باعوكٍ يا غزة في ســوق الوهن وحجروا قلوبهم فكم كان الثمــنُ؟
الكل أعلن رسوبه في فصــــــل الكرامة ووحدها غزة تمتحـــــنُ
لاتقولي أُمــتي هي العرب فمــا كان الغدر للعرب شيمة تمتهـــنُ
فانسي جموع العرب فسلاحهـم أقوال وأيدي كليلة وزعيمهم الجبنُ
لاتسأليني عن عروبتنا إذ أعـــ ـــدموها وسياف الخسة فينا يؤذنُ
بارت قلوب العرب وتجمـدت دموعهم من قبل أن تُغمم الأعيــنُ
لاتبحثي عن العرب فقد رُشقت عقولهم بســهام حُرم منها البـــدنُ
ليتهم أصابوا قلوبنا بدل ان يُـــ ـــصاب حلمُ طفلٍ الشريـدُ الفطنُ
قصفوا احلامه في بيته فصـــار ضريحه ودماؤه وحدها له كفــنُ
سرقـوا بريــق عيونه- بعــد إذ أبصرته- فأعجزته لصغره المحنُ
قتلـــوا فيـه شبـــاب دمـعه أسـ ـــكتوا فيه الحراك مــلأه الشجــنُ
وأيـن أخــــاه ؟ أفمــــات ؟ أم حـــرمه من الإستشهــاد السجــنُ؟
فهـذا أبــــاه و هـذه أمــــه قــد ماتوا فســـأل أين ذهب الــوطــنُ؟
وتلك أخته الصغيـرة تبكي فقد قتلوا لُعبتها الجميلة وإليها تحــــنُ
فتــساءل من بقي لأسألـه أيــن أحـــضان بيت كنا فيــه نســــكنُ؟
ومن أين يأتي بأُناس مثلهم؟وكـ ـيف ستغفل عيناه وقاطعه الوسنُ؟
بكي الطفل وبكت معه صرخات فاحت في الأجواء لن يخفيها الزمنُ
وبكت معه دمــــاء سالت بيـــن حبات الثـــري حيث الألام هنا تدفنُ
فلا تطلبوا منه أن يفــادي مــــا قــد رأي من عدو وجهه عـــــــــفنُ
لا تسألوه عن دمـــوع بلاده عن نزيف دماءه أو حتي بماذا يـــــكنُ؟
لا تنادوه بأن يصمـــت وحولـه أصـــــــوات أُعدم بهـــا الأمـــــــنُ
أصــــــوات مـــوت من حولــه دوماً تردد ألا تخافــوا ولا تحزنــوا
فاسود ليله وغــــاب عنه القمر حتي الشمس صارت بالطلوع تضنُ
ثم ذبحوها وفرقــوا أوصـالهــا وقد صار النور معه في الجحور يأنُ
غزة تصرخ فيكم يا عرب أين شجعانــــكم أم أن غزة عليكم تهــونُ
فقد قتلوا شجعاننا فأين ياســين والرنتيسي كلاهما في التراب مدفونُ
ولا تتباكوا أيـام صلاح الديـن وابحثوا في شبابنا عل احدهم يكونُ!!