أوقفني أحد المارة........
بطريقة ملفتة وداعية للتعجب والدهشة، ثم قال لي: أي بني .......
ثم سالني سؤال غريب تعجبت وصمت لبرهة وأنا أفكر..........
ماالذي يقصده ذلك العجوز بسؤاله؟ ولماذا وقع اختياره علي أنا وحدي؟ ثم ما هذا السؤال الغريب؟
كل هذه الأسئلة وردت في ذهني ، إلا أني لم ألبث أن جاوبته بتلقائية وسرعة....
وقلت له : هو الخــــُـلق الحســــن ، ثم صمت ، فإذا به ينظر إلي بشدة وكأنه يدقق النظر في ملامحي، أو ربما أراد أن يستكشف شيئا في ليس بداركه،
نعم ، كان السؤال الذي سأله لي هو ( ما أطيب صفة يمتاز بها البشر؟ )
ثم في سرعة أخذ يردد علي اسئلة أخري فيقول لي:
وما أطيب عين قد يري بها البشر؟ ، فقلت له : العين الدامعة .............لذكر الله،
قال:وما أطيب لسان يتحدث به البشر؟ فقلت له: لسانا رطبا .............. بذكر الله،
قال: وما أطيب شئ تأخذه من الدنيا وما فيها؟ فقلت له: علما ........ينتفع به الكون،
قال: وما أطيب شئ نازعت الدنيا عليه وغلبتك؟ فقلت له : الخلود..........في رضا الله،
قال: وما أطيب ما تراه بعينيك ؟ فقلت :الأرض...........وأنا ساجد لله فأتذكر أني عبد مخلوق،
قال: وما اطيب شئ أبكاك في الدنيا؟ فقلت له: نصرة الجهاد..........ففي النصر فرح يبكي وفي الشهادة جنة تسقي،
قال: وما أطيب عقل يمتلكه البشر؟ فقلت له: عقل ستير ..........فإن هممت بمعصية زجرك ونهاك فسترك عند الله،
قال: وما اطيب نفس تتجسد للبشر؟ قفلت له: نفس الرحمة.......ترحم من حولك ،وتسعي لرحمة الخالق،
قال: وما اطيب ينبوع يستقي منه البشر؟ فقلت له: ينبوع القرآن ..................فيه هدي للمتقين،
فإذا به يضع يده الدقيقة علي كتفي متطلعا بوجهه إلي وقال : بارك الله فيك، ثم....
ثم ادار ظهره لي وانطلق يسير تاركني خلفه في ذهول عمن يكون هذا؟
فإذا بي أستوقفه لأسأله :.........من أنت يا سيدي؟؟؟؟؟؟
من أنت ؟ ومن أي بلد أتيت؟؟؟؟
ألتفت إليٍ وقال :.....أنا أطيب قلب قد يمتلكه البشـــــــــر..................
ثم سار وأنا أفكر في شتات عما يقصده.......
ماذا يقصد هذا العجوز؟؟؟؟ ماذا يعني بإجابته؟؟؟؟؟؟؟
ثم تنبهت من غفلتي اللحظية وعدت لأسأله التفسير فإذا به قد إختفي ولم أجده لا هنا ولا هناك...،
ثم عدت لنفسي تري مـــن هـــــو؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أتدركون من هو؟؟؟؟؟؟؟؟ في أنتظار الردود