاظ عليها...


لكنني وجدت نفسي أعيش نوعا من الإدمان! نعم... إدمان على خواطر حسام...
أنتظر كل يوم رسالته بفارغ الصبر... أفتح الحاسوب مرات عديدة في اليوم...
و كلما سنحت الفرصة في الكلية انزويت في ركن ما أخط الخاطرة التي سأرسلها إليه... حتى أن راوية صارت تتنهد في غيظ كلما رأتني أتوجه إلى المكتبة وقت الغداء لأنفرد بخواطري...

أما في البيت فجلوسي على الحاسوب صار أطول من العادة... فكل خاطرة من خواطره تتطلب مني أن أقرأها مرة و اثنتين و ثلاثة... و قد أعود إليها فيما بعد لأستشف معانيها أكثر و أكثر...
و أقلق كثييييرا حين يمر يوم دون أن تصلني منه رسالة على بريدي الالكتروني... فأسارع للاتصال بدالية!!

كنت أعيش أياما سعيدة و أوقاتا ممتعة، أحسست فيها أن إيمانياتي ترتفع... أحسست بأنني أزداد قربا من الله و طاعة له...
لكن في داخلي... كنت أحس ببعض القلق... إحساس غريب كان يعكر علي صفو الاطمئنان الذي كنت أجده في البداية...

إلى أن جاء يوم....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالسبت أكتوبر 31, 2009 5:15 am

الحلقة 29

كنت سعيدة للغاية بعلاقتي مع حسام... سعيدة لأنني وجدت فيه الإنسان الذي يحثني على الطاعات و يدفعني بعيدا عن المعاصي...
سعيدة بخصوصية علاقتنا حيث أنها بخلاف كل العلاقات بين الجنسين لا تؤدي بنا إلى فتنة... أو هذا ما ظننته لمدة ليست بقصيرة...

ثم... بدأ شعور بعدم الارتياح يتسلل إلي، و أخذت أتساءل : هل نحن فعلا على صواب؟ هل يجوز لنا حقا أن نتبادل الرسائل بكل حرية؟

كنت أرى أنها رسائل سليمة من كل ما يغضب الله... فهي في معظمها خواطر إيمانية... لكن تتخللها أحيانا سؤال عن أحوال العائلة و الدراسة... و قد يحدثني عن بعض المشاكل التي تعترضه في المستشفى... أو أسأله عن ما يتعسر علي من مواد دراسية... لكنها تبقى أحاديث في حدود الشرع، تراعي الحياء و الخلق الكريم... و لا تتناول المشاعر و الأحاسيس بتصريح أو تلميح...

لكن روحه المرحة كانت تعانق الكلمات و تطل من بين الأسطر و ترسم الابتسامة على شفتي في كل مرة...
و كلما جاء على ذكر علاقتنا المستقبلية، أسسها و شروطها و ما يجب أن تكون عليه... يزداد خفقان قلبي من المعاني الراقية التي أقرؤها...
لكنني في نفس الوقت أحس بوخزة في ضميري... هل تلك الأوقات الحلوة من حقنا؟ فقد كانت متعة حقيقية، و كنت أخشى أننا نأخذ الكثير و نفتح أبوابا جديدة سيكون من العسير إغلاقها أو التراجع دون الولوج منها...

و كان ارتباطي به يزيد يوما عن يوم... فلم يعد لي غنى عن رنته على هاتفي الجوال لتذكيري بالذكر اليومي و لا عن خواطره التي أنتظرها بفارغ الصبر... كما أنني أقضي الكثير من أوقات فراغي أكتب له... و قد أجد نفسي مقصرة في حق صديقاتي علي و أحيانا أتأخر في السهر لأن لدي دروس الطب أيضا لأراجعها! و إن تأخرت عنه في كتابة خاطرتي فإنه يعاتبني عتابا رقيقا، على أن لا أعيد الكرة... فقد بات هو بدوره يعيش نفس الإدمان!

و رويدا رويدا، صرت أعتبر رسائله من "خصوصياتي" فلم أعد أسمح لوالدتي بأن تقرأها كلها... فتقرأ بعضها أو أكتفي بأن أحدثها بنفسي عما ورد فيها... و هي لم تكن تصر على الاطلاع عليها واحدة واحدة لأنها كانت تثق في و باتت أيضا تثق في حسام بعد أن تابعت مراسلاتنا لفترة ليست بالقصيرة...

أما أبي فقد كان على علم بوجود اتصال بيننا... و لم يبد عليه الارتياح لذلك, لكنه لم يعلق يوما و لم يصرح بعدم موافقته... ربما لأنه "يقدّر" نوعا ما "التنازلات" التي أقدمنا عليها مقارنة بشباب عصرنا!!!

لكنني كنت أراوغ... أراوغ نفسي و ضميري و أبعد عنه هاته الأفكار...
كنت أقنع نفسي بأننا لسنا في خلوة و أحاديثنا بعيدة عن الشبهات... بل هي تقربنا من الله تعالى... كما أنها وسيلتنا الوحيدة للتواصل و التعرف على بعضنا دون المرور بقنوات الاتصال المباشرة التي تعتريها الشبهات...
فأغلق باب الهواجس و تعود حياتي إلى سيرها الاعتيادي كأن شيئا لم يكن...

إلى أن كان يوم...


كانت راوية قد بدأت تستاء مني منذ فترة لأنني اعتذرت مرات عديدة عن مرافقتها إلى بعض المتاجر في الوسط المدينة، لأنني بالكاد أملك الوقت الكافي للقيام بالتزاماتي! و الحقيقة فإن وقتي يمر بين قراءة و كتابة و تفكير... فإن لم أكن أقرأ رسالة حسام فأنا أكتب له... و إن لم أكن أكتب إليه فأنا أفكر في ما قاله أو فيما سأقوله في رسالتي المقبلة!!!

نظرت إلي راوية في يأس و هي تقول :
ـ من غير المجدي أن أسألك إن كنت تستطيعين مرافقتي إلى محل الحلويات!

نظرت إليها في اهتمام و خطرت على بالي فكرة :
ـ هل هو المحل الذي يقع قرب مسجد مركز المدينة؟

نظرت إلي غير مصدقة :
ـ نعم هو بعينه... هل ستأتين؟

ابتسمت و أنا أهز رأسي موافقة :
ـ نعم سآتي!

اقتربت مني هامسة :
ـ مرام... هل حصل شيء؟ هل اختلفت مع حسام على شيء ما؟

ضحكت في مرح و أنا أقول :
ـ أبدا يا راوية... ما من خلاف... لكنني تذكرت أن لدي بعض الأعمال في المدينة... ثم نمر للصلاة في المسجد قبل العودة... ما رأيك؟

هتفت راوية و هي تعانقني :
ـ أكيييييد موافقة!

كنت أفكر بشيء ما خطر على بالي فجأة... فرحت أراجع في ذهني كلماتي و أصوغ عباراتي و أستعد للحظة المواجهة... فقد كنت اتخذت قرارا و علي التنفيذ بسرعة قبل أن أتراجع...

نظرت إلى راوية مداعبة :
ـ لم تقولي لي... لم تذهبين إلى محل الحلويات؟ هل من مناسبة سعيدة؟

تضرج وجها فجأة و همست :
ـ سأخبرك فيما بعد...

تملكتني الدهشة للحظات... راوية تخفي شيئا ما!!! لم أر وجهها يحمر هكذا من قبل... و صوتها الذي خفت فجأة... أكيد أن هناك أمرا ما!
لكنني لم أصر على معرفة الخبر و اكتفيت بتسويفها على أن تخبرني فيما بعد، لأنني كنت أصلا منشغلة بموضوع آخر احتل كل تفكيري...


انتهت جولتنا بسرعة و اشترت كل منا ما يلزمها من المتاجر ثم توجهنا إلى المسجد لأداء صلاة العصر...
فرغنا من الصلاة ثم خرجنا مع جملة المصلين... توقفت أمام الباب الخارجي و قلت لراوية و أنا أعود أدراجي :
ـ انتظريني هنا... سأعود حالا!

هتفت في تساؤل و هي ترقبني أبتعد مسرعة :
ـ هل نسيت شيئا ما؟

لكنني لم ألتفت و دخلت باحة المسجد من جديد... لكنني توجهت إلى مكان صلاة الرجال! كانت القاعة قد خلت تقريبا إلا من الإمام و بعض المصلين المتأخرين. وقفت مترددة أمام الباب فاقترب مني شيخ كان يقوم بجمع المسابح و تنظيم المصاحف في أماكنها، و سألني :
ـ هل تبحثين عن شيء يا ابنتي؟

تورد وجهي في خجل و أنا أهمس :
ـ شكرا لك يا أبتي... كنت أريد الحديث مع إمام المسجد... هل يمكن أن...

ابتسم قبل أن أتم عبارتي و هو يقول :
ـ حسن... انتظري قليلا، سأعلمه بوجودك...

كان الإمام شيخا معروفا بوقاره و عمق درايته العلمية و الفقهية، يقصده أهل المدينة للسؤال عن الفتاوى الإيمانية و الشرعية و مختلف الأحكام الفقهية...
وقفت أنتظر و قد سرت في جسمي قشعريرة... يا إلهي كيف سيكون جوابه؟
و أخيرا رأيته يقترب في خطى وئيدة وقورة و ابتسامة حانية تعلو شفتيه... بعد السلام شرحت له على عجل قصتي مع حسام... كيف تقدم إلي و موقف والدي من مسألة الارتباط... ثم عزوفه عن المكالمات الهاتفية و اللجوء إلى البريد الاكتروني... و شرحت له أيضا حجم التغيير النفسي و الديني الذي صاحب ارتباطنا العاطفي و مساندتنا لبعض البعض في العبادات و الطاعات... و ختمت بقولي :
ـ لكننا نريد أن نرضي الله في كل خطوة... و قد لجأنا إلى البريد الالكتروني و نحن لسنا واثقين بعد إن كان خيرا أم شرا مع أن كلامنا يبقى ضمن الحدود الشرعية...

استمع إلي في اهتمام ثم تنحنح قبل أن يجيبني في ترو :
ـ يا ابنتي... بارك الله فيك و في هذا الشاب لحفاظكما على دينكما في زمن قد تحرر فيه الشباب من قيود الشريعة و صارت كل القيود التي يخشونها هي عيون المجتمع و عينه على هفواتهم في حين يغفلون عن عين الله التي ترقب الحركات و السكنات... و الله إن كلامك قد سرني كثيرا... فالأمة لازالت بخير إن كان فيها شباب مثلكما يتقي الله في نفسه و عرضه... و لكن...

حبست أنفاسي و قد شقت علي كلمة "و لكن" بعد أن كانت السكينة قد عادت إلى قلبي!
أطرق الشيخ للحظات ثم عاد ليستطرد :
ـ و لكن ليس من المفروض أن يكون بينكما قناة اتصال خاصة بكما غير خاضعة لرقابة الولي... لأنها تترك للشيطان مدخلا قد يتسلل منه و يتلاعب بالنوايا...

قاطعته معترضة :
ـ و لكن والدتي على علم بكل ما يقال بيننا!

هز رأسه و هو يقول :
ـ ذلك غير كاف! فوجود مساحة من الحرية هو الخلل الذي قد يؤثر على سير العلاقة... أنا لا أقول يا ابنتي أن تقطعي علاقتك بهذا الشاب تماما، فمن الواضح أن فيه خيرا كثيرا... لكن من الأفضل أن تمر الرسائل ببريد العائلة مثلا... كما يجب أن تكون متباعدة نوعا ما بحيث لا تشغلكما عن الدراسة أو غيرها من الواجبات تجاه النفس و العائلة... فكثرتها تجعل السيطرة على النفس و رغباتها أمرا صعبا، فتتسلل بعض المشاعر ضمن الكلمات دونما أن يستشعر كاتبها تجاوزاته... فإن كنت تريدين أن يبارك الله في هاته العلاقة في كل مراحلها فالأحرى الابتعاد عن الشبهات قدر الإمكان! فلا تكونان ممن خلط عملا صالحا و آخر سيئا...

تنهدت و أنا أقوم شاكرة...
فأردف الشيخ دون أن ينظر إلي :
ـ إن كنت تكبدت عناء السؤال... فالأولى أن تعملي بما علمت... حتى لا يكون حجة عليك يوم القيامة و العياذ بالله! فإن كنت تجدين في نفسك ضعفا و نفورا مما تسألين عنه فالأولى أن لا تسألي!!!

تسارعت دقات قلبي و أنا أغادر القاعة... فقد كان لكلماته الأخيرة وقع غريب...

خرجت لأجد راوية تنتظرني في قلق :
ـ لم تأخرت؟ هل وجدت ما كنت تبحثين عنه؟

هززت رأسي علامة الإيجاب و لم أنبس ببنت كلمة... كنت ساهمة متفكرة في كلام الشيخ... كنت قلقة قبل أن أذهب إليه، و غادرته في قلق أكبر! كنت أنتظر منه أن يطمئنني إلى سلامة تصرفاتنا... فقد صرت متعلقة بمراسلاتنا إلى درجة لا أتخيل معها انقطاعها فجأة تحت أي ظرف من الظروف!
و لكن ما العمل الآن؟! كيف أتصرف؟!
يا إلهي ألهمني الصواب...

نظرت إلى راوية من طرف خفي... كانت هي الأخرى منشغلة عني بحلوياتها التي كانت تمسكها في رفق و اهتمام... و تبادر إلى دهني تساؤل ملحّ... هل يمكن أن...؟؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالسبت أكتوبر 31, 2009 5:23 am

الحلقة 30

لم أكن مستعدة بعد للانقطاع عن الخواطر التي صارت محور حياتي... لكن كان يجب أن أفعل شيئا، قبل أن تغلبني نفسي الضعيفة أمام رغباتها و تقنعني بكتمان الأمر! فقد أيد الشيخ إحساسي بالقلق حيال ما نقوم به. لذلك سارعت بالكتابة إلى حسام أخبره بتفاصيل ما حصل معي... حتى نتخذ قرارنا سوية... فهو بالتأكيد سيقويني و يشجعني و يثبتني...

شرحت له كلام الشيخ دون أن أخفي عنه شيئا مما قال... حتى عبارته الأخيرة التي جعلت قلبي يغيض في صدري... سيكون كلامه حجة علي يوم القيامة!!!

و لبثت أنتظر رده...

كان يومي في الكلية قلقا فلم أستطع التركيز مع المحاضرات كثيرا... كانت أعصابي مشدودة و أنا أفكر فيما سنفعله...
و في أوقات الضعف كانت نفسي تحدثني بسؤال شيخ آخر... فالفتاوى تختلف من شيخ لآخر! فمنهم الميسر و منهم المتشدد... نعم، فقد بدأت نفسي تضعف أمام القرار الذي أنا بصدده و قد شق علي كثيرا... لكن الشيخ الذي سألته من المعروف عنه أنه من العلماء المعتدلين!

و لكن كيف سيصبح اتصالي بحسام؟ هل نكتفي برسالة في الأسبوع؟ رسالة في الشهر؟ أم هل ننقطع تماما؟ لا! و لماذا ننقطع؟ الشيخ لم يقل هذا! بل نصح بالمباعدة بين الرسالة و الأخرى و أن تكون الرسائل خاضعة لمراقبة الأسرة... و هذا شيء يسير! إذن لا داعي للقلق...


كانت راوية تجلس إلى جانبي طوال اليوم، لكنني لاحظت شرودها هي الأخرى... فقد كانت كل واحدة منا منشغلة عن الأخرى بأفكارها... لكن راوية ما الذي يشغلها يا ترى؟ هل تخفي عني أمرا ما؟

التفتت إليها و همست مداعبة :
ـ ما الذي يشغل بالك إلى هذه الدرجة يا عزيزتي؟ أنت غائبة عن العالم تمااااما!

التفتت إلي و قد فوجئت بملاحظتي و احمر وجهها مرة أخرى و همست :
ـ انتبهي إلى المحاضرة الآن... سأخبرك لاحقا!

ما خطبها يا ترى؟ في كل مرة تقول لاحقا! سنرى إلى أين ستأخذنا هذه الراوية!!!

ما إن خرجنا من قاعة المحاضرات حتى تأبطت ذراعها و سحبتها جانبا و أنا أقول :
ـ و الآن... أخبريني بكل شيء دون تسويف...

تنحنحت راوية و أطرقت للحظات و هي تقول في صوت خافت :
ـ الحقيقة... القصة طويلة نوعا ما... و تستوجب شرحا مطولا... فهل لديك الوقت الكافي؟

نظرت إلى ساعتي و أنا أقول :
ـ يمكنك أن تحدثيني بكل شيء و نحن على الطريق إلى المنزل و إن لم يكفنا الوقت سأرافقك إلى بيتكم و تكملين القصة... ما رأيك؟

ابتسمت راوية في خجل و هي تقول :
ـ شكرا على اهتمامك يا مرام... لكن يجب ان أمر على مكتب البريد أولا... يجب أن أرسل هذا...

ثم أشارت إلى صندوق كانت تحمله بعناية. جذبتها لنعبر معا الساحة و أنا أقول في مرح :
ـ حسن... سنذهب أين تشائين... لكن هيا... هيا... ابدئي قصتك، فقد شوقتني! هل في الحكاية شاب ما!

ترددت راوية قبل أن تهمس ثانية :
ـ لست أدري من أين أبدأ... فالمسألة معقدة نوعا ما...

ربتت على كتفها و أنا أهتف مشجعة :
ـ ابدئي من البداية! ثم ستتواصل القصة بكل تلقائية! هاااا... ماذا قلت؟

اشتد احمرار وجه راوية بشكل ملفت نظرا و همت بأن تقول شيئا... لكن في تلك اللحظة اقتربت منا دالية و هي تهتف :
ـ مرااااام... انتظريني!

تذكرت فجأة حسام، و رسالتي الأخيرة إليه... هل تحمل لي دالية خبرا ما؟
نظرت إليها في اهتمام و هي تقول :
ـ الحمد لله أنني لحقت بك قبل أن تغادري...

سألتها في قلق :
ـ هل تحملين رسالة من حسام؟

ضحكت دالية مداعبة و هي تقول :
ـ بل أحمل إليك حسام نفسه!

تضرج وجهي فجأة و نظرت إليها في عدم تصديق، ثم أخذت أتلفت حولي باحثة عنه و أنا أهمس في حذر : أين هو؟

ضحكت دالية مجددا و قالت و هي تأخذ بيدي :
ـ تعالي إنه ينتظر أمام المكتبة... مكانه المفضل في الكلية!

مضت مدة طويلة مذ رأيته آخر مرة... فمنذ بدأنا تراسلنا لم يأت إلى الكلية سوى مرة واحدة رأيته فيها عن بعد... لمحت ابتسامته المحببة إلى قلبي لكنه لم يحدثني بكلمة...

مشيت بخطى متعثرة و أنا أتساءل عما دعاه إلى القدوم اليوم؟ هل تراه قرأ رسالتي؟ لكن الأكيد هو أنني كنت في غاية السعادة لرؤيته بعد غياب دام قرابة الشهرين...

كان يقف أمام المكتبة و رأسه منكس إلى الأرض و قد بدا عليه التفكير... رفع عينيه فجأة، فالتقت عيوننا للحظة... استرد على إثرها كل منا نظرته في حياء... كان يبدو في عينيه الإجهاد و الأرق... و لوهلة وددت لو أقترب منه و أمسح على رأسه في حنان، كأم تمسح على رأس صغيرها و أسأله عما يرهقه...
لكنني نفضت عني تلك التخيلات بسرعة ثم اقتربت بخطى متمهلة حتى وقفت غير بعيد عنه... و وقفت كل من دالية و راوية على مقربة منا...

نظر إلي و هو يقول في هدوء و ابتسامة صغيرة تعلو شفتيه :
ـ وصلتني رسالتك...

تسارعت دقات قلبي و أنا أرفع عيني لأواجهه و قلت بصوت كالهمس :
ـ و ما رأيك؟

اتسعت ابتسامته، ابتسامة لم أر مثلها على شفتيه و هو يهتف :
ـ أبشري يا مرام... أبشري...

هزتني كلماته هزا، و انتفض قلبي في صدري و قد تبدت الحيرة على ملامحي : أبشر؟! لكنه تابع في صوت هادئ عميق :
ـ لقد استجاب الله لدعائنا... ألم نكن ندعو الله أن يبارك في علاقتنا قبل الزواج و بعده، بأن يهدينا سبل طاعته و ييسر لنا أمرنا؟ إنها أولى البشائر يا مرام! و إلا فبما تفسرين قلقنا المتزامن من تراسلنا عبر البريد الالكتروني؟ فأنا أيضا بدأ القلق يتسلل إلي منذ مدة ليست بالقصيرة... لكنني كنت أقنع نفسي بأننا لا نتجاوز الشرع في شيء... و أنها وسيلتنا الوحيدة للتواصل... فأسكت الصوت الذي يشدني من أعماقي و يلومني...

أحسست بعينيه تستقران علي و هي يضيف :
ـ لكنك كنت أشجع مني... و كنت قادرة على اتخاذ الخطوة المناسبة، لقد كنت أقدر مني على جهاد نفسك... فليس هنالك ما يحسم ترددنا غير رأي العلماء... ثم نستفتي قلوبنا...

تجمعت الدموع في مقلتي فأمسكتها بصعوبة كي لا تنساب على وجنتي. آه لو تعلم! فأنا أضعف مما تتصور! لكنني تحركت في حين غفلة من نفسي الخبيثة و أعتمد عليك كي تثبتني و تساندني! كانت تلك الأفكار تتزاحم في رأسي و قد أطرقت مصغية إليه :
ـ لكن قلوبنا هي التي نبهتنا إلى الشبهة التي وقعنا فيها... لذا، فلم يعد هنالك سبيل للتردد...

صمت للحظات بدت كالدهر... و قطعت دالية و راوية حديثهما بعد أن كانتا منشغلتين عنا... و تركزت عيوننا جميعا عليه في ترقب فنطق بعد صمت قصير :
ـ مرام... أرى أنه من الأفضل أن تنقطع اتصالاتنا تماما في الفترة المقبلة...

اتسعت عيناي دهشة... تنقطع تماما!؟ لماذا؟! كانت نظراتي تنطق بالفزع... و الرجاء... لكنه قبل أن أنبس ببنت شفة كان يردف في حزم و هو يتجنب عيني :
ـ لا مكالمات و لا لقاءات و لا رسائل! علينا أن نغلق كل السبل التي يمكنها أن تضعف نفوسنا...

تباطأ ريثما استوعبت كلماته قبل أن يعقب و هو يضع يده على كتف أخته :
ـ دالية ستكون الوسيط بيننا... و ستحمل إليك أخباري دائما...

ابتسمت دالية و هي تقول :
ـ طبعا... اعتمدا علي!

سكتت و أنا لا أدري ما أقول... لم أكن أعتقد أننا قد نقطع اتصالنا بتلك السهولة... ظننت أننا قد نحدّ من عدد الرسائل، بحيث لا تعطلنا كثيرا عن الدراسة و العمل... فقد كنت أقلق إن تأخرت رسالته يوما فكيف سيكون حالي إن انقطعت أخباره؟!

و كأنه قرأ أفكاري و عرف ما يدور في ذهني فاستطرد مبتسما :
ـ ربما سيكون ذلك صعبا علينا في الفترة الأولى... لكننا سنتعود بسهولة... لأننا نحتسب الأجر عند الله... و ننتظر أن تصلنا بقية البشائر سريعا... فربما يوافق والدك قريبا على الخطبة و تحل مشاكلنا جملة واحدة... فنحن نثق في رحمة الله و نحسن الظن به... أليس كذلك؟

كانت كلماته تتدفق إلى قلبي مباشرة و تمسح عني كل القلق و الخوف... نعم إنه كذلك و الله! وجدت ابتسامتي تتسع على شفتي في انشراح لم أعرف له مثيلا إلا و أنا أقرأ رسالته الأولى منذ بضعة أسابيع... و وجدت ارتياحا غريبا يحل في نفسي محل الانقباض... نعم، فلنتوكل على الله فهو حسبنا... و لنحتسب أجرنا عند الله... و وجدتني أهمس دون وعي مني :
ـ من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه...

أحسست بنبرة الفرح في صوته و هو يجيبني مؤمّنا على قولي :
ـ نعم يا مرام... أحسنت...

ثم ابتسم في مرح :
ـ هدا الخبر سيسعد والدك! أكيد!

ابتسمت لدعابته و أنا أتخيل وجه أبي حين يعلم بقطعنا لكل اتصال... نعم، فداك سيريحه كثيرا من التفكير في مصير علاقتنا...

نظر حسام إلى ساعته و هو يقول :
ـ آسف إن كنت أخذت من وقتك... لكنني أردت أن أودعك... فقد يطول الأمد...

هممت بأن أسأله في دهشة : تودعني؟! هل أنت مسافر؟! لكنني تذكرت ما كنا نقوله منذ لحظات... فأطرقت في صمت في حين واصل هو قائلا :
ـ أوصيك يا مرام بالحياء... الحياء... الحياء... و حسن الخلق... فهو كنزك الذي أريد أن أجده لديك محفوظا لم تصل إليه يد بسوء...

تطلعت إليه في دهشة و قد تضرجت وجنتاي فواصل قائلا :
ـ و أسألك الدعاء لي كثيرا... حتى يوفقني الله قريبا لإتمام دراستي... و أكون أهلا لك... و قادرا على إسعادك...

تمالكت نفسي بصعوبة فخرج صوتي محملا بكل مشاعري الحبيسة... كتنهيدة حرى :
ـ سأكون في انتظارك...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
firing_dragon
عضو ممتاز
عضو ممتاز
firing_dragon


المساهمات : 661
تاريخ التسجيل : 07/01/2009
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالأحد نوفمبر 01, 2009 5:17 am

جزاك الله خيرا..........فعلا قصة مشوقة جدا جدا...........
والاغرب اني فعلا كنت بفكر نفس تفكيرهم في حكم العلاقة والاتصال بينهم لغاية ما الشخصين نفسهم جاوبوا عليا...........

الي المزيد..........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
true man
عضو ممتاز
عضو ممتاز
true man


المساهمات : 316
تاريخ التسجيل : 26/02/2009
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 03, 2009 4:26 am

السلام عليكم ورحمة الله بركاته
امتابع فى صمت لكيلا افسد روعة النص
فى انتظار التتمة فلا تبخلى علينا بها واسرعى حنانيك-حلوة حنانيك دى Very Happy .بسرعة الله يرضى عنك لانها فعلا شيقة جدا رغم كونها لكاتبة غير محترفة لكنها اية فى الروعة والجمال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 03, 2009 5:39 am

كنت متردد اني احط اللينك بتاع الحلقات دي ......بس خلاص دلوقتي خدت القرار

اليكم اللينك
https://www.facebook.com/home.php?#topic_top
bounce bounce

التكملة هتكون من الحلقة 29 ف اللينك...لأن العد عندهم كان فيه خطأ Rolling Eyes

ربنا معاكو
لو اللينك مافتحش عند حد يقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
true man
عضو ممتاز
عضو ممتاز
true man


المساهمات : 316
تاريخ التسجيل : 26/02/2009
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 03, 2009 6:08 am

شكرا على اللنك بس فى مشكلة صغيرة
اللنك مش بيفتح معايا خااااااالص Very Happy Very Happy
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 04, 2009 5:11 am

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
true man
عضو ممتاز
عضو ممتاز
true man


المساهمات : 316
تاريخ التسجيل : 26/02/2009
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالخميس ديسمبر 03, 2009 7:52 am

شكرا مرة تانية على اللنك
بس برضو للاسف مش بيفتح معايا خالص Very Happy
مش عارف العيب عندى ولا حضرتك بتنقلى اللنك من الفيس بتاع حد مش مسموح انى ادخل عنده
فرند مش عندى جروب سرى scratch
الله اعلم Question
اقولك حطى انتى الحلقات بعد اذنك وانا هاستنى وامرى لله
اه قبل ما انسى ممكن انقل الحلقات دى لمنتديات تانيا مع ذكر المصدر ولا حقوق النشر محفوظة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالسبت ديسمبر 05, 2009 9:48 pm

الحلقه 31

Very Happy بما ان اللينكات مش عارفه ليه مش شغاله فآديني هكمل

سرت في طريق المنزل رفقة راوية بعد أن افترقنا عن حسام و دالية أمام باب الكلية.
كنت أمشي ساهمة متفكرة... نعم، لن تصلني بعد الآن رسالة من حسام، و لن أقضي جل وقتي في الكتابة إليه! أي فراغ سأحس به؟! أي انتظار سأعيش؟!
أملي أن يقتنع أبي بين لحظة و أخرى و يوافق على الخطبة!
و لكن ما الذي تغير في المعطيات حتى يغير رأيه؟!
لا مفر من الانتظار إلى نهاية السنة... لكن كيف ستمر علي بقية السنة؟!

تنهدت بحرارة... ثم حانت مني التفاتة إلى راوية، فوجدتها مطرقة إلى الأرض لا تنظر إلي... تذكرت فجأة الموضوع الذي كانت ستحدثني عنه قبل أن تقبل علينا دالية فقلت في أسف :
ـ آسفة يا حبيبتي... لقد انشغلت عن موضوعك! و لكن ما بك؟ لم كل هذا الحزن في عينيك؟

رفعت رأسها في بطء فرأيت عينيها مغرورقتين بالدموع!
ـ راوية ما بك؟ هل من خطب ما؟

و كأنها كانت تنتظر إشارة مني، فقد أخذت دموعها تنساب بغزارة على وجنتيها و هي تردد في أسى :
ـ يبدو أنني أسير في الطريق الخطأ... أسير في الطريق الخطأ...

لم أفهم شيئا للوهلة الأولى... فقد كنا نسير في الطريق إلى منزلها مرورا بمكتب البريد حيث ينبغي أن ترسل الطرد الذي تحمله بين يديها في حرص...
لكنني تنبهت إلى أنها لا تتحدث عن تلك الطريق! إنما عن طريق أخرى بدا لي أنني لا أعلم عنها شيئا!

أحطت كتفيها بذراعي في حنان و أنا أقول :
ـ عن أية طريق تتحدثين يا حبيبتي؟ أخبريني فربما أفيدك...

مسحت دموعها في محاولة لاسترجاع هدوئها و قالت في صوت حازم :
ـ حسام على حق...

يبدو أن حبيبتي راوية تصر على الكلام بالألغاز اليوم! فما علاقة حسام بالأمر الذي كانت تريد أن تخبرني به؟! تنفست بعمق و قلت في هدوء :
ـ راوية... حبيبتي... تكلمي بوضوح و أفصحي هداك الله! ما علاقة حسام بالأمر؟

التفتت إلي بكليتها و هتفت و قد عادت عبراتها إلى الانهمار :
ـ كان حسام مصيبا حين قرر أن يقطع أية وسيلة للتواصل بينكما... و علي أن أفعل نفس الشيء...

نظرت إليها غير مصدقة و قد أصابتني بلاهة غريبة :
ـ تفعلين نفس الشيء؟ تقطعين علاقتك بي؟!؟

لم تتمالك راوية نفسها فانفجرت ضاحكة و ربتت على كتفي قائلة :
ـ سامحك الله يا مرام! أضحكتني!

ابتسمت و قد تفطنت إلى غبائي و أنا أقول :
ـ إذن بمن ستقطعين علاقتك؟ هناك شاب ما أليس كذلك؟

تضرج وجهها خجلا و أطرقت مبتسمة و لم تجب فهتفت بها و قد بدأ صبري ينفد :
ـ اسمعي، لن نستمر هكذا إلى ما لانهاية! انطقي الآن قبل أن أفقد أعصابي!

كنا قد وصلنا قرب مكتب البريد فهمست :
ـ انتظري... سأرسل الطرد ثم نتحدث...

دخلنا إلى مكتب البريد... فنظرت إلى الطرد مستغربة... كان العنوان المكتوب بحروف لاتينية، فهو مرسل إلى إحدى الدول الأجنبية... لم أكن أن لراوية أقرباء خارج البلاد. همست متسائلة و هي تدفع ثمن الشحن و النقل للموظف :
ـ قولي... هل للطرد علاقة بالأمر؟

ابتسمت راوية و قالت في هدوء محير :
ـ صبرا يا مرام... سأخبرك بكل شيء بعد دقائق قليلة...

هتفت حينها :
ـ أمسكتك متلبسة! هناك علاقة أكيدة إذن! و أنا التي كنت أتساءل عن سر حرصك الغريب على الصندوق! أخبريني الآن! الآن، الآن!

ضحكت راوية ضحكة قصيرة، و ما إن أنهت معاملتها حتى سحبتها من ذراعها و أنا أقول في إصرار :
ـ و تخفين عني كل هاته الأسرار؟! طيب يا راوية!

نظرت إلي في عتاب و قال و في صوتها نبرة حزن :
ـ و هل كانت لديك دقائق من وقتك الثمين لتمنحيني إياها؟! فقد كنت مشغولة طوال الوقت في الأشهر الماضية!

أطرقت و قد أدركت مقدار بعدي عن راوية في فترة مراسلاتي مع حسام! نعم، لقد كنت مقصرة في حق صديقتي المقربة و أختي التي وقفت معي في مواقفي العصيبة و ساندتني على الدوام...
ـ أنا آسفة يا راوية آسفة جدا... نعم، كان حسام على حق... كان يجب أن نبتعد عن بعضنا البعض حتى لا يعطل كل منا سير حياة الآخر... فقد صرنا في فترة قصيرة متعلقين ببعضنا كثيرا و لم نكن ندرك عمق الخطأ الذي وقعنا فيه... و الحقيقة أنه لو لم يكن خطأ لما كان أثر على علاقاتنا الاجتماعية و العائلية، و مهامنا و واجباتنا! علينا أن لا نستعجل و أن لا نحاول الاستمتاع بما ليس من حقنا في الوقت الحالي... فالخطبة هي الفترة الطبيعية للتعارف...

انتبهت إلى أنني قد انسقت من جديد إلى الحديث عن علاقتي بحسام مع أن الهدف كان الاعتذار من راوية ومواساتها! فالتفتت إليها من جديد :
ـ و الآن... كفانا تضييعا للوقت! قولي و لا تتأخري!

تنفست راوية بعمق و قالت هامسة :
ـ استعدي للمفاجأة...

ـ مفاجأة؟!

ـ هل تذكرين الشاب المسيحي الذي شارك في المناظرة مع حسام في لقاء الحوار بين الأديان؟

نظرت إليها و أنا لا أفهم العلاقة بينه و بين موضوعنا :
ـ نعم أذكره... و كيف أنساه و هو الذي كان السبب في معرفتي بحسام! ما به؟!

ابتسمت راوية وقالت :
ـ إنه هو الشاب المعني...

كانت حقا مفاجأة و مفاجأة قوية جدا بالنسبة إلي فقد لبثت أتفرس في وجهها باحثة عن علامات المزاح حتى أنفجر ضاحكة من الدعابة... لكنها كانت تتطلع إلي في جدية تامة... فقلت مترددة :
ـ راوية... أنت تمزحين أليس كذلك؟

ابتسمت كأنها تتجاهل سؤالي و قالت :
ـ هل تذكرين حين طلب منك أقراصا للمبشر المسيحي الذي أسلم ثم أصبح داعية للدين الإسلامي؟

ـ نعم...

ـ بعد بضعة أيام التقيته في المكتبة... فسألني عنك، لكنك لم تأت إلى الكلية يومها. فهمت أنه يريد أن يسألك عن الأقراص، فاقترحت عليه أن أمده بها، لأنني أملك نسخة أخذتها منك سابقا...

تذكرت حينها أنني ظللت أحمل الأقراص في حقيبتي عدة أيام دون أن ألتقي الشاب في الكلية، و أنني لم أعطه إياها في النهاية!

ـ بعد أن استمع إليها، التقينا مرة أخرى صدفة في المكتبة أيضا، و كانت لديه الكثير من التساؤلات التي لم يجد لها جوابا شافيا في الأقراص، فطلبت منه أن يدون أسئلته على ورقة و أنا سأحاول أن أبحث له عن الأسئلة من مصادر موثوقة... لكنه حين أحس بأنني متحرجة من الوقوف معه طويلا للنقاش بمفردنا فقد اقترح أن يأخذ عنوان بريدي الالكتروني حتى يكون التواصل أكثر سهولة... ترددت قليلا و لكنني وجدتها بالفعل الطريقة الأسلم... كما أنني سأتمكن من مده بعناوين بعض المواقع المفيدة حول الموضوع...

توقفت راوية قليلا لتتنهد في عمق ثم استطردت :
ـ و ذاك ما حدث... ظللنا طوال الفترة الماضية نتواصل و نتناقش حول الموضوع... و كنت بين الفينة و الأخرى أفكر بأنه من الأفضل أن أضعه على اتصال بأحد الشباب الملتزمين من كليتنا، فإنني لم أكن مرتاحة لحديثي المتواصل مع الشاب... خاصة أنه طلب مني أن نتحدث مباشرة عبر الشات لفعالية أكثر... لكنني في نفس الوقت كنت مستمتعة بحديثنا، و قد لمست منه اهتماما كبيرا و تعطشا لمعرفة الدين الإسلامي... فلم يكن من الهين علي أن أترك ثواب هدايته لغيري! مع أنك أنت وحسام قمتما بالخطوات الأولى الأساسية... فوافقت على الحديث معه عبر المسنجر... خاصة بعد أن انتهى السنة الماضية من سنوات الطب الداخلية و سافر لمتابعة السنوات التطبيقية في فرنسا...

تألقت عيناها ببريق جميل و هي تهمس في سرور ظاهر :
ـ و قد أسلم منذ شهر تقريبا...

عانقتها في سعادة و أنا أهتف :
ـ مبروك... ألف مبروك عليه و علينا... أنت رائعة حقا! فقد مضيت إلى نهاية المطاف!

تناثرت دموع راوية مجددا و تلاشت ابتسامتها فجأة و هي تردف :
ـ ليست تلك كل الحكاية...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالسبت ديسمبر 05, 2009 9:56 pm

Embarassed Embarassed Embarassed
مش عارفه فيه ايه؟؟؟كلما انسخ حلقه الصفحة تقفل

كنت ناويه انزل 4 مع بعض بس الموضوع مزرجن Very Happy شويه وهجرب تاني
بس مؤقتا كده الحلقات دي منقوله من جروب نعم للأفراح غير المختلطة

والتوبيك اسمه يوميات فتاه مسلمه هتلاقوه ف صفحة 3 تقريبا ف disscussion board
ربنا يسهل والمشكله تتحل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
firing_dragon
عضو ممتاز
عضو ممتاز
firing_dragon


المساهمات : 661
تاريخ التسجيل : 07/01/2009
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالسبت ديسمبر 05, 2009 11:54 pm

هيييييييييييييييييييييه.....والله زمان يامنتدي........اسف ع الغياب,,,,

بس بجد هذه قصة مشوقة ولا ادري لماذا لا نقراها كاملة.........

بس بجد قصة رائعة واتوق لتكملتها ربنا يعينك وتنزليها......
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Snow_white
Admin
Snow_white


المساهمات : 764
تاريخ التسجيل : 01/09/2008
العمر : 35

يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Empty
مُساهمةموضوع: رد: يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات   يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات Icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 08, 2009 1:04 am

عود حميد د:فيرنج
Very Happy

انا والله ماعارفه فيه ايه بس هي مش راضيه تتنسخ لحد دلوقتي
كل ماعمل كوبي الصفحة تقفل..............فممكن لو حد منكم اتبع العنوان اللي انا قلتله ولقى الحلقات يساعدني ف حطها عشان فعلا الموضوع طول اوييييييييييييييييييييييييييي Rolling Eyes
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bokra-ahla.ahlamontada.net
 
يوميات فتاة اسمها مرام.....حلقات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بكره أحلى :: يلا نخلي بكره أحلى :: الملتقى..................................... :: موضوعات عامة-
انتقل الى: